" نور "
بيسان نطت في الشيخ زايد و سحبت سكين غرزتها في نص قلبه ..حيدر بسرعه مسك بيسان من وشها و جدعها بعيد بقوة و مسك راسك الشيخ زايد الوقع في الارض و ختاها في رجلينه وهو برجف و بكورك لينا " جيبوا دكتور" ..قعدت في الارض بسرعة طلعت السكين و ضغطت بطرف طرحتي على الجرح عشان اوقف النزيف .. ده كلو حصل في كسر من الثانية و بينما نحنا مشغولين بالشيخ زايد بيسان كان هربت و الرجال المعاها هجهموا علينا بشناعة .. نورس شالت السكين الجدعتها في الارض و زليخة جرت جوة البيت جاببت سكاكين جدعت واحدة فيهم لعمر .. وقعوا تلاتة منهم ميتين في الارض .. و تلاتة دخلوا البيوت طلعوا البلغار منها في الشارع و وقعوا فيهم ضرب بقسوة و عنف شديدين !
شيلنا الشيخ زايد جوة البيت معاي حيدر .. نطق الشهادة و مات دغري بعد ما همس لحيدر في أذنه و خلاهو يبكي .. شوية نورس و عمر و زليخة جو داخلين شايلين سكاكينهم البتنقط دم .. نورس قعدت على رُكبها لمن شافت دموعنا و دموع حيدر الكان ماسك راس الشيخ زايد في حضنه و ببكي عليه .. مافي صوت اعلى من اصوات نحيبنا في اللحظة دي .. جاتنا ست البيت المقعدانا عندها اللي كان اسمها "رُميه" تصبرنا ..
رُمية : إكرام الميت دفنه ، فقدكم عظيم ربنا يصبركم
ختت يدها في راس حيدر : انت اقوى من كدة يا ولدي .. ما دايمين فيها كلنا ماشين .. قوم على حيلك و اقيف في دفن أخوك قبل جثته تتحمض قوم .
حيدر هز راسه و رفعه ،استغفر و هو بمسح على وش الشيخ زايد و ببكي .. عاين لعمر جا رفعوا معاهو و دخلوا جوة يغسله غسل الجنازة .. نحن النسوان وقفنا برا و زليخة بس الكانت واقفة جنب باب الغرفة البغسلوا فيها .. عشان لو بتلبي ليهم طلباتهم اذا احتاجوا شي ..مرت الدقايق حزينة قبل يطلعوا بيهُ مكفن .. رُمية جابت "عنقريب" من المخزن بتاعها و برش .. سمعنا صوت تكبيرات برا البيت قبل يصل الصوت لجوة الحوش .. كانوا البلغار جايين يقيفوا معانا ، مع أهلهم زي ما عهدتهم و زي ما اتربوا .. قرب واحد منهم وكان مصاب في يده اليمين المربوطة بقطعة قماش ابيض .. شال معاهم العنقريب و مشوا مقابر الحزارى المسلمين يدفنوا هناك .. قعدنا نحن في البيت قايمين بواجب العزى ..اللي الحزارى ما اترددوا ثانية في انهم يقوموا به .. واحدة من النسوان البلغار و الشغالة في مجال التطريز .. جابت لينا ملابس بيضاء زي ما عادتنا نلبس في بلغاريا .. ابتسمت و هي بتقول لينا " حاتفضل بلغاريا معانا حتى لو اتنفينا منها " .. بادلتها الابتسامة و هزيت راسي بعد ما وزعت الملابس علينا .. عدة الساعات و البيت فضى من المُعزيين و اليل البائس خيم حتى صباح اليوم التاني كان بالنسبة لينا مجرد يوم مكرر ما أكتر ..حيدر انعزل في واحدة من الغرف من ساعة ما جا من المقابر و ما راضي يقابل فينا زول و لا حتى يفتح لينا الباب .. ما طلع منه لغاية نهار اليوم التالت و طلع بسرعة من غير ما يتكلم مع حد فينا !