الفصل السادس :
" للأسف يا ابن العم .. لدي أقوال أخرى "
التفتت جزاء مجفله تنظر الى بكر الذي دخل يتهادى بمشيته المستفزة لينظر لها هو الآخر قائلاً بسخرية :
" كنت أشعر أنني سأجدك هنا "
" ماذا تقصد ؟! "سألته جزاء بحده فرفع كفيه باستسلام قائلاً ببراءه :
" اقصد انني عندما لم اراكِ في الناحية الأخرى علمت أن مسارك للتعرف على المكان قد جلبك الى هنا "
" ماذا تريد ؟! "ألقى جاسم سؤاله بجفاف يخفي به قلقه من أن يكون هذا الثعلب قد سمع حديثه مع ندى ليرد بكر ببساطة وهو يجلس في الكرسي المقابل لجزاء :
" لا شيء .. جئت ابحث عنها فسمعت اخر كلامك فقلت لا بأس ببعض التوضيح فجدك كما تعلم اوصاني انا أن ادربها على كل شيء حتى تستطيع إدارة أسهمها بنفسها لذا رداً على حوارك الأخير .. جزاء مكانها في مكتبها بين قوسين مكتبي انا كما انني سمعت منذ قليل انك تبرعت شاكراً بتدريب وصال لذا لن نضغط عليك ، خذ انت وصال و اترك لي جزاء "أوشكت جزاء على الاعلان عن رغبتها في أن يدربها جاسم حتى تستطيع التصرف بحريه اكبر بعيداً عن عين المخبر الذي ابتليت به ليتكلم جاسم ببرود قاطعاً أملها :
" حسناً .. لا يهم "نهض بكر قائلاً بسخرية و كأنه يريد أن يخبر جاسم أنه لم يكن يأخذ رأيه أو يستشيره من الأساس :
" شكرا ً يا ابن الأصول ، لا ادري ماذا كنت سأفعل بدون موافقتك "
لم يعير جاسم اي اهتمام لاستفزازاته ثم قال لجزاء بهدوء تام :
" هلا تناوليني هاتفك من فضلك ! "
ناولته جزاء هاتفها باستغراب ليعبث هو به قليلاً فيرن هاتفه برقمها ثم أعطاها الهاتف مجدداً فيما يقول :
" لقد سجلت لكِ رقمي ، إذا احتجتِ اي شيء لا تترددِ في الاتصال بي "
ابتسمت له جزاء بتكلف لتشكره وتأخذ هاتفها ثم نهضت و غادرت الغرفة بصحبة بكر الذي قال مازحاً قاصداً تحذيرها بشكل غير مباشر :
" عشت و رأيت جاسم يعطي رقم هاتفه لأحد دون أن يخطط لشيء في المقابل "
لم ترد عليه جزاء ليستطرد هو بعدها بهمس ماكر قبل أن يتركها و يدخل لمكتبه :
" لكن ........... من يعلم ! "
فور أن دخلت جزاء الى مكتبها الجديد وصلتها رساله من رقم جاسم ففتحتها لتضحك بعدها بخفوت و هي تقرأها مجدداً :
( اجلبِ لي كل اخبار هذا المستفز ، اريد تفاصيل يومه أولاً بأول )
تمتمت جزاء لنفسها بهمس و هي تغلق هاتفها و تضعه أمامها :
" حسناً ايها المتعجرف ، لنرى كيف سيكون وجهك حين تعلم بأنك لم تكن سوى أداه في يدي وسأرميها وقت ما اشاء ؟! "
....................................
بعد عدة ساعات ركن امين سيارته وقد هده التعب فهو يلف و يدور منذ أكثر من ساعتين بعد أن فر هاربا ً من تحقيق بكر و نظراته المرتابه فلا هو حمل شكوك أخيه و أسئلته اللامتناهيه و لا حمل أن يراها أمامه اليوم من جديد !
حمد امين ربه انها لم تدخل مكتبه من بعد أن رآها مع خطيبها و إلا كانت ستستشف جحيم مشاعره من منظر مكتبه الذي استحال الى مقلب قمامة بعد أن اخرج فيه كل غضبه من نفسه و منها و من قدره الذي اوقعه مع علياء ثم سجنه بداخل تجربته معها حتى هذه اللحظة دون سبيل للخروج .
عاد ليؤنب نفسه من جديد و يسألها لما الان ؟!
خطبتها من اخر اختارته كشريك لحياتها كما وصفته بملء إرادتها بعد يومين
لما لم يعطيه عقله الإشارات في وقت أبكر ؟!
كيف سيذهب الان إلى خطبتها ؟! .. كيف سيبارك لها و هو يرغب بأن تعود و تتخذ حيزاً اكبر مما كانت تحتله في حياته ؟!
كيف سيعتاد على ابتعادها التدريجي الذي سيحدث لا محالة مع مرور الوقت ؟!
عهد لم تكن له يوماً كغيرها هو يدرك ذلك جيداً لكن في نفس الوقت مشاعره ناحيتها لم تتبلور في اي شكل معين .. كان مكتفي بما يقدمه كلاً منهما للآخر دون تفكير و كأن عقله الغبي لم يحسب حساب يوم قد تختفي فيه من حياته ...
رباااااااااه ... سيفقد عقله ، لقد تأخر كثيرا ً الان على اتخاذ أي خطوة و بحق الله اي خطوه قد يتخذها من الأساس و قلبه يحذره من أن يعيد ما مضى من جديد !
قلبه لن يتحمل طعنه أخرى من امرأه لن يقول يحبها هذه المرة بل سيقول يألفها .. يشعر معها بالدفيء و الراحة التامة معها ، امرأه .... تكمله !
امرأه قدمت له اكثر من الحب .. قدمت صداقتها !
عهد لطالما كانت أقرب الناس إليه .. حتى مشاعره ناحية علياء ومشاكله معها كان يرويها بنفسه إليها بلا تحفظ ولا خجل من طلب مشورتها التي لم تبخل عليه بها أبداً ...
إن دار الزمن و اكتشف أن عهد هي الأخرى تحمل و لو واحد في المائة من مآرب علياء سيموت هذه المرة لا محاله .. سيخسر صديقة عمره و يخسر نفسه !
يا الله .. كله بسببها .. كله بسببها !
ضرب امين على المقود بعنف و هو يصرخ بغضب كبته لأكثر من سبع سنوات :
" لعنك الله يا علياء .. ماذا فعلتِ بي ؟! "
ظل بعدها يضرب على المقود بعنف و يزمجر بجنون و قد تفجر غضبه بشكل كامل و كأنه يرى ما حدث أمامه من جديد !
اغمض عينيه يلهث و عاد برأسه يستند للوراء ليعود مشهد زوجة عمه وحديثها مع علياء يقتحم عقله من جديد ويقتله بلا رحمه ...
يومها عاد ابكر من موعده و هو يظن بكل غباء أنه سيستطيع الترفيه عن زوجته و حبيبته التي تحمل طفله بعد أن ظلت ليومين كاملين تعاني من اكتئاب حمل أفقدها شهيتها !
بحث عنها بغرفتهما فلم يجدها فتوقع ان يجدها بصحبة امها و بالفعل ذهب إلى هناك ليسمع صوتها المرتفع الذي كان أشبه بخناجر تغرس في قلبه حيث سمعها تقول بغضب مريع و كأنها في صدد الإصابة بانهيار عصبي :
" انتِ السبب ، ليتني لم أكن مثلك .. تزوجِ امين و ستنسين كل شيء بعد الزواج ، تزوجِ امين لتصبحِ زوجة الكبير و يضعك الجميع فوق رأسه "
وقتها توقف امين خلف الباب مجفلاً لا يفهم ما يُقال بينما قلبه يخبره ان القادم اقسى و افظع :
" اصمتِ ايتها الغبيه سيسمعك أحدهم .. ثم ما الذي تقولينه ؟! ، ما الذي جرى لكِ ؟! .. ألم يكن هذا اختيارك ؟! "
وصله صوت زوجة عمه الخافت تحاول السيطرة على نوبة ابنتها العصبية لتصدق علياء على حديث قلبه و هي تستطرد هذه المرة ببكاء حاد هيستيري :
" لن اصمت .. ليتني مشيت وراء قلبي و اخترت جاسم و بعدها كنت سأدعمه ليصبح هو الكبير ، كنت سأضع له الخطط و أقف خلفه حتى أقنع جدي بأنه هو الأنسب و الافضل .. ليتني كنت انانيه و تجاهلت تعلق وصال به ، كيف سيكون موقفي انا الان إن شعر هو بها يوماً ما و أحبها ؟! .. كيف سأنظر إليهما معاً كيف ؟! "
تحركت قدمه لا ارادياً للوراء و دارت الدنيا به ليسند نفسه على الحائط بكف بينما كفه الآخر كان يمسد موضع قلبه الذي تهشم كلياً و هو يسمع تلك الاعترافات المتتالية منها ليصله صوت زوجة عمه مجدداً لكن هذه المرة كان صوتها بعيداً .. مشوش :
" على من تضحكين أنتِ ؟! .. هل تخدعين نفسك يا علياء ؟! .. أنتِ اخترتِ امين بملء إرادتك لأنكِ تعلمين جيداً أن مصلحتك معه ، جاسم كان امامك طوال الوقت لكن أنتِ من اخترتِ أن تتعامي عنه و الان فجأة أصبح جاسم هو حلمك و امين لا ؟! .. هل نسيت ِ تلك الأيام التي كنتِ تخططين فيها لإيقاعه بحبك ؟! .. ام لأنك رأيتِ اثار ليله حمراء على السيد جاسم منذ بضعة أيام اُصبتِ بالجنون ! .. لا تخدعِ نفسك يا علياء و اعترفِ انكِ ضحيتِ بجاسم من أجل مصلحتك و طموحك "
ظل صوت بكائها يكوي قلبه و رجولته المطعونة ليجد دموعه دون إرادة ً منه خانته و انسكبت تنعي كرامته و قلبه و كبريائه .
الان فقط فهم كل شيء !
فهم سبب تغير ابن عمه عليه و لما أصبح يعاديه و يناطحه بهذا الشكل !
فهم اسباب اكتئابها و تغيرها الواضح في الأيام الأخيرة و امتناعها عنه الذي ارجع هو أسبابه للحمل بكل غباء !
فهم أنه لم يكن لها سوى درجه على سلم السلطه الذي تسعى لها ، لم يكن لها ذو قيمه بينما كانت هي له الحياه بما فيها .
فتح امين عينيه بعد لحظات كوى نفسه فيها بالذكرى ليجد دمعه يتيمه قد تسربت من بين رموشه ليمسحها بعنف و يخرج من السيارة ليكتشف أنه قد هرب الى نفس المكان الذي هرب إليه في ذلك اليوم المشؤوم بعدما تراجع دون صوت ثم ركب سيارته و غادر و لم يعود الا بعد اتصالات متعددة من أفراد عائلته ليخبروه بعدها أن علياء تعرضت لمخاض مبكر و انهم جميعا ً معها في المستشفى فجرجر نفسه مرغماً الى هناك لا يدري ماذا سيفعل اذا رأى جاسم هناك و الانكى ماذا سيفعل فور أن يراها هي !
لكن القدر كان رحيماً بها قاسياً عليه هو فعلياء دخلت الى غرفة العمليات بولاده متعسره ولم تخرج منها أبداً !
ماتت دون أن يواجها .. دون أن يقتص منها !
ماتت و تركته هو يتعايش مع مرارة خيانتها له كل يوم .. مرارة تتجدد كل يوم مع حلول كل صباح و كأنها تتولد ذاتياً !
يقولون ان الألم يبهت مع الوقت و يختفي لكن في حالته هو الألم يعربد بين ضلوعه كل يوم كمارد من نار يكوي جنبات قلبه دون أن يشعر به أحد .. دون حتى أن يجرؤ على إخبار أحد .. ألم بُلي به ليعيش معه بمفرده و يبدو أنه سيلازمه الى نهاية عمره !
تنفس امين بعنف بينما يهتف لنفسه بتعب بيّن يمقته و كأنه يتوسل ذاكرته الرحمة :
" كفى .. كفى "
لينزلق بعدها أرضا ً غير مباليا بملابسه و يتخذ قراره رغماً عنه هذه المرة !
فعهد تستحق اكثر بكثير مما يستطيع هو أن يقدمه لها لذلك رغماً عنه عليه أن يصمت و يقف خلفها كما فعلت معه دوماً و ليتمنى لها السعادة و يتجرع هو كأس مرارة قدره مكرهاً .
....................................
( بعد يومين )
تحركت ببطء و ثقه مستغله غياب امين الذي اختفى منذ الصباح لينهي بعض الأعمال العالقة ثم اقتربت من مكتبه بهدوء لتُفاجئ بوجود عهد التي كانت ترتب بعض الملفات فراقبتها عن كثب لتكتشف انها تعرف الارقام السرية لخزينة امين الخاصه !
كتمت جزاء أنفاسها و حدقت بترقب في ارقام الخزينة مستغله شرود عهد التام عنها لتقول بعد عدة لحظات بنبره مفتعلة :
" صباح الخير .. اين أمين ؟! "
شهقت عهد بإجفال و سقطت منها بعض الأوراق لتعتذر منها جزاء فيما تقول ببراءه :
" آسفه لم اقصد اجفالك ، لقد طرقت الباب "
ابتعلت عهد ريقها ثم التفتت إليها تبتسم بتوتر لترد :
" لا عليك ، انا من شردت قليلاً .. هل أنتِ بحاجه إلى شيء ؟! "
قطبت جزاء تتصنع دور المتفاجئه لتسألها بعجب مدروس :
" اخبريني أنتِ أولاً .. أليس من المفترض أن اليوم خطبتك إذاً ماذا تفعلين بالشركة ؟! "
ابتسمت لها عهد و تحركت تحثها على الخروج من المكتب فيما تجيبها ببساطه غير مدركة لما يدور في رأس الأخرى :
" اتيت لأنهي بعض الاعمال و سأعود بعدها إلى المنزل على الفور ، حتى امي لم تكن تعلم بخروجي و اتصلت ووبختني حين عرفت انني بالشركة "
ضحكت جزاء فيما تقول باختصار :
" معها حق .. اي عروس تلك التي تذهب الى عملها في يوم خطبتها ! "
ابتسمت عهد دون اجابه فأنهت جزاء وقفتها قائله ببساطه :
" سأعود الان إلى مكتبي .. اراكِ في المساء و الف مبروك مره اخرى "
أوشكت جزاء على التحرك لكن اوقفها صوت عهد الهادئ حين نادتها مجدداً فالتفتت لها ليحل الصمت قليلاً ثم تكلمت عهد بعدها بود :
" جزاء ..انتي شخصيه مميزه للغايه ، وانا حقاً اتمنى ان نصبح اصدقاء "
حافظت جزاء على ثبات ملامحها ثم ابتسمت لها و أجابت بتلقائيه :
" بالتأكيد "
لتغادر بعدها و هي تحاول تجاهل نغزة قلبها فتعود من جديد الى مكتبها تنتظر الوقت المناسب و رحيل عهد حتى تدلف الى المكتب فهي لن تجد فرصة مناسبة اكثر من اليوم بسبب انشغال الجميع بالصفقة المرتقبة و خطبة ابنة عمتهم .
عند حلول وقت الظهيرة تحركت مجدداً تدعو الله أن يعمي عينا بكر عنها لتجده هو الآخر قد اختفى من مكتبه فابتسمت و اتخذت خطواتها نفس الجهة السابقة لتتسع ابتسامتها اكثر و هي تفكر بأن جاسم قد سهل مهمتها اكثر بعد أن أخذ وصال الى جانبه و اخلى لها المكان بالكامل !
حاربت توترها و قلقها و دخلت الى المكتب ثم أغلقت الباب خلفها لتسرع ناحية الخزينة تضرب أرقامها بثبات فتفتحها لتجد أمامها الكثير من الأوراق و الملفات و الاوراق المالية فبدأت بحثها بسرعه فائقه تجبر نفسها على الثبات حتى وجدت الملف المطلوب فأخرجت هاتفها و صورته بالكامل ثم وضعت كل شيء مكانه من جديد و اغلقت الخزينة بسرعه خاصة ً حين سمعت خطوات أحدهم تقترب من المكتب !!
اختبأت خلف الأريكة الجلدية تختض برعب من أن يكون امين أو بكر هو القادم لينفتح بعدها باب المكتب فحبست أنفاسها و راقبت أحد الموظفين الذي يبدو أنه استغل الفرصة للقيام بنفس مهمتها !
ابتسمت في سرها و استغلت غباء الآخر الذي ترك الباب مواربا ً لتتسحب على اطراف أصابعها تحمد الله على تصميم المكان الذي جعل الأريكة في اقرب نقطه من باب المكتب لتخرج في لحظه من المكتب تاركه الآخر في حربه الطاحنه مع الخزينة و الاوراق .
عادت إلى مكتبها تتنفس الصعداء و كأنها كانت تركض أميال و أميال لتجد بكر بعد عدة لحظات يقتحم مكتبها فيما يسألها بارتياب :
" اين كنتِ ؟! "
رفعت له حاجبيها باستخفاف لترد بفظاظة :
" و ما دخلك انت ؟! "
" لقد بحثت عنك حتى اخبرك بأن أمامنا نصف ساعة ونرحل و لأرى إن كنتِ انهيت طباعة الاوراق التي طلبتها منك "
مدت يدها إليه بملف ما فيما تقول :
" ها هي اوراقك لكن لما سنرحل باكراً اليوم ؟! "
ابتسم ساخراً و هو يقلب في الملف ليجيبها :
" هل نسيتِ أننا لدينا مناسبه عائليه الليله ؟! .. بغض النظر عن حضور العروس للشركة و عن اختفاء امين المريب يجب أن اعيدك الى المنزل ثم اذهب لأقف مع ادم .. الرجل لم يتوقف عن الاتصال منذ الصباح "
اومأت له جزاء بتفهم فقال هو مجدداً و هو يتحرك الى مكتبه :
" استعدي و انا سأذهب و انهي بعض الأشياء ثم أعود اليك ِ .. لا تختفي مجدداً "
ما أن خرج من مكتبها حتى فتحت هاتفها و استبدلت شريحته بأخرى قد اشترتها بالأمس ثم ارسلت الصور الى رقم محدد ليرن هاتفها بعد لحظات و كأن الطرف الآخر لا يقوى على الصبر فأجابت المكالمة ليصلها صوت محدثها فيما يسأل :
" من انت ؟! "
لتجيبه ببساطه شديده :
" فاعل خير "
فيعود و يسألها من جديد :
" من أنتِ ؟! .. و من اين حصلت ِ على هذه المعلومات ؟! "
فترد هي بغموض تحاول إنهاء الأمر قبل عودة بكر :
" ماذا يهمك اكثر ؟! .. إجابات تساؤلاتك السخيفة ام ما بيدك الان ؟! "
عاد صوت محدثها يسألها بترقب :
" ماذا تريدين ؟! .. أو بالأحرى كم تريدين ؟! "
ابتسمت جزاء بتشفي فيما تقول بنبره تسمعها من نفسها لأول مره :
" لا اريد منك غير ان تدمر تلك الصفقة ، انهي هذا الأمر اليوم قبل الغد إن استطعت "
عم الصمت قليلاً ليتكلم الرجل بعد لحظات من الترقب :
" لا يهمني من انتِ لكنك هكذا ضربتِ اقتصاد عائلة الغانم في مقتل .. هل تعلمين كيف ستكون نتيجة الأمر إذا تم فضحك ؟! "
تنفست جزاء بهدوء لتنهي المكالمة قبل أن يعود بكر فيما تقول بجبروت :
" ستكون نتيجة الأمر أكثر من مرضيه لي "
لتغلق بعدها المكالمة ثم أخرجت الشريحة مجدداً و كسرتها نصفين و مسحت بعد ذلك كل ما التقطته من هاتفها لتلملم اغراضها في ثبات بينما روحها تحتفل بأول انتصاراتها و هي لا تطيق صبراً لرؤية وجوههم بعد أن يعرفوا بأن معلومات صفقتهم الاثيرة قد سُربت .
خرجت من مكتبها تتلاعب بخصلات شعرها الطويل لتجد نفسها أمام بكر مجدداً فيبتسم إليها هذه المرة و هو يراقب حركة أصابعها التي تعبث بشعرها فيقول بينما يعطيها مفتاح سيارته :
" اسبقيني الى السيارة يا غزاله و انا سأضع الملف في المكتب و اوافيك "
اومأت له دون أن تعلق على اسم التدليل الذي يغيظها به دائما ً و تحركت بانتشاء غريب عنها و كأنها ترتشف اول رشفه من كأس انتقامها .
.................................
" طلبتني ! "
قالتها وصال بابتسامتها الخبيثة تكاد تخرج منها ضحكه رائقه على منظره و هو يقف أمامها تكاد تخرج النيران من أذنيه كأفلام الكارتون فبعد أن أغلق رأسه على فكرة نقلها إلى مكتبه و صمتها هي المستكين انتقلت معه إلى مرحلة جديدة دون أن يدري !
تقفز أمامه صباحا ً مساء و قد أعطاها هو الحجه بيده !
توشك على جعله يفقد أعصابه وعقله من كثرة ما تسأله عن أمور اوضحها هو لها اكثر من مرة لكنها اتخذت الأمر كعقاب له على أسلوبه القاسي معها معظم الوقت .
فمنذ اول يوم معه و هي تشعر أنه استعبدها بشكل جديد .. يصب على رأسها العمل صباً عكس ما كان يفعل معها امين و في المقابل تهديه هي عملاً متأخراً عن موعده مليء بالأخطاء التي لا حصر لها لينتهي الأمر بهما يصرخان على بعضهما البعض دون أن يأبه هو لكونها فتاه و دون أن تأبه هي لمكانته في العمل !
لكنها في المجمل راضيه بشكل مبدئي عما وصلت له فعلى الأقل هي الان تملك حجةً تجعلها تشاكسه و تناطحه كلما تشاء .. الان فقط استطاعت أن تجعله يراها و لو بشكل بسيط .
" ما هذا ؟! "
سألها مخرجاً إياها من أفكارها لترفع له عيناها ببراءه زائفه فتجده ممسكاً بأحد الملفات الاخيرة التي كانت تراجعها بأمر منه فسألته في المقابل تقلد نفس نبرته الجامدة :
" ما هذا ؟! "
" وصااااااااال "
قالها جازاً على أسنانه بتحذير واضح لها فقصرت الشر ثم قالت بخفوت :
" ماذا تريد ؟! .. ماذا به الملف ؟! "
تنفس جاسم بعنف يستبد به هذه الأيام بسبب الحقير بكر الذي قفز له فوق مخططه و اصبح ملاصق للأخرى التي لا يستفيد منها هي أيضاً بشيء !
زفر محاولاً تصفية أفكاره دون فائده ثم قال بصوت مشحون :
" لقد سألتني عشرات المرات و اريتك كيف يتم الأمر و في النهاية تعطيني هذا الهراء و المُسمى عمل ! "
صرخ عليها في نهاية جملته فانتفضت داخلياً لترد عليه بثبات مفتعل :
" لقد اخبرتك انني لا افهم في الارقام و الحسابات "
هدر مجدداً و هو يقترب منها ملقياً الملف ارضاً بعنف :
" و في ماذا تفهمين أنتِ إذاً ؟! "
ردت عليه و قد بدأ أسلوبه الهجومي يضايقها :
" لست انا من طلب منك تدريبي بالمناسبة ، كما انني لا اعمل لديك حتى تتعامل معي هكذا .. انا كنت مرتاحة مع أمين "
اقترب منها مجدداً فأصبح يطل عليها متفوقاً على هالة ثباتها بطول قامته و بنيته العريضة فاتسعت عيناها بقلق بدأ يغزو قلبها لتبتلع ريقها بخوف بينما كان هو يغوص في كارثة ٍ أخرى برؤيته في تلك اللحظة لملامح علياء التي تجسدت له فوق ملامحها خاصة بنظرة التحدي التي كانت ترسلها له رغم لغة جسدها التي تبين العكس ليقول هو بخفوت ارعبها اكثر من صراخه و قد اسودت عيناه من الغضب :
" آه اميييييين .. هذا هو بيت القصيدة كالعاده، أتعرفين ماذا أنتِ بالضبط ؟! .. أنتِ مجرد إنسانه وصوليه قذره تستمتع بالصعود على أكتاف غيرها ، تختبئين خلف مخططات امك وعينك على نفس أهدافها .. أما هو ليس سوى غبي تافه يُخدع بكلمتين و دلال رخيص لا تجيدين أنتِ غيره "
أحرق الدمع عيناها لكنها رفضت بإباء أن تبكي أمامه ليقول هو ساخراً :
" ماذا ؟! .. هل جرحت مشاعرك المرهفه ؟! "
جاءته إجابتها القوية بصوتها المختنق فجعلته يدرك اين هو و مع من يتحدث :
" اذا كنت انتهيت من سرد رأيك القذر اتركني لأرحل "
قطب بعدم فهم لينظر بعدها فوجد نفسه في غمرة غضبه من أخرى تملك الكثير من ملامحها قد امسك بذراعها و غرس فيه أصابعه ليتركها مصعوقاً مدركاً ان أصابعه ستترك أثرها على بشرتها البيضاء لا محالة فابتعد عنها بسرعه و اعطاها ظهره يمسح وجهه بكفيه و يشتم نفسه سراً ثم التفت ينوي الاعتذار منها ليجد نفسه قد اصبح بمفرده
خرج يبحث بنظره عنها فلم يجد أمامه سوى فراغ كبير لا يختلف كثيرا ً عن ما يحمله بداخل روحه !
روحه التي انهكتها و استنزفت براءتها علياء بعد أن طعنته و اختارت امين رغم كل الإشارات التي كانت ترسلها له بعينيها .. بحديثها و حتى مواقفها و كأنها كانت تخبره سراً بأنها له و انه لها ليستيقظ بعد ذلك من غفوته و غباءه مدركاً بأنه لم يكن مناسبا ً لتطلعاتها و أن امين .. وحده امين من فاز بها مثلما يفوز من صغره بكل شيء !
اغمض عينيه يبتلع غضبه من نفسه و من تصرفه فيما يعود مجدداً إلى مكتبه واعداً نفسه بأنه سيعتذر من تلك المستفزة التي تُخرج اسوء ما فيه في حفل الليله و ليعينه الله على طول لسانها .
.................................
( في المساء )
نزلت جزاء من سيارة وصال التي تبرعت بتوصيلها بعد أن غادرت امها باكراً حتى تساعد صاحبة عمرها على حد قولها لتقف جزاء بعدها تنظر الى البيت الفخم الذي يدل على ثراء ساكنيه فتبتلع طعماً مراً و هي تذكر كم مره باتت دون طعام و لأيام متواصلة بينما من تسببوا في اذيتها يتنعمون بكل سبل الراحة !
" ماذا بكِ ؟! .. هيا "
أخرجها صوت وصال من حديث عقلها الصاخب فقالت بينما بدأن بالتحرك ناحية البيت :
" ماذا بكِ أنتِ ؟! .. تبدين على غير عادتك "
حركت وصال رأسها يميناً و يساراً و رغماً عنها مسدت فوق ذراعها المكدوم و الذي حرصت على تغطيته بثوب كحلي اللون اكمامه من الشيفون الثقيل لتضمن عدم ملاحظة أي شخص لتلك العلامة الزرقاء التي تزين ذراعها كما حرصت على تغطية آثار بكائها بمساحيق التجميل فهي تفضل الموت على الانكسار أمامه .. ومن اليوم ستجعله يدرك أنه لم يعد يمثل اي شيء بالنسبة لها ، اقسمت بينها وبين نفسها أن تجعله يلهث خلفها مثلما لهثت هي خلفه لأعوام طويله دون أن يبالي هو بها !
نادتها جزاء مجدداً فقالت بهدوء جعل الأخرى تقطب بعجب :
" لا شيء .. رأسي تؤلمني قليلاً "
اومأت لها جزاء بتفهم زائف و هي تكاد تقسم أن هناك ما حدث مع تلك الفتاة لكنها ليست متفرغة لها الان .. فهي الان في انتظار اول لحظاتها السعيده ...
تلك اللحظات التي عاشت أعواما ً تتخيلها في حلمها و لم تجرؤ على البوح بها أمام امها ثم كبتتها من أجلها فيما بعد .. كانت ترى وجوه تلك العائلة يخيم فوقها الألم و الخسارة و الوجع و النبذ و اليتم و الفقر والحرمان و كل ما تعرضت له هي منذ أن وعت على هذه الدنيا .
اغمضت عينيها تصبر نفسها على اقتراب لحظتها الفارقة فكادت ان تصطدم بأحدهم لتعتذر منه فيوقفها هو قائلاً بوقاحه :
" الواحد حين يفّوت اجتماع العائلة تفوته لحظات فارقه "
لم تفهم منه شيء فيما انتبهت له وصال أخيرا ً لتضحك بخفوت بينما تقول:
" و انا اقول من يجرؤ على التواقح هنا غيرك ! "
وضع الشاب يده فوق صدره بطريقه استعراضيه ثم قال مشاكساً :
" لا تهينيني بهذا الشكل يا صولا .. الوقاحة أمر حصري لي في بيتنا "
ضحكت وصال بود بينما ظلت جزاء على وقفتها المتأففة لتبدأ وصال اخيراً بتقديمهم لبعضهما فقالت :
" هذا ادم يا جزاء ابن عمتك و نسخة أخرى من بكر "
هتف ادم و كأنه ينفي تهمه عنه :
" برئ يا باشا .. انا ليس لدي نسخ أخرى بل أنا الجيل الخامس من كل شيء "
ليمد يده بعدها إلى جزاء فتسلم عليه هي دون أن تنطق بحرف ليقول هو من جديد بتأثر مبالغ فيه :
" انا آسف "
قطبت جزاء باستفهام ثم قالت :
" على ماذا ؟! "
" على عدم مجيئي لاستقبالك حين وصلتِ لكني سمعت انكِ حظيت باستقبال راااااااااائع "
قال اخر كلماته ضاحكاً فابتسمت له ليقول معاكساً إياها من جديد:
" اشرقت الانوار "
" هل وصل الجميع ؟! "
كانت هذه وصال التي حاولت إنهاء وقفتهم حين لمحت جاسم يقف في الناحية الاخرى ليومئ لها ادم فقالت بتعجل بينما تسحب جزاء معها :
" حسناً سننضم إليهم .. نراك فيما بعد يا ادم "
تحركت جزاء و فضولها يزداد حول ما يحدث مع وصال بينما هتف ادم ضاحكاً :
" سلام يا صواريخ العائلة "
" ماذا تفعل يا ابني ؟! .. الرجال يقفون حولك "
التفت ادم إلى بكر ليقول رافعاً كفيه باعتراف بينما اخرج نبرته بسعاده مبالغ بها :
" النسل سيتحسن يا بكر .. يا حبيبي يا خالي حامد ، انظر الى خلفته ! .. حتى وصال كبرت و تدورت و ازدادت جمالاً وجاذبية .. لا لقد غيرت رأيي و سأشجع زواج الاقارب من اليوم "
اسبل بكر اهدابه دون أن يتفاعل مع مزاحه فيقلده ادم فيما يسأله بنبرة خفيضه :
" ماذا بك ؟! "
فقال بكر مشاكساً :
" تجرأ و اطلب جزاء و ستكون مهمة قتلك حصريه للست الوالدة أو جازف و أطلب وصال و ستجد زوجة خالك تحولت الى تنين مجنح و قذفت بوجهك النيران و هي تصرخ بأنها ستزوج وصال من أمين "
ضحك ادم فيما يقول بشفقه :
" لا اعلم كيف تواجهها وصال ! .. المرأة تصرفاتها مكشوفة جدا و تحرج الفتاة دائما ً بينما وصال لا ترى في امين اكثر من زوج اختها و ابن عمها "
أوشك بكر ان يرد بـ " اسم الله على والدتك و تصرفاتها " لكنه احترم نفسه و قالها بشكل اخر :
" دائما ً كان امين هو من عليه العين في العائلة .. كل الفتيات تحبه و كل الامهات ترغبن به صهر "
ضحك ادم مجدداً فيما يقول ببؤس و هو يتحرك معه تجاه الباب ليرحبا بالضيوف الذين بدأوا بالوصول :
" تعال يا ابني تعال .. نحن لقطاء هذه العائلة من الأساس ، هل تذكر امك رحمها الله حين كانت تركض خلفنا بالخف حتى نرتدي سراويلنا وهي تصرخ ارتدي سروالك يا سافل منك له ؟! "
انفجر بكر ضاحكاً حين قلد ادم صوت امه بينما يقاوم حدسه الذي يخبره باقتراب شيء لن يسره أبداً !
...............................
بعد مرور وقت بسيط كان امين يجلس وحيداً بعد أن أعطى قصي الى جدته فيما يراقب هو تلك السعادة المتراقصة على وجه أنس و هو يلبس عهد دبلتها بينما تألقت هي بثوبها العسلي و تسريحة شعرها البسيطة التي زادتها فتنه ..
واجه امين نفسه مجدداً سائلاً متى أصبح يرى عهد بكل هذا الجمال !
كيف تغيرت نظرته لها في أيام معدودة بعدما كان كلاً منهما في وجه الآخر كل يوم و طوال تلك الأعوام المنقضية دون أن يشتعل ذلك الفتيل الذي يصيبه بالجنون الآن ؟!
ترى كيف سيكون شكل علاقتهم بعد الليله ؟!
هل سيستطيع الاتصال بها وقتما يشاء مثلما اعتاد أن يفعل ؟!
هل سيقدر على إشراكها في أحداث يومه ؟!
هل سيتركونه يروي لها ما لا يستطيع أن يرويه لغيرها من تداخلات في مشاعره و تعقيدات حياته ؟!
هل ستكون بنفس القرب ؟!
هتف عقله موبخاً و كأنه في حرب شرسة مع قلبه الممزق
افق يا غافل لقد طارت يمامتك البيضاء من بين يديك و انت غارق في وحل ذكرياتك و خذلانك من أخرى لا تسوى التراب الذي تمشي عليه يمامتك !
استمتع بتأنيب نفسك و ظل مكانك وراقبها و هي تنتمي لغيرك و ابقى انت مع مرارة الوحدة و تجرعها كاملةً ولا تنطق بحرف أو تشتكي .
تنهد امين يراقب ملامح عمته الدبلوماسية التي اختلفت تماماً عن ملامح كلاً من زوجها و ابنها اللذان كانا في قمة سعادتهما حيث ظل العم إمام معانقاً إياها لعدة لحظات ثم قبّل بعدها جبهتها ووجنتيها ليربت على ظهرها بسعادة غامرة و يهمس لها بشيء ما بينما عانقها ادم بخشونة ضاحكه و رفعها عن الأرض قليلاً ثم انزلها مجدداً وسط ضحكات الجميع .
كان الوضع يبدو مشوشاً له و كأن كل تلك الضوضاء المحيطة به بعيده كلياً عنه .. و كأنه قد انفصل عن الحدث كلياً أو أنه يرى حلماً أو شيء غير منطقي أمامه !
تنبه حين وجد أن الجميع بارك لهما الا هو ليقترب منهما على مضض محاولاً رسم الابتسامة على وجهه ليبارك لهما بكلمات غير مفهومة بالنسبة له بينما عقله يصور له أن كفها كان يرتجف بين يده فينهر هو نفسه على أفكاره التي لا قيمة لها الان ليخرج بعد ذلك إلى الفناء الخارجي يتنفس بعيدا عنهم .. بعيداً عن من اضاعها بيده !
و في الداخل كان بكر يقف و يراقب جزاء من بعيد بإعجاب لا يعلم متى بدأ يهاجمه بكل تلك الضراوة محاولاً قدر الإمكان تجنب قربها الذي يثير فيه مشاعر غريبه خاصةً و هي تضرب تعقله بذلك الفستان الاسود الذي يبدو و كأنه قد صمم خصيصا ً لأجلها بينما رفعت شعرها بشكل فوضوي بعد أن ملسته فتخلصت من تموجاته التي تثير جنونه اكثر !
لا يعلم لما يشعر بأن بها شيء مختلف الليله !
و كأنها ... وكأنها تترقب شيئاً ما .... تستعد لأمر ما !
دعى بكر ربه أن يكون مخطئاً أو ظالماً لها لأنه لا يدري كيف سيعاقبها من الأساس إذا هزمها شيطانها الذي يراه حاضراً في بعض الأحيان و افتعلت اي مشكله ؟!
لن يقدر على ايذائها ...
هو يعلم ذلك جيداً .. مهما فعلت و مهما تهورت و تغابت سيظل جزءاً منه يجد لها العذر !
لكن من الناحية الأخرى توجد عائلته و التي لن يرغب أبداً مهما كان غير راضياً عن بعض أفرادها برؤية انهيارها !
ترى ما الذي تحضرين نفسك إليه يا غزاله ؟!
زفر بكر يخرج نفسه عنوةً مما يغوص به حامداً ربه أن آدم ملهياً بأخته و الا كان لن يرحمه بفضوله الذي لا حصر له لينتبه بعد ذلك الى اهتزاز هاتفه في جيبه فأخرجه ليجدها رساله خاصه من رقم محدد فقرأها لتتسع عيناه ثم نظر مجدداً إلى جزاء ... لكن هذه المرة لم يعلو الاعجاب وجهه بل كان الغضب .. الغضب الشديد !نهاية الفصل السادس
أنت تقرأ
ضربة جزاء (ج1 من سلسلة قلوب تحت المجهر) لِـ"هاجر حليم" مكتملة
Romanceرواية للجميلة الكاتبة هاجر حليم أرجو أن تستمتعوا بقراءتها.. حقوق الملكية محفوظة للكاتبة "هاجر حليم"