🌲الفصل السابع🌲

630 13 0
                                    

الفصل السابع :


( آخر الليل )

خرج بكر من مبنى الشركة بملامح مغلقه تماماً فما خاف منه قد حدث و تأكد أن جزاء سربت كل معلومات الصفقة القادمة لرفعت الحقير الذي لم يتأخر هو الآخر و باعهم لصخر في غمضة عين !
وصل بكر أمام سيارته دون أن يركبها متجاهلاً تماماً هاتفه الذي لم يتوقف عن الرنين بعد اختفائه الغامض من الحفل ليضرب معدن سيارته و عقله يصرخ بسؤال واحد .. كيف وصلت إلى أرقام خزينة امين ؟!
تباً لقد اختفت عن عينه لحظات و هو الذي ذرع لها في كل مكان كاميرا ووضع لها جهاز تصنت في مكتبها لكنها ذكيه و اختارت اليوم المناسب لتضرب ضربتها .
تنهد بكر حامداً ربه أنه أول من علم بأمر التسريب و رأى كاميرات المراقبة شاكراً بالنيابة عنها حسن حظها في وجود خائن آخر دخل بعدها و هذا يأخذه للسؤال الثاني و هو كيف كانت في المكتب في نفس التوقيت مع الرجل الآخر دون أن يمسك أحدهما بالآخر !
رباه سيفقد عقله بسببها !
غضبه منها كان في أوجه و بالرغم من ذلك حذف كل مشاهدها الملتقطة من الكاميرا جاعلاً الأمر ككل في رقبة الحقير الذي دخل بعدها لكنه احتفظ بالتسجيل الذي ظهرت فيه مكالمتها مع رفعت و هي تطلب منه بكل جنون أن يدمرهم .
" غبي .. غبي "
شتم نفسه للمره الألف تقريباً و هو يواجه نفسه بأنه راقبها في ذلك اليوم حين التقطت بقايا الكارت الخاص برفعت لكنه كان مطمئنا ً انها لن تصل إلى شيء لأن هو نفسه لا يعرف ارقام خزينة امين لذا الاوراق كانت في امان تام لكن تلك المتلاعبه الخبيثه استطاعت أن تحصل عليها بشكل ما !
رن هاتفه مجدداً فأخرجه بنزق ليجده امين ففتح الخط ثم ركب سيارته اخيراً فيما يصله صوت امين الغاضب :
" اين انت و لما لا ترد على هاتفك اللعين ؟!! .. تعال الى المنزل فوراً نحن في كارثه و جدك سيفقد عقله "
تكلم بكر قائلاً بضغط :
" لا تصرخ يا امين ، انا اعلم بما حدث و ذهبت الى الشركة فور أن وصلني الخبر حتى اعرف من سرق الملفات و سرب ما فيها "
" و هل عرفت ؟! "
تنهد بكر فيما يقول بضيق واضح :
" اجل عرفت .. ولا تقلق سنحل الأمر في اسرع وقت "
صمت امين قليلاً محاولاً السيطرة على أعصابه المشدودة من الأساس ثم قال منهيا ً المكالمة :
" لا تتأخر .. جميعنا تنتظرك .. جدك على آخره "
اغلق بكر هاتفه و رماه أمامه فيما يقول بتوعد و هو يوشك أن يسقط بنوبة ضغط مرتفع من الكارثة التي وضعتهم فيها جزاء هانم في غمضة عين :
" حسناً .. حسناً يا ابنة الغوانم ، بدأتِ اللعب ! .. فلتحتملِ اذاً قوانينه و نتائجه "
.................................
في المنزل ....
كان الجميع يسمع توبيخ الجد الذي لا ينتهي لكلاً من جاسم و امين و الذي اختصه جده بتوبيخ محترم لأن الملفات كانت بعهدته هو و سُربت من مكتبه ....
" هل هذه آخرتها ؟! .. هل اعتمد على أطفال ؟! .. كيف تخرج تلك المعلومات من باب مكتبك يا محترم و انت نائم في العسل ؟! .. كيف ؟! "
كان أمين يتلقى نصيبه من التوبيخ بصمت تام مدركاً أنه لو تحدث الان و هو في ذروة غضبه سيؤذي الجميع بلا استثناء و أولهم جده بينما اختار جاسم تلك اللحظة ليسأل ساخراً بنبرة تحمل بين طياتها الشماتة :
" هل توزع ارقام خزينتك الخاصة على الموظفين يا ابن عمي ؟! "
نظر له امين نظرة ناريه فيما يقول بتحذير جازاً على أسنانه :
" لا تصطاد في الماء العكر الان يا جاسم "
اوشك جاسم على التحدث مجدداً ليوقفهما صوت جدهما الصارخ بوهن :
" اخرسا .. و لكما عين تتناطحا الان و نحن في هذه المصيبة "
تحرك عبد الحميد ناحية أباه قائلاً بشفقة قلما تظهر منه :
" اهدأ يا ابي و أجلس و كل شيء سيُحل بأمر الله .. لا تجهد نفسك بهذا الشكل "
نفض صفوان ذراع إبنه عنه فيما يهدر بتوعد :
" من تسبب في هذا الأمر سأجعله يندم ندم عمره "
انسحبت جزاء التي كانت تراقب الموقف عن بعد ثم صعدت إلى الأعلى في اتجاه محدد بعد أن تخلصت من الثوب و اطلقت شعرها مجدداً لتقف أمام غرفة حامد الغانم ثم سحبت نفساً عميقاً و فتحت الباب ببرود تام و طلبت من الممرض أن يتركها بمفردها معه لتسحب بعدها أحد كراسي الغرفه و تضعه أمام فراش والدها فيما تقول بخفوت :
" مرحباً يا حامد .. بالتاكيد تشعر بأن هناك أمرا ً جللاً يحدث بالاسفل بسبب صوت جدي الذي يضج في المكان "
كان وجه حامد هادئاً بينما عيناه تصرخ بالندم و العجز ليحرك بعدها أحد كفيه بصعوبه محاولاً لمسها فتتراجع هي بتقزز ظهر جليا ً على ملامحها لتكمل بعد لحظات بشماته تامه دون أن تظهر ذرة شفقه على معاناة من يقابلها الجليه فوق ملامحه :
" هل تعلم انكم اليوم تعرضتم لضربه قاصمه في عملكم ؟! .. ضربه ستجعلكم تخسرون بضعة ملايين مما سيضرب سيولتكم في مقتل "
ضحكت بخفه تدير نظرها في الغرفة بسأم مفتعل ثم اقتربت منه برأسها بعد ذلك و قالت بنبره شقيه ظاهريا ً بعيده كل البعد عن الطفوله حريصة أن لا يسمعها غيره :
" هل تعلم من تسبب لكم في تلك الكارثة ؟! ..... انا "
همست اخر كلامها بفحيح و هي تشير باصبعها الى نفسها لتعود بعدها بظهرها الى الوراء مجدداً كما كانت تقول ببرودة اعصاب كارثيه :
" هل تعلم ماذا سمعت منذ بضعة أيام من الخدم ؟! .. سمعت ما لم تجرؤ امي على البوح به أمامي ابداً ، لقد سمعت إحدى العاملات تذكر الجميله المنحوسه التي اوقعها حظها العثر مع حقير اغتصبها لينتج عن هذا الاغتصاب حمل جعل والد الحقير يجبره على الزواج من المسكينة ذات الحظ العثر "
دمعه وحيده فرت من عين حامد زادت من نيرانها هي لتجز على أسنانها فيما تقول بتهكم و سخريه :
" أتبكي ؟! .. إذا ً ماذا افعل أنا بعد أن سمعت بأُذني بأني لست سوى مجرد ناتج لحادثة اغتصاب ؟! "
دمعه أخرى وجدت طريقها على وجه حامد لتزفر جزاء بصعوبه و كأن أحمال روحها قد زادت حملاً بما سمعته لتنهض بعدها فيما تقول بسخريه مريره و صوت الجد يكاد يهد الجدران حولها من ارتفاعه :
" كم كنت اتمنى ان تحضر بنفسك ما يحدث و تراه بعينك لا أن يرويه إليك احدهم لكن لا يهم سأخبرك بالتطورات أولاً بأول فأنا لا عمل لدي غيرك انت و عائلتك "
وصلت إلى الباب فيما تقول بصوت سأم :
" اباك مزعج بالمناسبه .. لقد أصابني بالصداع .. فليوفر بعض الصراخ لما هو آت "
فتحت الباب بعدها و غادرت بينما ظل هو على وضعه و عيناه تذرف دموع الندم يود لو أن باستطاعته استرداد عافيته ولو لساعه واحده يلمسها فيها و يخبرها بأنه بحث عنها طويلاً لكن امها اجادت إخفائها عن عينيه بعد أن اخذتها و هربت في ذلك اليوم اللعين الذي لا تخرج ادق تفاصيله من عقله أبداً !
.........................
أغلقت عهد باب خزانتها لتتحرك بعدها فتجلس أمام المرآه لتحدق في وجهها بصمت فارغ تماماً !
هل ستكون بالغت إن وصفت نفسها في تلك اللحظة بمبتورة القلب ؟!
بلى .. لقد فعلتها اليوم و بترت قلبها و على مرأى من الجميع
اخترق وجهه المكتئب عقلها من جديد فعادت تسأل نفسها عما اصابه في الفترة الأخيرة فهي اعلم الناس به و تكاد تجزم أن هناك ما يؤرقه لكن ما تمر هي به جعلها تتراجع عن سؤاله !
لقد قررت .. و يجب أن تحترم قرارها و تحترم الرجل الذي اعطته وعدها .....
اغمضت عينيها بألم و رغماً عنها ضميرها يؤنبها و هي تذكر وجه أنس الضاحك و كأنه فاز بجائزة كبرى فهي لم تكن تعلم أن الأمر يمثل له كل هذه الأهمية ، لقد ظنت انه يتعامل مع الأمر مثلها كمجرد مشروع ارتباط تقليدي قد ينجح وقد يفشل لكن انس اليوم نسف كل معتقداتها بسعادته اللامتناهية و كلماته المعسولة التي امطرها بها و كأنه عاشق لها و منذ أعوام !
لامت نفسها مجدداً عندما تذكرت انها في إحدى اللحظات تمنت أن يكون امين هو من يجلس جوارها و انفصلت تماماً عن واقعها مع انس .
دمعت عيناها بألم لتهمس بعدها :
" ساعدني يا رب "
بعد عدة دقائق رن هاتفها فشعرت بالثقل مصاحباً لضمير يصرخ من التأنيب لأنها تدرك جيداً هوية المتصل و ان عليها أن تجاريه حتى لا تجرحه أو تقتل فرحته التي رأتها في عينيه اليوم فنهضت بتثاقل لتستقبل المكالمة فيأتيها صوته الضاحك و مازالت السعادة تسيطر على صوته فتشطر قلبها شطراً :
" مساء الورد خطيبتي الحلوة .. كيف حالك الان بعد عدة ساعات من ارتداء خاتمي ؟! "
داست على قلبها للمره التي لا تعلم عددها و حاولت أن تسيطر على صوتها المهتز ثم ردت :
" بخير الحمد لله .. كيف حالك انت ؟! .. هل وصلتم الى المنزل ؟! "
" وصلنا منذ قليل ، اما عن حالي فأنا في غاية السعادة "
صمتت عهد تبتلع طعماً مراً في حلقها تغمض عينيها بألم و كأن حديثه يكويها كياً لأنها لا تستطيع مشاركته نفس الاحاسيس ليفسر هو صمتها خجلاً فيكمل على قلبها العليل قائلاً بسعادة غامرة :
" أتعلمين ! .. لقد كنت اتعامل مع الأمر في البداية كمشروع زواج تقليدي بحت و لم احسب اي حساب لأي مشاعر قد تجمعني بكِ ، لكن بعد أن رأيتك نمى احساساً بداخلي تجاهك لا اعرف ماهيته لينمو هذا الإحساس اكثر بعد جلستنا الاولى سوياً و حديثنا الشيق رغم خجلك وقتها لكن اليوم بعد أن وضعت خاتمي في اصبعك هاجمني احساس جديد تماماً .. شعرت انكِ قدري .. خاصتي ، شعرت بأنني أخيرا ً وجدت نصفي الآخر "
لم تشعر عهد الا بدموعها التي خانتها في تلك اللحظة فأبعدت الهاتف تجلي صوتها و تحاول السيطرة على وجع قلبها بينما تلعن نفسها الف مره على ما فعلت بنفسها و برجل لا يستحق منها كل هذا البرود و عدم الاحساس لتعيد وضع الهاتف على اذنها لكن قبل أن تعتذر منه لإنهاء المكالمة كما زعمت وجدت مصدر ألمها يتصل بها فاضطربت خاصةً و أنه لا يتصل عادةً في مثل هذا التوقيت فقالت بسرعه وهي تحاول باستماته أن تخرج صوتها بنبرته الطبيعية :
" اسفه يا انس ابي يناديني .. سأذهب الان "
جاءها صوته المتفهم فلعنت نفسها مجدداً على كذبتها التي اضطرت إلى تلفيقها بعد أن رأت تأخر الوقت :
" حسناً جميلتي .. تصبحِ على خير ، سأتصل بكِ غداً '
" وانت من أهله .. مع السلامة "
أغلقت معه لتستقبل مكالمة الآخر الذي كان يغلي كالبركان و هو يرى انه قد تم وضعه في خانة الانتظار من أول يوم ليهتف بها لأول مره في حياته قائلاً بعصبية فور أن استقبلت مكالمته :
" لما لا تجيبين بسرعه ؟! .. مع من تتحدثين انتِ في هذه الساعة ؟! "
بهتت عهد من صوته المرتفع فردت بسرعه و قد نسيت صوتها الذي بح من البكاء :
" ماذا حدث يا امين ؟! .. هل انتم بخير ؟! .. هل جدي بخير ؟! "
ليترك هو كل ما يحدث و يسألها باضطراب :
" ماذا حدث لصوتك ؟! .. لما تبكين ؟! .. هل ابكاكِ من اول يوم ؟! "
اجفلت عهد و توترت لتنفي بسرعه :
" لا و لما سأبكي ؟! .. انا فقط متعبه قليلاً ، المهم أخبرني ماذا حدث ؟! "
صمت امين قليلاً يذكر نفسه بوضعهما الجديد الذي يحتم عليه أن لا يتخطى حدوده معها ثم قال باختصار :
" معلومات صفقة المنصوري تم تسريبها اليوم "
نهضت عهد تهتف بصدمه :
" ماذا ؟! .. كيف ؟! ، لقد وضعتها بنفسي بالخزينة هذا الصباح بعد أن راجعت البنود للمرة الأخيرة .. كيف خرجت من المكتب ؟! .. كيف توصلوا إليها ؟! "
أجابها امين بضيق :
" لا اعلم يا عهد .. لا اعلم و جدك سيجن ، بكر ذهب إلى الشركة و راجع تسجيلات المراقبة و سنفهم ما حدث بالضبط فور أن يعود ، المهم ألم تلاحظي أنتِ اي وضع غريب اليوم ؟! "
ردت عليه بتشوش تام :
" لا .. كل شيء كان طبيعياً للغاية مثل كل يوم "
تنهد امين بإرهاق ليلمح بكر يصف سيارته فقال بسرعه :
" حسناً يا عهد لقد وصل بكر .. سأذهب الان و سأخبرك بالتطورات لاحقاً .. سلام "
أغلقت الهاتف فيما تقول بتشوش وضيق تام من أحداث يومها :
" يا الله ما الذي حدث ؟! .. ما هذه الكارثه "
..............................
