☵لقاء غير مرغوب به☵

93.2K 1.7K 99
                                    

جالسة متوسطة غرفتي المظلمة،رغم أن الصباح قد حل، لكن لا أشعة شمس ولاضوء ينيرها، مظلمة مثل حياتي تماما،أرسم على الحائط بذلك القلم الصغير، وعلى ملامحي الشاحبة شبه ابتسامة، فأنا أعشق الرسم، وكم كنت أتوق لأخبر العالم عن ذلك، عن طريق إنشاء شركة صغيرة وبسيطة تخصني، أرسم فيها وأبيع لوحاتي، لكن القدر لعب لعبته،ليجعلني أسيرة هذه الغرفة، دون شخص أحدثه أو أحبه، لدرجة أنني نسيت كيفية التحدث والتعامل مع الآخرين، رغم أنني أحب هذا الوضع، لكنني خائفة بعض الشيء، كوني سأتزوج الأسبوع القادم من شخص مجهول على قلبي، خائفة من أنني لن أستطيع الهرب، خائفة من أنني سأكون أسيرته، خائفة وبشدة.

استفقت من شرودي على صوت فتح الباب، ودون شعور مني ارتجف بدني، لأركض ناحية السرير، أختبئ تحت الغطاء، بينما جسدي أصبح متعرقا رغم أن الجو باردا.
سيأتي السيد جيون هذه الليلة،والذي سيكون زوجك لذا أحسني التصرف..
كان هذا آخر ماتمتمت به والدتي، قبل أن تخرج من الغرفة بهدوء، ليحل ذلك الصمت مجددا وكأنها لم تكن هنا البتة، رفعت رأسي ببطء بينما يداي الصغيرة امتدت تمسح العرق من جبيني بارتجاف، لا أعلم كيف سأواجهه وأنا لا أستطيع حتى النظر في وجه والدتي، مهلا هل اسمه جيون، أم أن اسمه العائلي هذا،لا يهم على كل سأنهض لأنهي رسمتي.

في مكان آخر،وسط ذلك الفندق الفخم،بالضبط في تلك الغرفة الفاخرة،يتربع على الأريكة بملامح فارغة، شارد في لاشيء، فقط يحتسي من قهوته السوداء بهدوء بينما الجريدة تتوسط يديه، يقرأ آخر الأخبار التي تخص عائلة كيم، العائلة الكريمة والمثالية في نظر الكل، حققت مشاريع كبيرة هزت مجال الاقتصاد في كندا، متناسيين مايوجد خلف الستار، من خبث ومكر، وهذه هي العائلة التي سينتسب منها، رغم علمه بكل هذا لكنه لايهتم فهدفه الوحيد هي تدمير هذه العائلة، وذلك بتزوجه ابنتهم الوحيدة،التي لم تظهر وجهها للأعلام، لا أحد يعرف شكلها أو ملامحها، مما جعلها تخلق فوضى عارمة في مواقع التواصل الاجتماعي، ولاننسى فضول الآخرين لمعرفتهم ماهيتها.
جيون بما تفكر..؟!
تمتمت ذات الشعر البني،بعد أن دخلت للغرفة،تقاطعه من أفكاره اللامنتهية، بينما تسير ناحيته بهدوء،ليجيبها مباشرة دون رفع رأسه من الجريدة.
لاشيء محدد..
همهمت بقلة حيلة، قبل أن تردف بابتسامة.
يا إلهي اليوم سنذهب لرؤية زوجة أخي المستقبلية،أكاد لا أصدق هذا..
أنهت حديثها بحماس بالغ،لكنه لم يهتم بحديثها بل عاد لشروده يفكر كيف سيواجهها، وهو لايطيق الجنس الآخر، وفوق من كل هذا سيتزوج فتاة غريبة عليه، والأهم من هذا يكرهها، يكره كل فرد ينتمي لهذه العائلة.
كم الساعة الآن..؟!
تمتم بهدوء بعد أن رفع رأسه يحدق بأخته والتي تدعى هانا، لتجيبه مباشرة بينما تنظر لهاتفها.
لقد وصلت الثانية والنصف بالفعل..
همهم بهدوء لينهض من مضجعه قائلا.
جهزي نفسك سأنتظرك بالخارج..
اتسعت ابتسامة الأخرى لتركض حيث غرفتها بحماس بالغ، سعيدة بدلا من أخيها الذي سيتزوج، وهذا يزعجه وبشدة.

مـِيـسُـوفـونـيـَـا:"اخـْضعـِي لـعِشقـِي"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن