part 2

156 56 16
                                    

اطياف في كل مكان

اعتادت على البقاء وحيدة تظن نفسها تتخيل أشياء عديدة مخيفة حيث أنها كانت ترى رجلا عجوزا مخيف الوجه يلاحقها أينما ذهبت ، وملجأها الوحيد هو إغلاق عينيها قائلة : " أنها ليست حقيقة لن أصدق كل ما يحدث لي ... أنا فقط أهلوس وأخلط بين الواقع والخيال ... أجل إنها هلوسة "
بقيت على ذلك الحال حتى عمر السابعة عشر ، لكنها كلما كانت تكبر كلما كبر شعورها بالوحدة والخوف حيث لم تتقرب من أحد ولم يكن لديها أي شخص مقرب أو صديق عدا تلك الخادمة التي سمحت لها بالعيش في بيتها ، فهي كانت لطيفة معها بالرغم من أنها تعمل ليلا ونهارا ولا تعود إلى المنزل إلا أوقاتا قليلة جدا ، لكن آنليزا لم تشأ أن تتقرب منها خشية من أن تقوم بطردها أو تنعتها بغريبة الأطوار كما يفعل أولادها وزملاؤها في الصف ، لهذا كانت تحب البقاء منفردة على الدوام متجنبة المتاعب وإبقاء سرها بعيدا عن الأنظار . في أحد الأيام امتلأ قلبها حزنا وقهرا لذا قررت أن تواجه تلك الهلوسات وأن تعيش فقط الواقع ، حاولت جاهدة مدة سنة كاملة أن تتجاهل كل الأوهام ولا ترى أو تتخيل أي شيء غريب أو مخيف ، بذلت قصارى جهدها لتتخلص من عذابها ذاك حتى أنها كانت تقوم بشراء أدوية كثيرة لتتمكن من النوم ، لكنها لم تفلح أبدا عندما صارت آنليزا بعمر الثامنة عشر ، انتقلت إلى بيت والديها بعد عشر سنوات من رحيلها ... حيث شرعت في تنظيف الغرف ولم تغير شيئا في ديكور المنزل لأنه كان آخر عمل قامت به مع أبيها ، كما تتذكر كل تفاصيل أيامها الجميلة معه فأبقت على الأثاث وباقي الأغراض كما هي ولم تشأ أن تغير في شيء لأجل إحياء ذكرى والدها المتوفى ، وبينما كانت تفرغ حقائبها وجدت عقد النجمة فقامت بارتدائه وواصلت عملها في البيت لكن لوهلة بدأ العقد يتوهج بنور قوي جدا وأصبحت النجمة تلمع كالكريستال الحقيقي .. في تلك اللحظة من شدة اندهاش آنليزا بالمنظر العجيب قامت بنزع العقد فورا ورمته على السرير عاجزة عن استيعاب الأمر ، وفور خلعها له توقف من التوهج مما زاد استغرابها للأمر . جلست على الأريكة تفكر وتنظر إلى العقد مندهشة تماما وفجأة تذكرت رسالة أمها لها التي على العقد فأصابها الشك والحيرة لذا قامت بحمله مجددا وإذ به بدأ يتوهج أكثر .. بقيت تتمعن فيه واستدارت نحو المرآة فتفاجأت مرة أخرى بوجود خطوط غريبة على جسمها وأصبح شعرها وعيناها مشعان إلى لون كالأزرق الكريستالي مع لمعان قوي جدا حيث انصدمت تماما وقالت في نفسها : " أظن أنني أهلوس كالسابق لكنني في حال أسوء بكثير " ، استاءت آنليزا كثيرا ، لكنها اعتادت على الأمر لذا قامت وخبأت العقد في حقيبتها وشربت كأساً من الماء ثم خلدت إلى النوم عسى أن تستيقظ بحالة أحسن عن تلك الهلوسة الغريبة

348 كلمه

||فتاه في عالمين || متوقفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن