بسم الله الرحمن الرحيم.
ترددت كثيراً في طرح روايتي الأولى بثاً لكم، لكن الرابعه بيني وبين أوراقي ونفسي ! كتبتها لكم بكل حُب ومشاعر وإخلاص لم أقتبس الأفكار ولم أقتبس الأحداث؛ جميع مافيها من وحي خيالي فقط ، أحببت أن اشاركم فيها لعلي أفوز بحبكم ... تمنياتي أن تكون ردودكم بحترام اولاً ثانياً بحب وان لم تروق لكم أفكاري فأتمنى آن تهجروا قرأتها من غير قلة الذوق وشكراً لكم...
قراءة ممتعه..أحسب عّمار الدار يا سُعود جدران..
وأثّر عّمار الدار يا سُعود أهلها...الساعة ٤:٣٤ فجراً من يوم الأربعاء..
أُجالس ماتبقى من مقتنّياته، هُنا قلمه الذي كاد لايفارق يده.. وهُنا قليلاً من الأوراق التي لم يستطيع إكمال تعقيبها.. هذا الكُتيب الذي توقف عند منتصفه ولم يكمل قرأته. والكُتيب الآخر المختوم لعدة مرات! فتلك الزوايه المنعزلة قليلاً كُتبه المفضله بداخل مكتبته الخاصة ' ألتفتُ لأبسط الأمور أتأملها... السجاد العتيق الذي لم يفرط به كان لوالدته هي من قامت بحياكة السجاد بيــديها قديماً، فأحتفظ به فغُرفة المكتب ، كأس الشاي الخاص به، تلـك اللّمسات التـي وضعتها والدتي على جُدران الغرفه وأبىٰ إن تتغّير، تلك التفاصيل الممله ! ألان اتوق لتأملها ، أشتاق وجداً يالله. كّيف يستطيع المرء العيش إن فقد أباه؟ الأب هو الأساس الذي لا ينُوب عنه نائب، من مات أبّاه فقد سنده وإن بلغ ما بلغ...
اليوم أكمل أبي ستُ أشهر و ثمانُ ليالي. توفي تاركاً خلفه أرملتُه وخمس فتيات ، أنا كُنت "مدللته" لستُ بكره ولستُ الأخيرة ، أنا الوسطى الابنة الثانية، المقربه منه جداً. أبي حبيبي وقلبي وأجمل من رأت عيناي،
أسترجع ماحدث بيننا في آخر لقاء لا أعلم ! هل المرء عندما يقترب أجله يرسل الله عليه إلهَــام ؟ يُخبره أنهٌ لم يتبقى لديه في هذه الدنيا إلا قليلاً فقط. فأبي قبل وفاته بثلاثة أيام طلبني أن أحضر من الشاي الخاص به الذي يُحبه وقليلاً من البسكويت المفضل لدي وآتي إلى مكتبه فهناك أمور يريد أن نتحدث بها...أتذكر حينها عندما أسّـتقرينا في حديثنا؛ بدأ يوصيني على أمي أولاً وكثيراً. من ثُم إخوتي وعلى نفسي ! أخبرني كم أحبنا وكم يحترمنا فخور جداً أنهٌ خلف خمس فتيات جميلات. أوصاني كثيراً على عمومتي، وخلاني، وكل من يعز علينا ، أخبرني أن هناك سّت من الأراضي في منطقة الخبر كانت بأسمائنا :
أمي اولاً - عبير- نجّد - نُوره -فرح - يارا .
لا يعلم بها أحد كانت بمثابة رصيد لكل منا يقول لا أعلم ماذا يحدث لذالك يريد أن يؤمن علينا ؛ ولايريد أن يعلم غيري إلا فضرورة أو عند وفاته... حزنت جداً لحديثه لا أحب الحديث من هذا النوع ، لم أكن أعلم بأن هناك يومان فقط . تفصلني عن سبب قول هذا الكلام ... ، في يوم ١٤٣٧/٤/١ توفي أبي وسندي حبيبي وصديق صلواتي، قنديلٌي الضخم نورٌي العظيم الممتد الذي انطفى....