أقـدارٌ من الزجـاجٍ

الفصل السادس

حُفّت الجنّة بِالمكاره "

لمّا تكون عِينك على [ الجنة] هتتجاوز المكاره بسهولة ..

لكن لما تكون عينك مركّزة على [ المكاره] هتحس إن الطريق صعب!

-د.أحمد عبد المنعم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

#الفصل_السادس
#أقدار_من_الزجاج
#منة_أنور(عشق)

نبدأ ...

ضمت إبنتها بسعادة بالغة بعدما عادت من العمل لتستقبلها بحفاوة تتمتم بحب وأعين دامعة :-
كم إشتقت لكِ عزيزتي... أسفة لعدم مجيئي لأستقبالك..

خرجت أليتا من أحضان والدتها تردف برقة:-
لا بأس أمي أعلم.. لذا توقفي عن البكاء..

مسحت مقلتيها وهي تتأمل إبنتها الغائبة تهتف في حنو:-
طال غيابك كثيرًا..

رددت ڤي من خلفها بذهول وهي تضحك:-
طال غيابها..!! حقًا ليندا... إنها لم تتجاوز الأسبوع..

بررت بلطف:-
أشعر أنها أعوام ڤي... أليس كذلك..؟؟

أنهت حديثها تنظر الي إبنتها تسألها لتتعالي ضحكاتهما علي مشاعر ليندا المرهفة التي تستقبل إبنتها كأنها غابت عنها أعوامًا ليس مجرد أيام ، تذمرت ليندا من ضحكاتهما تردف:-
لماذا تضحكان الأن..؟؟

ضربت ڤي كفها بالأخر فـ ليندا تقريبًا بنفس عمرها لكن تصرفاتها وعقلها لم يتجاوزا بعد عقل إبنتها الصغير بالفعل ، هتفت ضاحكة:-
أشعر أنني أعيش مع حفنة من الأطفال.. ينقصكم الطفل الكبير..

طالعاها بغيظ ثم شاركوها الضحك بمرح لتنظر أليتا حولها متسائلة :-
أين هو خالي.. لماذا لم يأتي معكِ..؟؟

وكأن بحديثها أعطت الأذن لباب القصر الكبير أن ينفرج فجأة يطل من خلفه رجل في العقد الخامس بخصلاته الذهبية التي يتخللها بعض الخصلات البيضاء مصففة بحدة وعيناه الزرقاء التي تحمل قدر كبير من الدهاء والمكر تتأمل من حولها بنظرات حادة كالذئب ، أنفه الشامخة بكبرياء تدل علي رفعة صاحبها ومكانته العالية فلما لا فـ هو " ألفريدو بارتولوميو " من كبير أكبر العائلات بأسبانيا وأعلاها شأنًا الذي لا يتجرأ أحد علي مجابهته أو حتي المحاولة ، بجانبه يقبع ذراعه الأيمن ونجله الوحيد " دانييل ألفريدو " الذي يشبه الي حد كبير من ملامح والده بإستثناء الأعين وبريقها الأخضر كأنه صقر يتربص لفريسته في عتمة الليل مع بشرة برونزية تزيده وسامة طاغية ، وعلي الجانب الأخر يقبع " آلان" الحارس الشخصي لـ ألفريدو ذو الجسد الضخم كأعتي المصارعين بطوله الشاهق وجهه المتخشب كالصخر وخلفهم بعض الحراس الأخرين ، أجفلت السيدات بريبة من هذا الدلوف المهيب ليقف ألفريدو يرفع يده وبنظرة واحدة تفرق حراسه جميعًا الي أمكانهم أما آلان إنسحب بهدوء يقف علي بعد قريب منه ..