دخل بكر الى المنزل فتعلقت الأعين كلها به في سؤال صامت عن ماهية ما حدث ليكمل هو تحركه إلى أن وصل أمام جده بينما كانت جزاء تقف على الدرج و تراقب ما يحدث بهدوء و كأن الأمر برمته لا يعنيها !
القى بكر نحوها نظره غريبه اقلقتها ليقطع تواصلهما النظري صوت صفوان الذي سأل بنبرة جباره لم تسمعها جزاء من قبل بينما يعرفها بكر جيداً :
" من ؟! .. فقط قل اسمه و سأمحوه الليله من على وجه الأرض .. انت رأيت تسجيلات الكاميرا وعرفت من يكون أليس كذلك ؟! "
توترت جزاء بشده خاصة ً بعد ان نظر إليها بكر مجدداً لكنه ابعد نظره عنها بسرعه ثم أجاب جده بثبات دون أن تختفي تقطيبته :
" اجل يا جدي .. عرفت من الخائن "
وقع قلبها بين قدميها خاصةً مع الإشارات المبهمة التي يرسلها إليها بكر .. تباً لقد نست تماماً كاميرات المراقبة و تحركت بحريه !
اللعنه على غبائها كيف فوتت مثل هذا الأمر !
مؤكد أن بكر رآى دخولها و خروجها من المكتب و الالعن أن يكونوا قد وضعوا كاميرات أخرى خفيه بمكتب امين و هي كالبلهاء تصرفت دون حذر .
نظره أخرى من بكر ناحيتها جعلتها تودع عالمها الصغير الذي بنته هنا كما ودعت خطتها قصيرة المدى فكما هو واضح سيتم فضحها الان بعد أن فشلت في أول اختباراتها ، يبدو أن قدرها مصر على إنصاف تلك العائله عليها و ستخسر أمامهم مجدداً مثلما حدث مع امها فيما مضى !
انزلت نظرها للأرض تعلن هزيمتها و تلعن حظها الاسود لا تستطيع حتى تخمين ماذا سيفعل بها جدها فور أن يخبره بكر عن اسمها هي !
" وجدى الشماع ... موظف الحسابات "
ارتفعت رأسها كالطلقه تحدق في بكر بعدم فهم فوجدت عيناه بانتظارها ينظر إليها بغضب مكتوم فقطبت هي بتركيز تحاول تجميع ما يحدث !
هل شاهدها بكر في التسجيلات ثم قرر معاقبتها بنفسه ام أن هناك شيئاً ناقصاً في التسجيلات و قد تم التقاط الرجل الاخر الذي دخل الى المكتب بعدها ؟!
تباً ما الذي يحدث بالضبط و لما يتطلع بها بكر بهذا الشكل و كأنه يمنع نفسه عنها بمعجزة ؟!
لماذا إذاً لم يشي بها اذا كان يعرف بأنها من سربت المعلومات ؟!
تباً ما هذه الدوامه ؟!
رحمها بكر من أفكارها عندما وضح لمن حوله دون أن ينزل عينه من عليها و كأنه يتحداها و يخبرها بأنها مكشوفه امامه تماما ً :
" الكاميرات صورت دخوله المريب الى المكتب وقت استراحة الموظفين ، يبدو أن صخر اشتراه "
هدر صفوان من جديد فعاد بكر بتركيزه إليه :
" ومن اين أتى بأرقام الخزينه ؟! "
رفع بكر كتفيه بلا أعلم ليقول بعدها بوعد :
" لكني سأعرف و قريبا ً جداً "
جلس صفوان بانهاك فاقترب منه امين فيما يقول بشفقه :
" ارتاح انت يا جدي و نحن سنتصرف معه "
نظر له جده بخيبه ليوجه بعدها أوامره إلى بكر بلا رحمه متجاهلاً امين تماماً :
" هذا الرجل تحضره إلى أحد مخازننا و توضح له جيداً من نحن و مع من عبث ثم يختفي بعد ذلك تماماً من المدينة و تحرص بعدها على أن لا يتم تعيينه في اي مكان .. هذه مهمتك انت يا بكر "
كانت جزاء تراقب ما يحدث بوجل بينما رد بكر على جده :
" لا تقلق يا جدي لقد جعلتهم يحضرونه الى المخزن الغربي "
تكلم جاسم و كأنه يشاركهم أفكاره :
" لكن بالتأكيد صخر سيأخذه الى جانبه بعد أن أدى مهمته "
اجابه بكر و عيناه على أخيه الذي غادرهم بصمت مطبق يتبعه أبيه :
" لا اظن ذلك .. صخر اذكى من أن يضع خائن لا قيمة له تحت جناحه "
ضرب الحاج صفوان على الأرض بعصاه هاتفاً بصوت متعب لا يغادره الغضب :
" لا يكفيني هذا الرجل .. احضر من خلفه ، يجب أن نحاسبهم جميعاً "
تكلم بكر بغموض مما اكد لجزاء أن ايامها القادمه لن تكون سهلة على الاطلاق رغم أنه لم يشي بها كما توقعت دون أن تفهم السبب :
" لا تقلق يا جدي .. كلٌ سيأخذ جزاءه "
........................................
" امين "
توقف امين قبل أن يركب سيارته يزفر بضيق شديد فأحداث اليوم كانت أكبر من قدرته على التحمل !
تحامل على نفسه و التفت إلى أبيه يحدق فيه بصمت ليظل عبد الحميد هو الآخر على صمته لبعض الوقت ثم قال بعد ذلك باختصار :
" كلنا نخطئ يا بني ، لا تحمل نفسك اكثر من طاقتها "
ابتسم امين بسخريه ليرد بعدها و قد ولد ضغط اليوم كله انفجاراً مدوياً في مشاعره :
" كلنا نخطئ ! .. لا ، انا ليس مسموحا ً لي بالخطأ "
صمت لأقل من ثانيه ليستطرد بعدها بنبره تعلو رويدا رويدا :
" كيف يخطئ امين ؟! .. امين الحفيد المثالي ، الاخ المثالي ، الابن المثالي و رجل الأعمال المثالى .. إذاً كيف يخطئ ؟! .. هل تقع الآلات بالخطأ يا ابي ؟! "
نظر له عبد الحميد بشفقه فعاد امين يقول ضاحكاً بنبره مهزومه بعد أن التقط نظرة أباه :
" ماذا ؟! .. هل أشفق أحدكم عليّ ؟! .. لا ، لا هذا اكثر مما استحق "
اقترب منه أباه يحثه على العودة معه فيأبى امين قائلاً بصوت مكتوم و كأنه على وشك البكاء مما اوجع قلب عبد الحميد عليه :
" لا اريد .. اتركني يا ابي بحق الله ، اتركوني جميعاً اكون نفسي و لو ليوم واحد .. هل اطلب الكثير ؟! .. جل ما اريد هو أن أعيش لنفسي فقط ولو لبضعة ساعات ، انا لم أرغب في أن أكون المثالي أبداً يا ابي .. لم أرغب بذلك قط "
شده عبدالحميد يعانقه بقوه مدركاً أنه مسؤول بشكل ما عما وصل إليه ابنه ليواجه نفسه بأن للاسف التاريخ يعيد نفسه و ها هو امين على وشك الانهيار من كثرة الضغط الغير معقول الذي يمارسه جده على الجميع كما حدث معه هو من قبل ليربت على ظهر ابنه قائلاً بصوت قوي :
" و من قال ان حياتك ملكاً لغيرك ؟! .. حياتك ملكك انت يا ولدي تكبر و تخطئ و تتعلم هذا حقك ، اذا اردت الاستقلال بحياتك فقط أخبرني و سأكون خلفك و من يعترض فليعترض "
ابتعد امين عن أبيه قائلاً بنبره مخنوقه :
" إذا سأل جدي عني أخبره انني سأعود في الغد .. و اعتني بقصي من فضلك "
ليتحرك بعدها راكباً سيارته ليغادرهم جميعاً و لأول مره يشعر بأن حمله ثقيل .. ثقيل جدا ً !
" كيف حاله الآن ؟! "
التفت عبد الحميد ينظر إلى ابنه الآخر ليسأله دون مواربه :
" من فعلها يا بكر ؟! "
اسبل بكر اهدابه ليجيبه بثبات :
" قلت لكم .. وجدي الشماع "
التوت شفتي عبد الحميد بمكر ليسأله مجدداً :
" يعني ليست ابنة حامد ؟! "
هز بكر رأسه نفياً ثم قال باختصار شديد :
" ليست هي .. التسجيلات أظهرت الآخر وقت الدخول و الخروج من المكتب ، كما أنهم بعثوا من حاول تخريب الكاميرات "
هز عبد الحميد رأسه بلا معنى بينما عينيه تعكس عدم اقتناعه ليتنهد قائلاً بخفوت :
" حسناً يا بكر .. على العموم ما حدث قد حدث ، المهم الان إيجاد حل سريع لتلك الكارثه و السيطرة على الوضع "
أشعل بكر سيجاره ليقول بعد عدة لحظات من الصمت المطلق :
" لا تقلق يا ابي .. اعتقد ان جدي سيلجئ الى بيع المزرعه الشرقيه ليوفر سيوله و رغم مشقة ذلك عليه إلا أنه ليس أمامه اي حل اخر .. يجب أن يضحي بتلك المزرعة لإنقاذ الموقف ، اما بالنسبة للخائن فلا تقلق سيكون حسابه معي انا "
اومئ عبد الحميد دون أن يقول شيئاً ليتحرك بعدها عائداً الى المنزل ليوقفه بكر يسأل من جديد :
" ماذا عن امين ؟! "
توقف عبدالحميد للحظات يزفر بضيق ثم قال بشفقه :
" امنحه بعض الوقت .. الله يسامح جدك على ما فعله بهذا الولد "
تحرك بعدها عبدالحميد مغادراً لينهي بكر سيجارته فيما يتمتم بعدم رضا عن سلبية امين أمام تحكم جده منذ صغره :
" كله باختياره يا ابي .. كله برضاه "
...................
بعد وقت خرجت جزاء من غرفة جدها بعد أن واسته و جالسته قليلاً بينما تتعجب في داخلها مما أصبحت عليه !
تسلل الخوف الى نفسها و هي ترى سرعة تغيرها منذ دخولها إلى هذا المنزل فما عاد يرضيها الصبر و لا عادت الطمأنينة تزورها مثل قبل !
خائفة للغاية من السقوط في تلك الهاويه التي تصنعها بنفسها لمن حولها ، خائفة من أن تغترب عن جزاء فتضيعها ولا تدركها و قد شعرت ببوادر ذلك اليوم بعد حديثها الشامت مع حامد فجزاء القديمة رغم كل نقمتها و غيظها و حرقة قلبها لم تكن ستسخر أبداً من عجز أحدهم حتى لو كان حامد الغانم لكنها اليوم اكتشفت في نفسها ركن جديد .. ركن اسود يرعبها الولوج إليه أو حتى مجرد اكتشاف وجوده بداخلها .. يرعبها تمكن الشيطان من روحها لهذه الدرجة لكنها في نفس الوقت بدأت طريق تعلم جيداً أن عليها إنهائه و لا رجعة منه !
ما أن فتحت باب غرفتها حتى تسمرت مكانها تحدق في بكر الجالس فوق فراشها باسترخاء مبالغ فيه ليبادلها هو النظر لكن بسخريه سوداء بينما سيجارته الاثيرة تقبع بين شفتيه :
" يا أهلاً بذات القلب الطيب التي لا تستطيع النوم قبل أن تطمئن على جدها المريض "
قالها هازئاً لتسود نظرتها هي الأخرى فيما تقول من بين أسنانها :
" ماذا تفعل هنا ؟! "
ضحك بخفه ليرد بتسليه مستفزه :
" آخذ حمام شمس "
" بكر "
هتفت بها بخفوت غير راغبه في أن يراه أحدهم في غرفتها لينهض هو بتثاقل من فوق فراشها قائلاً بنبرة بارده :
" نعم يا ابنة عم بكر التي أرادت أن تخرب بيت أهله اليوم "
أدت دور المتفاجئة ببراعة تجيدها فتشير الى نفسها فيما تردد خلفه بصوت ساخر:
" انا ! .. خربت بيت اهلك اليوم ! .. كيف تقول ذلك و انت بنفسك من قلت انك رأيت ذلك الرجل الاخر يخرج من مكتب امين ؟! "
ابتسم قائلاً بينما يتحرك ليغلق باب غرفتها عليهم غير راغباً في أن يصل حديثه معها لأحد :
" كما رأيته .. رأيتك "
ابتسمت جزاء بسخرية فيما ترد بذكاء :
" انا كنت ابحث عن امين ، حتى سألت عنه عهد اول مره حين كانت في المكتب .. نظريتك خاطئة يا سيد بكر و لا تستطيع إثبات عكس ما قلته .. انت ... ماذا تفعل ؟! .. افتح الباب "
واجهها قائلاً بصوت خافت بطريقة درامية يخبئ خلفها رغبته العارمة في ضربها :
" لا اريد أن يسمع أحدهم ما يدور هنا "
" توقف عن الغباء و افتح الباب يا بكر "
لم يعير حديثها اهتماما فتحركت هي تنوي فتح الباب لكن توقفت خطواتها عندما أخرج هاتفه و شغل لها تسجيلها الصوتي و مكالمتها الهاتفية التي أجرتها مع المحامي بينما يراقب هو بعينيه انسحاب الدم من وجهها لتقول بعد انتهاء التسجيل بنبرة نافره :
" ايها الحقير .. هل وضعت لي جهاز تصنت في مكتبي "
ارتفع حاجبيه بذهول زائف ليرد بتعجب :
" هل هذا ما فرق معك ؟! .. أجل يا هانم وضعت جهاز تصنت و ها قد أتى بثماره "
صمتت جزاء تحدق فيه بكراهية خالصه ليبادلها هو تحديقها بخيبة و الم خبأهم خلف حديثه الحاد حين قال :
" هل تعلمين ما سيحل علينا بعد فعلتك ؟! .. جدك سيضطر الى بيع اغلى شيء على قلبه .. مزرعته .. سيفعلها حتى يوفر سيوله كافيه لتغطية الخسائر و انتِ يا طيبه يا ملاك كنتِ تواسينه منذ لحظات بينما أنتِ من تسببتِ في تلك الكارثه من الأساس ، لكن أتعلمين ! .. انا المخطئ .. كان يجب أن أمسك بكِ منذ أن رأيتك تجمعين قصاصات البطاقة التي مزقها جدي لكني كنت غبي و ظننت أنكِ اقوى من شيطانك و ستفهمين في لحظة ما انكِ تنتقمين ممن ليس لهم علاقة بما حدث معك و ما مررتِ به "
سألته جزاء من بين أسنانها و داخلها رغبه عميقه تحثها على خنقه رغم أنه لم يشي بها :
" و بما أنك اكتشفت الأمر .. لما لم تذهب الى جدك و تخبره ؟! .. لما احتفظت بدليلك العظيم لنفسك و لم تظهره الا لي ؟! "
اسبل اهدابه يحاول تهدئة نفسه ليقترب منها بعد ذلك قائلاً بصراحة تامه :
" لأنني ارغب بمنحك فرصة أخرى و في نفس الوقت سيظل هذا التسجيل معي حتى اضمن أنكِ لن تسعين مره اخرى الى تدمير ما بنيناه جميعاً بعد كل تلك الأعوام "
ضحكت جزاء بخفه فيما تقول باستخفاف :
" حقاً ؟! .. و من المفترض أن امشي انا على الصراط المستقيم بعد حديثك هذا لأنك تكرمت و تعطفت و قررت أن تعطيني فرصه ثانيه ! "
ظل على صمته يراقب أصابعها المتقلصة بغضب عارم بينما صراعها الداخلي كان منعكس تماماً لعينيه و كأنها كتاب مفتوح أمامه يقرأه بلا جهد ليقول بعدها باختصار ونبرة خافته .. مستفزه للغاية :
" هذا ما انتظره منك ِ "
" اخرج من غرفتي "
هتفت بها بغضب مجنون ليزيد هو من استفزازها و قد بدأت تخرج هي الأخرى شياطينه فأخرج من جيبه بعد لحظات فلاشه صغيرة فيما يقول بتحدي صريح بنبرة حادة :
" أكره قول هذا لكِ .. لكن كما ترين استمرار وجودك في المنزل أصبح بين يدي انا ، لهذا اعتبري هذا تحذيري الأول و الأخير .. خطأ إضافي و لن اكون مسؤول عن ما سيحدث ، فأنتِ لم تعرفيني جيداً بعد يا ابنة عمي المصون "
حديثه جعل ثباتها يطير ادراج الرياح لترفع كفها راغبةً في صفعه فيما تقول بغضب شديد :
" هل تهددني أيها....... "
امسك كفها قبل أن تصل إلى وجنته فيما يقاطعها بعنف و هو يسحبها ناحيته اكثر :
" لا تتمادي و لا يغرك وجهي الساخر .. انا بكر الغانم و انتِ لستِ حمل العبث مع بكر الغانم "
حاولت سحب ذراعها منه بينما ترد عليه بجنون و قد انكشفت أمامه كل أوراقها :
" و ماذا يكون بكر الغانم ؟! .. انت لست سوى فتى مدلل من نسل قذر دمر حياتي كلها "
الصقها به دون أن يدري و قد غلبه غضبه ليهدر بخفوت اخافها :
" انا وانت ِ من نفس النسل يا ابنة حامد فلا تزيدي من غضبي "
و كأنه سبها فهتفت بينما تضربه على صدره بلا وعي وقد دمعت عيناها و حديث الخدم يضرب عقلها من جديد :
" اخرس انا لست ابنة ذلك الحيوان المغتصب .. انا ليس لدي اب ، انا ابنة صباح فقط لا غير .. أتسمع ! .. انا لست ابنته "
ارتجف قلبه لارتجافها و في لحظة خاطفة هزمت شفقته و مشاعره المهتزة ناحيتها غضبه المهول منها فظل يحدق قليلا ً في انهيارها ثم قربها منه أكثر ببطيء و هو يقول بنبرة لو كانت بوعيها لأدركت مدى لينها و وجعها :
" اهدأي .. لا شيء في هذا العالم يستحق وجعك او دموعك "
و كأنه ضغط على زر الانفجار إذ تصاعدت شهقاتها و كلام الخادمة يعود و ينحر قلبها نحراً و خوفها من نفسها يعود و يطرق فوق حديد ضميرها الساخن اما شعورها بالوحدة فكأنه تحول لشيطان ضخم يعربد في قلبها دون رحمه فبكت بانهيار لتجد ذراعه التف حولها و الاخر يداعب به شعرها و كأنه كان في انتظار تلك اللحظة التي ستنهار فيها فوق صدره فيضمها يود لو يخبئها بداخل قلبه ، يحميها من ماضيها و حاضرها و يصنع لها مستقبل آخر تستحق أن تعيشه حتى لو كان ثمنه أن يموت هو و يفنى و يصبح رماداً .
تجاهل لأول مره صوت عقله الذي يحذره مما يحدث و مما يفعل لتعود صورتها في ذلك اليوم الملعون حين كان يجلس معها يحملها و يلاعبها بعد نوم الجميع كما اعتاد متجاهلاً تحذير زوجة عمه بالاقتراب من غرفة الخادمة و ابنتها ليسمع بعدها عدة أصوات عاليه تأتي من الأسفل فترك جزاء و اقترب من النافذة يراقب ما يحدث ليرى عمه ممسكاً بنوح البستاني و يكيل له اللكمات فيما يحاول أبيه وجده تخليص الرجل منه ثم سمع بعدها صوت خطوات مسرعة تتجه نحو الغرفة فركض يختبئ خلف الخزانة لتدخل بعد لحظات عمته و زوجة عمه التي قالت برعب و شخصيتها الجبانه الاتكاليه تطفو على السطح :
" ماذا سنفعل يا ناهد ؟! .. حامد سيقتلهما و سيخرب كل شيء "
ليأتي بعدها صوت عمته كنغمه شيطانيه فيما تقول :
" لا تكوني غبيه .. لقد انتهى أمر تلك الحقيرة و ستخرج اليوم من البلدة كلها و ليس المنزل فقط ، كل ما عليك ِ فعله الان هو أن تلهي الجميع حتى أخذ تلك الفتاة و اخرج امها من الإسطبل و اهربهن حتى نتخلص من حكايتهن للأبد "
شهقت مديحه فيما تسألها برعب :
" ستعطيها الفتاه ؟! .. حامد سيقتلك لو عرف "
" هذا لو عرف .. اسمعي .. يجب أن نتخلص من هذه الفتاة حتى لا تتحول الى مسمار جحا ، إذا كنا سنتخلص من صباح فلا يجب أن نترك لحكايتها ذيول و الان اذهب ِ و نفذِ ما قلته لك وانا سآخذ تلك الفتاة قبل أن يلاحظ أحد اختفائنا "
في تلك الأثناء كانت هو مختبئ برعب يرى جزاء التي كانت تقف في فراشها الصغير تستند بذراعيها على السياج تظن أن بكر يلاعبها فتمد ذراعيها إليه تطالبه بحملها مجدداً لتسحبها فجأة ناهد بقسوة فارتفع صوت بكاء الصغيرة بينما يراقب هو ابتعادها بعينين دامعتين و قلب يرتجف خوفاً دون أن يستوعب عقله الصغير ماهية ما يحدث ليظل اخر مشهد يؤرقه بقية عمره و هو يراها طفله تمد إليه ذراعيها باستغاثة بينما يختبئ هو في الخلف مراقباً بجبن رحيلها عن دنياه !
عاد بكر الى حاضره يشدد ذراعيه حولها و صوت شهقاتها يعيده رغماً عنه إلى تلك الأحداث التي شهدها فيجد لسانه ينطق دون سابق إنذار و كأنه انفصل عن كل ما يحيط به عداها فيقبل منابت شعرها عدة مرات دون وعي ليرفع بعد ذلك رأسها بين كفيه ينظر إلى عينيها الباكيتين و استسلامها التام لذراعيه و كأنها ألمها شوش على حسن تقديرها لما يحدث بينهما ليحارب هو رغبته العارمة في تقبيلها والتي تهاجمه في تلك اللحظة بشراسة فيسند جبينه على جبينها فيما يهمس بصوت متألم وقد امتزج وجعها بوجعه .. ضعفها بضعفه .. كوابيسها بكوابيسه :
" لا تخافِ .. لن اتركك إليهم من جديد ، لن يسرقوكِ مني لن اسمح لهم .. أنتِ معي ... عدتِ لي ومعي ، أموت ولا اخسرك مجدداً "
انفتح الباب بغتةً فرفع رأسه بسرعة و افلتها ينظر إلى زوجة عمه التي شهقت و ضربت على صدرها فيما تهتف بعلو صوتها و هي تحدق في هيئتهم المريبة وقد أتى المشهد على هواها :
" ليلتكم سوداء .. ماذا تفعلان هذه الساعة لحالكما في الغرفة ؟! "

نهاية الفصل السابع

ضربة جزاء (ج1 من سلسلة قلوب تحت المجهر) لِـ"هاجر حليم" مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن