الفصل الأول: جانبان عكس بعضهما تمامًا

539 24 47
                                    

كثيرًا ما نسمع "إن رمتك الحياة بالحجارة اصنع بالحجارة بيتًا."
هذه لم تكن وجهة نظر ديبيكا الهندية ذات الستة والعشرين ربيعًا،
هي لم تكن تنوي صُنع أي بيت، لأن الحياة دائمًا ما ترميها بالبصاق.

استيقظت في صباح يوم السبت، الساعة السادسة بسبب اتصال والدتها الغاضب عليها.
والدتها غاضبة من كل شيء، من حقيقة أن ابنتها لم تتزوج حتى الآن ولم تدخل في أي علاقة عاطفية طوال حياتها ولم تحصل على وظيفة لائقة رغم كل الأموال التي دفعتها لها للسفر لأمريكا ودخول جامعة هارفارد

غير أن ابنتها اختارت أن تتخصص في الجبر، من وجهة نظر سيدة ريفية في الخمسين من عمرها ماذا سيجلب لها الجبر؟ زوج محتمل براتب جيد؟
وظيفة جيدة براتب جيد؟

بدون أن نترك ان ابنتها رسبت ثلاث مرات قبل أن تترك هارفارد بعد كل تلك الأموال وتلتحق بجامعة حكومية واختارت تخصصًا أسوأ من الجبر،
(الأدب الروسي)
ولا تمتلك أي أصدقاء، وأعلنت أنها غير مهتمة بالعلاقات العاطفية وتفكر بجدية في بيع بويضاتها.

بعد ثلاثة عشر اتصال مدّت ديبيكا يدها من تحت الغطاء لتجيب على المكالمة، وفي اللحظة التي وضعت فيها سماعة الهاتف خرج صوت والدتها الصائح:" هل أنتِ نائمة حتى الآن؟! أيتها الكسولة عديمة النفع "

:"أمي اليوم السبت، مَن سيستيقظ الساعة السادسة صباحًا في عطلة نهاية الأسبوع؟" أجابت المسكينة الناعسة لتصرخ عليها والدتها:"أبناء أخت جارتنا يستيقظون من الساعة الخامسة صباحًا وينجزون جميع أعمالهم أيتها الكسولة التي لا تترك هاتفها اللّعين، حين تصلين سأسحب منك قطعة الخردة هذه."
واستمرت الأم توبخ ابنتها ثم بعد عشرة دقائق حلق الأم آلمها فدخلت في الموضوع الذي اتصلت بها من أجله وهو أن تأتي لتزورهم لأن زفاف ابنة خالتها بعد اسبوعين ويجب أن تحضره لذلك عليها أن تعود لدلهي.

وضعت الهاتف بعيدًا لتحصل على بعض النوم لكن اتصلت بها والدتها مرة أخرى فقفزت من سريرها تلعن الذي علّم والدتها كيف تستعمل الهواتف النقالة.

______________
وفي نفس الوقت في عالم آخر، تستيقظ غوينيفين من سريرها الضخم،
عينيها العسليتين منتفختين من كثرة البكاء وببشرة شاحبة سألت الخادمة التي دخلت تجلب معها صينية الفطور :"هل عاد إليوت؟"

ارتبكت الخادمة المسكينة وهي تُردف لها:" السيد حاليًا في غرفته، وصل فجرًا من قصر ابنة الوزير سلايث"

ابتسامة منكسرة علت ثغرها ودمعت عينيها بشكل لا إرادي، رقّ حالها للخادمة التي نظرت لها وكأنها ابنتها
وعادت تردف وهي تربت على كتفها:"سيدتي، جميع الرجال هكذا، هذا لا يعني بأنّه لا يحبّك، لم يكن ليتزوجك إن لم يكن يحبك حقًا صدّقيني."

:"تيريز، لقد فات الأوان تقريبًا على هذا الحديث." أردفت غوينيفن بانكسار قبل أن تمسح دموعها وتترك سريرها وتخرج من الغرفة.

دينيفينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن