فتحت غوين عينيها لتجد نفسها ممدّدة كالموتى مُحاطة باللون الأبيض في كلّ مكان، وكأنّها في اللامكان، لقد كانت هنا من قبل، هنا قابلت مارغوس لأوّل مرّة!
هنا حيث سمعت صوتًا يبكي، مهلًا هذا يشبه صوتها!
انتصبت ومشت تبحث عن مصدر الصوت تهتف:"مرحبًا، أهناك أحد؟" لكن لم تجد إجابة غير البكاء.بدت وكأنها تقترب من مصدر الصوت ورأت ظهر فتاة شقراء شعرها المنسدل الطويل كان فوضى عارمة، ترتدي ثوب نوم قصير بلا أكمام.
اقتربت منها تقول:"عفوًا...أتعرفين أين أنا..." ولم تكمل سؤالها وأطلقت صرخة من الرعب، ثم سقطت أرضًا تحدّق بفزع لوجه الفتاة التي التفتت لها.
لقد كانت هي!
لكن بوجه شاحب وحاجبين فوضويين ووجه غير مغسول.:"أنتِ السبب! لماذا فعلتِ ذلك؟!" صرخت تلك الغوين الفوضوية بها وعينيها محمرّتين من كثرة البكاء بينما غوين الأخرى قالت بتلعثم:"أ...أنتِ أنا!"
:"كلّا أنا لستُ أنتِ! أنا لم أكن لأفعل الفظائع التي فعلتِها أنتِ!" أجابت غوين الفوضوية بيننا الأخرى لم تفهم شيئًا ممّا تتفوه به تلك المرأة.
هي لا تعرف كيف أتت إلى هذا المكان، ماذا كان اسمه قبلًا؟ أجل، الخط الفاصل بين الحياة والموت، البرزخ!
لماذا هي هنا؟ هل ماتت؟
استفاقت من أفكارها على صوت صراخ غوين الأخرى:"أنتِ أنا أتحدث معكِ! يا سارقة الحيوات!
سرقتِ حياتي!":"أنا سرقتُ حياتك؟! أنتِ مَن تمنى تلك الأمنية الغبية أن تخلفكِ روح أخرى في جسدكِ وانتحرتِ!" صاحت غوين بها
:"لم أكن أعلم أنها ستتحقق! وفوق كل هذا أنتِ لم تلتزمي بأمنيتي! لقد أردتُ نسخة أفضل مني لإليوت، أنتِ جرحته! كيف تجرؤين؟!" بدأت غوين الأخرى بالصراخ عليها.
تابعت بعينين دامعتين:"لقد أحبّكِ إليوت! هذا أعظم ما يمكن أن أبتغيه، ماذا فعلتِ؟"
:"مهلًا هل أنا هنا لأنني رفضت ذلك الحقير؟!"
:"إياكِ ونعتُ محبوبي بالحقير أيتها الفظٍة الأنانية!" صرخت الأخرى بها والحقد قد حلّ محلّ حزنها منذ لحظات، ابتسمت بجانبية وتابعت ساخرة:"ولا تتظاهري وكأنّكِ لم تعجبي به."
:"ماذا تريدين؟" قالت غوين وصبرها ينفذ من تلك العاهرة التي أمامها
:"أن تعتذري لمحبوبي إليوت، وأن تتخلي عن هراء الطلاق، وأن تتوقفي عن جعل الخدم أصدقاءك خاصةً تلك اللعينة ذات الشعر القصير، وتتوقفي عن بناء صداقتكِ المقززة مع الأمير الذي أزعَج عزيزي إليوت!"
بدأت غوين السابقة تسرد مطالبها بوقاحة بينما الأخرى ردت عليها:"اقتراحات جميلة، اكتبيها في ورقة وبلّليها وضعيها في مؤخرتك."