" على الطاولة ،وحيداً وملتحفاً بمعطفي ..بلا صباح الخير ولا ورق للكتابة .. لستُ سوى خراب .. اتفاق شخص على شخص .. بقايا سعادة تمر في البال .. لا شيء سوى المارّة وصوتهم في لحظة العبور من أمام الباب .. صوت الضوء والخوف .. صوت الوحدة والموت .."
"إقتباس".
________
أرمنتون _ كندا
وضعت كف يدها اليمين على الحائط ، بينما تصاعدت أبخرة الماء الساخن من حوض الإستحمام الذي إبتلع جسدها .. رفعت رأسها لأعلى ، أغمضت عينيها و إستندت بعنقها على حافة الحوض ..في محاولة أخيرة للإستجمام .
" كان يوم امس شاقًا أتمنى حدوث شيء سعيد اليوم "
هكذا نطقت كلماتها الأخيرة قبل أن تفتح عينيها ببطء .. أحنت رأسها يمينًا بضجر واضح .. مررت يدها على الماء ، أتبعتها إبتسامة بريئة .. و ما أن مررت يدها في الماء للمرة الثالثة حتى تحول الماء الى سائل أحمر ثقيل ..!
إنتفضت بذعر رج قلبها له ، وقفت بغضب و صرخت صرخة إنتصب لها كامل جهازها العصبي قائلة :
" stop this nonsense now "
" أوقفي هذا الهراء حالاً"
ليمتلىء المكان بضحكة صاخرة بصوت شخص آخر ..
هدأت قليلاً بعد أن عادة المياها لِما هي عليه .. فتحت صنوبر الماء لتنظف جسدها من ذاك اللون الدامي .. لفت المنشفة على جسدها وأسرعت بالخروج .. وقفت أمام المِرآة تنشف شعرها المبتل و تصففه ، لترتدي بعد ذلك بنطالاً اسود ، بلوزة بيضاء ضيقة طويلة الأكمام ، جاكت طويل ذا اكمام فاتحة ، سلسالاً ذهبيًا رفيعًا به عُقد سوداء متباعدة على طول السلسال.. قرطين ذهبيين مستديرين .. واخيرًا حذاء أسود ذا كعب عالي ليطفي بعد الأنوثة " حاينزل كومنت "
كانت تمسك بفرشاة التجميل و تضع أحمر خدود حين سمعت " رنة " المنبه .. إلتفت إليه ووضعت الفرشاة مكانها ، تراجعت خطوتين للخلف لترى نفسها في مِرآة أخرى أكبر حجمًا .. فتاة بقوام ممشوق .. بطول متوسط ، ذات سمار كما العسل ..تدلى شعرها الاسود أسفل كتفيها بقليل .. وجه مستدير و عينان سوداوتان كبيرتان تلسعان من حولها عشقًا.. أنف حاد و شفاه صغيرة ممتلئة ..
إن النساء حين يحببن أنفسهن يصرن أكثر قوة ، أكثر طموحًا و لا يخضعن بسهولة .
أسرعت نحو حقبية يدها و امسكت مقبض باب شقتها الصغيرة على عجل .. وقفت توزع نظرات عشوائية على ارجاء الشقة ، سرير و منضدة تفصل ما بين السرير و كنبة الجلوس .. حمام و مطبخ و تلفاز معلق على الحائط .. حسنًا هذا كل ما لديها و كل ما تحتاج ..!
هزت رأسها قائلة " طيييب ما نسيت شيء " أغلقت الباب بعجل وركضت خارج المبنى الذي به شقتها .. ليأتي المنظر من الخارج بايهًا ، حي بأكمله بيوته بلون الأزهار ! " حاينزل كومنت"
