نور10

14 2 0
                                    

                          " نورس"

وصلنا عطبرة بعد خمسة ساعات من شروق الشمس .. نزلنا في بيت في حي الفكي ، كان في راجل اربعيني كبير واقف لاسقبلنا قدام باب البيت اللي كان لونه طوبي و بنيانة عالي .. سلم علينا و فتح لينا الباب دخلنا وراه .. كنت عارفة انو نحنا جاين هنا عشان نلاقي حلفاء لينا .. دايمًا ما كانت عطبرة حاضرة في الصفوف الامامية مع اول صفارة إنذار .. دخلنا البيت اللي كان مكوّن من طابقين ، قعدنا في الجلسة اللي في الطابق الارضي منتظرين واحد من حلفاء الملك نجم الدين ..حسب ما حكى لينا حيدر و نحنا جاين انو الشخص اللي نحنا جاينو ده و كان اسمه " أشرف " قدم روحهُ فِدا لصاحبة الملك نجم الدين من سنين .. حكى لينا عنهُ و عن بُطلاته و قصصه اللي أقشعر ليها جلدي . ما طولنا كتير و هلّا علينا أشرف بقامتهُ الطويلة ، شكلهُ لسه شاب في التلاتين مع إنو إتخطى الستين ! سلم علينا ورحب بينا بحفاوة .. قعد و طلب من واحدة من بناته الرحبوا بينا تضيفنا .. مشت تجيب الضيافة بينما هو عاين لحيدر بعد تكل ظهره لورا ..

أشرف : نورتنا زارتنا السعادة والله

جات بتو واتنين تانين شايلين كبابي الضيافة .. ختوها قدمنا و استاذنوا ..

حيدر : بنورك

الشيخ زايد : بنعتذر لو جينا في وقت ما مناسب او مكالمتنا شتت انتباهك

اشرف : لا ابدا ، كلو في وقتهُ .. انتوا ترتاحوا من تعب السفر بعد تاكلوا ليكم شي و نتكلم براحتنا

حيدر و الشيخ زايد عاينوا لبعض

حيدر  شبك يدينه الاتنين لقدام : والله كان بي ودنا نقضي اليوم ده معاكم لكن مع الاسف مستعجلين

اشرف : كيف الكلام ده ؟ معقولة اخليكم ترجعوا في نفس اليوم ؟ مستحيل يا ولد اخوي ! انتوا قاعدين عندي اليلة و بكرة لو ربنا حيانا دربكم اخضر

حيدر : والله يا عمي كان  ..

اشرف قاطعه و مؤشر بيده : لالا ما بقبل كلام زي ده

الشيخ زايد : الوضع خطير شوية ما حانقدر نقعد

اشرف هز راسه ايجابا و طلب من البنات يحضروا لينا الاكل .. قعدنا كلنا على سفرة الاكل اللي اتخت فورًا على السفرة  ، كل شي كان جاهز و مرتب و على ما يبدو انو مرتب كل شي حتى افكاره !

اتناقش مع حيدر في كذا شي سطحي اثناء الاكل واول ما خلصنا طلب منه يخش معاه المكتب و يشربوا الشاي جوة .. دخلوا هم التلاتة جوة و سابوني برا بعد مع قعدت معاي واحدة من بناتهُ عشان تونسني في غيابهم .. كنت مضايقة من انهم ما ساقوني معاهم ، انا ما قطعت المسافة دي كلها عشان وقت الكلام المهم يشغلوني زي الشافعة ! .

نور كانت بتاشر لي اهدا واروق وانا كنت بحول عيني منها عشان بت العم اشرف ما تفكرني مجنونة و بتكلم براي .. لمن شافتني بتلفت اقترحت علي امشي معاها الجنينة البرا اتفرج على المشتل بتاعها ..ما قدرت اكسفها واظهر عدم اهتمامي بعد الحماس و اللمعة الكانت في عيونها .. عرفتني بإسمها "رُدينة" و نحنا في طريقنا للمشتل .. في البداية لمن قالت لي "مشتل" ما اتوقعتهُ انو ممكن يكون مشتل بالجمال ده جوة بيت! كنت فاكراهُ مجرد حديقة صغيرة ..المشتل كان ابسط ما يُقال عنه إنه جنة ♡ مقفول و منفصل تمامًا عن البيت .. في ممرر طويل بين الورود المزروعة في الارض و كانت بمختلف الالوان و بين الزهور المزروعة في اصايص و مثبتة  بأعمدة حديدة و موصلة  بدلايات من سقف المشتل .. حسيت روحي إتردت لي .. جابت كراسي بلاستيك قعدنا فيهم و فضلت تحكي لي عنها ..

نور حيث تعيش القصص. اكتشف الآن