الفصل الخامس

693 46 6
                                    

‏"الذنوب قد تحول بين الإنسان وبين توفيقه فلا يوفّق، ولا يُجاب دعاؤه".

‏- ابن عثيمين رحمه الله

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

#الفصل_الخامس
#أقدار_من_الزجاج
#منة_أنور(عشق)

نبدأ ...

جلست بجانبه تتضمد جراحه وهي تبكي عندما رأته بهذه الحالة حيث أن ذراعيه معلقة وهناك بعض الضمادات علي رأسه  ،  تنهد بضيق من بكائها فهي تبكي منذ أن وقعت عيناها عليه وكل محاولاته في تهدأتها باءت بالفشل فكيف ستكون حالة والدته إن رأته هي الأخيرة من المؤكد لن تمرر الأمر مرار الكرام  ،  هتف بضيق:-
خلاص يا ندي بقي علشان خاطري.. أنا كويس والله  ..

مسحت دموعها ثم لملمت الأدوات الطبية لتنظر له تهتف بحزن:-
ياسين إنت مش عارف أهميتك بالنسبة لينا ليه..؟؟  إنت أبويا وأخويا وسندي اللي مقدرش أشوفك بتتألم.. مستكتر عليا عياطي اللي من زعلي عليك  ..

نفي برأسه سريعًا يمسك يدها يهتف بحنو:-
إزاي تقولي كدة يا ندي... إنتِ وماما بالنسبالي أهم حاجة في حياتي.. بس أنا بزعل لما أشوف زعلكم بسببي  ..

_ من قلقنا عليك يا أبيه... فـ علشان خاطرنا متخاطرش بحياتك وحافظ علي نفسك علشانا.. ممكن  ..

أنهت حديثها بنبرة مترجية ليأومأ برأسه متفهمًا يبتسم لتساعده علي الأستقلاء في فراشه تدثره بالغطاء وهي تبتسم بحب تداعب خصلاته قبل أن تذهب:-
تصبح علي جنة يا أبيه..

بادلها البسمة بحنان يهتف قبل أن يغلق عينه مستسلمًا الي النوم:-
وإنتِ من أهل الجنة يا حبيبتي  ..

خرجت من غرفة بعدما أطفئت الأضواء لتري شروق الشمس فتوجهت نحو المرحاض تتوضأ لصلاة الضحي والدعاء لشقيقها بالشفاء العاجل..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


في دولة أخري تقبع بعيدًا عن مدرانا " أسبانيا " هذه البلد الصاخبة التي يتمتع أهلها بلكنتهم الخاصة وعاداتهم التي تُشعرك بالبهجة والود المتبادل بين أهلها  ،  تأملت هي الشوارع المزدحمة بعض الشئ وبعض الأوناس الذين يتراقصون بطريقتهم علي ألحانهم المتميزة فصفقت بفرحة وهي تراقب حراكاتهم من داخل السيارة المتجهه نحو منزل خالها  ،  عبست ملامحها عندما إختفي العرض والأوناس من أمامها لتري نفسها بمكان نائي أعلاه يقبع هذا القصر الكبير الذي يظهر لك قمته منذ دخولك الي البلد  ،  توقف السائق أخيرًا لتترجل هي مسرعة قبل أن يفتح لها الباب متجهه نحو الداخل بصياحها العالي المعتاد  :-
ياقوم... هل يوجد أحد هنا.. لقد جئت..

أقـدارٌ من الزجـاجٍ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن