الفصل الثاني: تجمّع العائلة

165 21 63
                                    

مع شروق الشمس استيقظت غوين بعينين منتفختين من البكاء طوال اللّيل كعادتها.

دخلت الخادمة الجديدة التي حلّت محل تيريز بالإفطار، وجه مشرق مشدود، ونمش لطيف زيّنه، شعر أسود قصير يصل لكتفيها، وشفاه مكتنزة مُرطّبة.

شكّت في أن زوجها يخونها مع هذه الخادمة من شدة جمالها.

ما إن وضعت الخادمة صينية الإفطار حتى سألتها:"أين إليوت؟"

:"سيادته يتناول فطوره." أجابت الخادمة
فسألتها مجددًا:" ومتى عاد؟"

:"عاد مع ضيفته في التاسعة مساءً سيدتي، عندما قُلتِ أنّكِ لا تريدين رؤية أحد." أجابت الخادمة
واتسعت عينا غوين تهتف:"ضيفة؟! مَن تكون تلك الضيفة!"

:"إنّها الآنسة جويل سلايث، أرجوكِ سيدتي لا تخبريه أنّكِ علمتِ منّي سيدتي، أرجوكِ..." ركعت الخادمة عند السرير التي كانت تمكث غوين عليه، تترجاها، ولم تؤاخذها الأخرى بطريقتها، لقد طُردت تيريز لأنها تدخلت وأجابت على أسئلتها عن زوجها

والمسكينة إن تجاهلت غوين ستفقد عملها، وإن اجابتها سيطردها إليوت إن علم.

تنهدت غوين وقال بجفاء لتلك الفتاة التي كرهتها بسبب جمالها:" ابتعدي، لن أخبره."

استقامت الخادمة وتركت غوين سريرها، قبل أن تخرج استوقها صوت الخادمة:"اعذري وقاحتي سيدتي، هل ستخرجين لهما هكذا؟"
التفتت غوين للخادمة البائسة التي تمسك فرشاة الشعر وتقول لها:" دعينا على الأقل نمشط شعرك."

:"ما اسمك؟" سألت غوين فأجابت:" إيديث سيدتي."

:"حسنًا، إيديث، من الأفضل أن تطبقي فمك، لم أسألكِ عن رأيكِ في شعري." ردّت بجفاء واحمر وجه إيديث من الموقف المحرج الذي وقعَت به.

بينما غوين أسرعت ناحية غرفة الطعام، بملابس النوم، بدون حتى أن تغسل أسنانها أو وجهها، أو تتناول الفطور.

دخلت القاعة مقاطعة ضحك زوجها وضيفته الجميلة التي ارتدت ثوبًا أزرقًا يتماشى مع البذلة التي يرتديها إليوت.
جويل سلايث ابنة الوزير، كانت متألقة في ملابسها، شعرها الأسود المنساب لامع عكس شعر الأخرى غير المهندم،
عينيها الزمردتين تلمعان عكس عيني غوين المنطفئتين،
غمّازة تظهر عندما ابتسمت بجانبية فور رؤية زوجة الدوق قبل أن تستقيم وتقول:"غوين! صباح الخير، مرّ وقت طويل منذ أن رآكِ أحد النبلاء."

:"ماذا تفعلين هنا؟" قال إليوت بحدّةٍ لها فتبعثرت الكلمات في فمها.

ظلّت لحظات فاتحة فمها بدون أن تنطق فتجاهلها وعاد بحديثه لجويل:"كما كنتُ أقول، لا فائدة ستُرجى من مناقشة ولي العهد، للأسف هو لا يعيّر رأيه أبدًا،
لذلك سنجعل السيد سلايث يُجدوِل لنا موعدًا مع جلالة الملك وهناك سنخبره بفكرتك العبقرية."

دينيفينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن