مرّ يومين منذ أن اختفت الرقابة عليها، ويبدو أنّ جيرين ذلك كان صادقًا في كلمته في النهاية، هذا ما اعتقدته غوين لكن ما اعتقده مارغوس كان أنّه بالتأكيد يُخطّط لشيء ما.
كانت في حوض استحمامها، تستمتع بحمّام منعش بعد أن انتهت من الكابوس المسمى بالعادة الشهرية،
جسدها العاري قد اختفى تحت الماء المليئ بالصابون، وتدندن بألحان عشوائية حين دخل فجأة عليها مارغوس المتسخ يهتف:"غوين انظري!..." لم يُكمل جملته لأنّ الأخرى صرخت وألقت عليه ليفة الاستمام تصيح به:"كيف تدخل على امرأة في وسط استحمامها هكذا يا عديم الحياء!"
:"استرخي، لم أرَ شيئًا." رد ببرود واقترب من حوضها يتابع:"تبًا لكِ لقد نسيتُ ما الذي كنتُ سأقوله، أوه أجل، لقد سمعت من الخدم أنّ الأميرة فيديل جمعت أفضل الطهاة من أنحاء العاصمة وأمرتهم بطبخ أفضل الأكلات من أجل المهرجان."
رمقته بجانبية بينما خرج لسانه وهو يُكمل بنظرة جائعة:"سيعدّون جميع أنواع اللحوم والتسالي والكعك، غوين، عليكِ أن تأخذيني معكِ!"
:"يا إلهي تحوّلك لقط لفترة طويلة أثّر على عقلك، أنت لا تفكر في شيء مؤخرًا غير الأكل والنوم." أردفت بيأس بينما ترمق منظره المتسخ،
تابعت وهي تشير له أن يحضر لها المنشفة ويخرج:" بالإضافة لذلك، محال أن أحضرك للمهرجان؛ سأحضر مع حماي وحماتي، وأريد أن أظهر بمظهر الزوجة العاقلة، وكلّما تكون معي في مكان تجعلني أبدو بأسوأ مظهر ممكن."
بنظرة غاضبة، حمل المنشفة لها بين فكّيه ثم خرج بعد أن أخذتها منه وهو يرد عليها:"لا تحمّليني ثمن حماقاتك، أنا لم أكن معكِ حين ظننتِ جيرين خادم." وتذكّر عندما بات في القصر وضحك عاليًا.
خرجت والمنشفة قد التفت حولها، شابكة ذراعيها تستمع لكلماته:" وبسبب غبائك علِم أنّكِ اكتشفتِ مراقبته لكِ، لا تظنّي أنّه سيدع الأمر يمرّ؛ هناك سبب وجيه لمَ لا أحب أن أجتمع في نفس المكان الذي يتواجد به ذلك اللعين."
كاد يسخر منها مجددًا لكن سمع جملة غوين التي أرعبته:"أنت متسخ للغاية اليوم، تعال." وبدأت مطاردة بينهما في الغرفة.
:"مستحيل! أنا الساحر الأعظم لن أجعل فانية تحمّمني!" صاح وهو يهرب منها في أرجاء الغرفة، فجأة تم فتح الباب ولمعت عينيه لحصوله على مخرج،
كاد يهرب من فتحة الباب لكن لسوء حظّه رأى إيديث أمامه في هذا الوقت:"إيديث أمسكيه!" هتفت غوين وفي الحال أغلقت إيديث الباب الذي قفز ناحيته مارغوس وأمسكته بين ذراعيها.
بعد عضّ وخربشات ومواء وبعض الشجارات الخفيفة بينه وبين الفتاتين نجحتا أخيرًا في وضعه في حوض الاستحمام وغمرتاه بالصابون.
أنت تقرأ
دينيفين
Fantasía《ماذا لو عاش الإنسان مرّتين؟》 《الشفقة على الذات لن تزيد الأمر إلّا جحيمًا》