🌲الفصل الثاني عشر🌲

718 15 1
                                    



الفصل الثاني عشر :



" اشتقت اليك ِ "
ابتسمت عهد بخجل أنثوي دون رد فتنهد أنس يقاوم خيبة أمل بدأت تداعب قلبه من خجلها المبالغ فيه ثم اقترب منها بجلسته قائلاً بهدوء :
" هل قريبتك بخير ؟! "
نظرت له اخيراً ثم ردت عليه بهدوء يعكس نفسه على صفحة عينيها مما يجلب له دائما ً الاحباط :
" الحمد لله .. أصبحت افضل "
إذاً ما يضايقها ليس وضع قريبتها الصحي !
ابتسم انس بمجامله فيما يقول قاصداً إثارة غيرتها و عينيه لا تترك لمحه منها دون أن تسجلها :
" شافاها الله .. وصال فتاه جميله جدا و بشوشه و سهلة المعشر و تستحق كل خير "
ردت له ابتسامته دون أن تفطن لما يحاول أن يفعل :
" معك حق .. وصال فتاه رائعة "
حدق فيها انس لبضعة لحظات ثم قال بمكر :
" لكني اراها معظم الوقت بجوار امين ... هل هناك مشروع ارتباط قريب بينهما ؟! "
رغماً عنها امتقع وجهها لبضعة لحظات فيما كانت عيناه لها بالمرصاد حين ردت بصوت حاولت أن تسيطر على اختناقه :
" لا اعلم "
اكمل انس مسرحيته أحادية الجانب معلقاً بنبرةٍ عادية :
" ربنا يوفقهما لما فيه الخير "
امنت عهد وراءه ليطول بعدها الصمت لأول مره بينهما مما اربكها بينما كان هو يضع ما يخاف أن يقول عنه حقائق بجوار بعضها ليتنحنح بعد لحظات فيما يقول بترقب لردة فعلها :
" ما رأيك أن نبدأ غداً في البحث عن منزل ام انكِ تفضلين الإقامة في بيت العائلة ؟! "

للحظه توترت عهد و لم يسعفها عقلها برد مناسب فقالت بصراحه تامه :
" لم افكر في الأمر بعد "
اومئ لها دون معنى ثم قال باختصار :
" إذاً ابدئي بوضع الأمر في خططك حتى نبدأ في تجهيزات الزواج "
تورد وجهها حرجاً من نفسها بينما قلبها ينغزها خوفاً من تسارع وتيرة الأمور فيما كان عقلها يهيئ لها أن أنس يشك بشيء ما و يحذرها من مغبة ما يحدث ..
تنفست بعمق ثم توكلت على ربها وقالت بصوت خافت .. محرج :
" أنس .. انا اسفه على ما حدث اليوم في الشركة "
ابتسم لها أنس لتلتقط لمحة سخريه مرت على وجهه مما اخافها اكثر ثم قال بعد ذلك بصوت هادئ خالي من اي انفعالات :
" لا بأس .. الموضوع ابسط مما تظنين"
حل عليهما الصمت الخانق لدقائق لتهمس عهد بارتباك فيما تدعو الله سراً أن يدخل ادم أو أباها أو حتى امها حتى لو لم تتعامل مع أنس حتى الآن كما يجب :
" هل اصنع لك قهوه أخرى ؟! "
نهض أنس يهم بالرحيل فيما يقول بنبرة شعرت ببرودتها :
" لا داعي .. لقد تأخر الوقت على كل حال "
نهضت عهد أيضاً لتودعه فتحرك معها إلى الخارج تاركاً لعقله كل الوقت حتى يقرر حركته القادمة بعد أن وضع كل تلك الشكوك نصب عينيه ثم قال مودعا ً بعد أن وصلا أمام الباب الخارجي :
" تصبحي على خير "
ليتركها بعد ذلك و يرحل دون أن يأبه بنظراتها المرتابة من تغيره !
فهو في العادة يظل واقفاً معها لعدة دقائق يتحدث عن اي شيء و كل شيء حتى يطيل فترة بقائه معها و لو لعدة دقائق معدودة لكنه اليوم لم يكن على طبيعته منذ وصوله أو بالأحرى من بعد ما فعله امين و نظراته الغير مرحبة التي ألقاها له دون مراعاة !

ضربة جزاء (ج1 من سلسلة قلوب تحت المجهر) لِـ"هاجر حليم" مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن