" حيدر"كنت قاعد قريب من مكان الصالة لحظة سمعتَ صوت الإنفجار .. كل الناس جرت ناحية النيران الغطت السماء بدخانها ، جريت معاهم واي واحد بسأل التاني عن الحاصل و مافي إجابات .. الخوف مسيطر على الجو و التساؤلات مالية عيون الناس الوقفت برا .. جزء منهم بحاول يدخل الصالة رغم الصعوبات و الخطر و جزء إكتفى بالمراقبة و الحيرة .. ما قدرتا أخش و الشرطة حاوطتت المكان ، لمحتا ستيف واقف بعيد و ماسكنهُ إتنين من الشرطة .. كان بعاند فيهم يخش و مافي في لسانهُ ليهم غير "نور جوة و ما معاها زول!" .. إتخطيت الإزدحام بصعوبة عشان أصل ليهو اول ما شافني إتفكا من رجال الشرطة و جا علي ..
ستيف : نور ما معاها ...
ختيت يدي في كتفهُ و ضغطتا عليه :ربنا معاها ما تخاف عليها ..
كنا بنحاول نطمن نفسنا إنهم حايطلعوا سالمين ، لغاية ما شفنا المسعفين بطلعوا فيهم واحد ورا التاني على نقالات و مغطيين جسمهم بقماش ابيض .. المشهد كان مفزع لدرجة توقف القلب ..اكتر من سبعة اشخاص ماتوا .. عيلة " الساتي " مصفوفين قدامي بالعرض .. بدر العريس لابس بدلة عرسهُ اللي أكلتها النار و مُغطَى بكفن أبيض ..كان المفروض يتزف عريس اليلة بس اتزف من عالمنا لعالم تاني تمامًا .. قدر شنو الدنيا وسخة ووهم ، تسرق أحلامك منك في لحظة .. توهمك بشي و تاخد مقابلهُ روحك !
ستيف كان واقف جامد لحظة طلعت النقالة الفيها نور ومرت بجنبنا .. جرينا عليها كان غايبة عن الوعي ، ركبنا مع عربية الاسعاف النقلت المصابين للمستشفى ، قرايب عيلة بدر كانت من ضمن المصابين بينما عيلتهُ كلها راحت ضحية ما عدا أختهُ اللي كانت ما موجوده اساسًا !!
سألت منها فريق الإنقاذ قالوا مافي اثر ليها في الصالة كلها .. سمعتَ همهمات من قرايبهم و قالوا إنها طلعت قبل الإنفجار بربع ساعة ، وهمهمات تانية صنفت نور منحوسة عشان العريس و أهلهُ إتوفوا "بسببها" على حد تعبيرهم .. ستيف كان واقف برد على إتهاماتهم ليها و إنها السبب في موت العيلة بعنف و غضب ..
مسكتهُ من يدو و همست لي : خلينا نشوف نور
مشى معاي و هو بعاين ليهم بزعل ، كان مضايق من طريقة تفكيرهم .. مسكين ما عارف إنهُ في البلد الهو ماشي ليهو ده في كمية جهل لا تطاق و إن ده نموذج بسيط من كتير مفاهيم مغلوطة منتشرة حوالينا .. لو ماتت العروس قدر بس لو مات العريس ولا إتكسر ظفره حتى بكون بسببها هي و بسبب نحسها و حظها السيء و"وش الشوم" زي ما سايد .. للمساء نور بدت تستعيد وعيها .. شاش مربوط في راسها و كتفها ..الشرطة طلبت مننا نطلع عشان تحقق معاها زي ما حققت ما قرايبهم .. انا ما اسمي قريب بالمعنى الحرفي انا رابطني بيهم عرق قديم ما أكتر بالمعرفة قوي شوية .. كنت متأكد إنهُ عيلتهم حاتلاقي نفس مصير المشوا فيهُ قبليهم .. طريقهم ما سالك ودي نتيجة اي زول بفضل الغلط الذيذ على الصاح الشاق .. دي نتيجة النفوس الكعبة و الأمارة بالسوء ..لكل خيار عاقبه !!