"نورس"
كنت في السوق مع زليخة لمن سمعنا اصوات طبول عالية جاية من شمالنا ..في ثواني كل التجار قفلوا دكاكينهم و الناس بقت تتجارى يمين و شمال في حالة فزع رهيب .. انا و زليخة و اقفين بنتلفت و بنسال في شنو و مافي زول برد كل زول جاري في حاله .. المشهد مفزع و مرعب لدرجة يقشعر ليه البدن ..من بعيد لمحنا جنود مسلحين ماشين في خط واحد بانتظام .. وقفوا في نص السوق وبإشرة من القائد اتوزعوا لاربعة فرق .. فرقة بتحذر في الناس و بتلملم معاهم ..و فرقة سورت السوق و اخدت وضع الاستعداد ..وفرقتين اتجهوا شمالاً !
وقف قدامنا واحد من الجنود و امرنا نسرع في المشي و نتخبي في بيوتنا .. سالناهُ عن سبب الجوطة الحاصلة قال لينا الحرب بدت و بسرعة لزانا ناحية البوابة الرئيسية للسوق و نحنا ما فاهمين شي .. اول ما وصلنا البوابة جات قذيقة واقعة في نص السوق .. حولت اربعة من الجنود الكانوا واقفين في السارية الفي نص السوق و بكوركوا للناس و بحذروهم لاشلاء !
اجسادهم اتقطعت لاجزاء ،كل جزء وقع في مكان .. واحد من الجنود جدع سلاحه و جرى بعد شاف المنظر واول ما قرب ناحية البوابة الجنوبية للسوق نزلت قذيفة تانية فرتقت كل اعضاءه !
زاد الزعر في نفوس الحاضرين ، اكتر من جندي اتراجع بعد شاف الطريقة البشعة البموتوا بيها اصاحبهم .. بصوت قوي وواثق اتكلم القائد الشجعهم يستقووا و يكملوا .. كلماته القوية كانت كافية لانها ترجع الصفوف زي ما كانت .. اشر لينا القائد لمن شافنا لسه واقفين وطلب من واحد من الجنود يساعدنا نتحرك برا السوق .. الجندي بسرعة مسكنا الاتنيتن من يدينا و طلعنا برا .. طلعنا برا السوق داخلين الاحياء .. الطريق كان خالي تمامًا الا من بعض المتسولين في الشوارع الجارين بفتشوا عن مكان يتخبوا في .. جرينا ناحية المخيم نحذر البقية من الحرب اللي اشتعلت بدون سابق انذار .. اول ما وصلنا لقينا حيدر واقف مستنينا و المخيم فاضي !
حيدر : اسرعوا اسرعوا يلا
زليخة : الحرب دي شنو ؟
حيدر وهو جاري و نحن وراه : بعدين بعدين ما وقته
= متين وقته يا حيدر متين ؟
حيدر عاين لي وهو جاري ، بنفس متقطع و نبرة حازمة : قولت ليكي ما وقته
زميت شفايفي من الغيظ و كملت جري معاه من غير ما اساله حتى ماشين وين ؟ اتجهنا ناحية الغرب مكان معسكر البلغار الجديد ..حيدر اشر لينا ناحية الخيم و طلب مننا نخش جوة . بينما وقف قدام مجموعة مكونة من عشرة شباب ضخمين شايلين سلاح في يدهم .. واشر ليهم يقربوا ، قعد في الارض و رسم وهو بشرح .. الشباب هزوا رسينهم ايجابًا من سكات و اتحركوا ورا الشيخ زايد اللي خاتي سلاح في كتفه و ماشي قدامهم .. اول شي فكرت في نور ، دخلت الخيم فتشتهم واحدة واحدة وانا قلبي سابقني قبل اخش كل خيمة .. لغاية مافي الاخير لقيتها واقفة جنب مجموعة من النسوان البتلوا قرآن .. ختيت يدي في قلبي و شلت نفس ، اتلفتت ناحيتي اول ما شافتني جات ناحيتي ..