الهاربون والمُنقَذون

14 0 0
                                    

"إذا كيف ترين جاجا؟" قطع بولارو الصمت الطويل بسؤال ليثير حماس الفتاة

"إنها لطيفة وحنونة جدا... كانت لتكون أم رائعة. قد أقبل ببقائي أبنتها." مازحت في النهاية بنظر إلى ليو

"إهانة مباشرة لأمكِ." نظرت لويل ورغبت لوهلة أن تصفعه على أسلوبه، لماذا هو وقح؟ لكن مشاعرها أخذت جانب آخر في حزن ربما لم يصل لعقلها وكان ميت جدا، بالجملة نفسها لبيست اامؤلم، بل ما قاست بسبب محتوى الجملة هو القاسي.

"ماتت والدتي بعد فطامي مباشرة."

"لحسن حظها." رمق بولارو أبنه بتحذير قبل العودة للمبتسمة شاكر ربه أن ذلك الوقح لم يستخدم لغة قد تفهمها

"ماذا عن والدك؟"

"حسب حكايات أمي لأختي الكبرى فهو اختفى بعدما حملت أمي بي"

"لكِ أخت" ابتسمت مع تذكر سيرافين وبحماس مرة أخرى

"نعم هي أكبر مني بعامين، وهناك حبيبها الذي أعتبره أخ كبير لنا" أكملا الحديث بسؤال ورد والطعام نال إعجابها كثيرا فلم تشعر بالوقت أو ثِقل في الجلوس مع تلك الأسرة المكونة من ذكور. كان ليو صامت معظم الوقت وكانت هي أكثر إنشغالًا مع خاله لملاحظة ذلك أو الإكتراث لردود ويل المُزعجة غالبًا.

انتهى العشاء الخفيف وأعادها ليو لبيته. كان صامتان كلاهما يتأمل غرض مختلف.

هي كانت تتأمل البيوت ذات الطابع الواحد. بيت من ثلاثة طوابق كحد أقصى، لكل طابق باب مُتصل بسُلم مُختلف عن قرينه. أذرع السلالم مكسية بالورود والبيوت في حد ذاتها تزحف عليها فروع شجر مُتباهي بأوراقه.
هو كان يراقب افتتانها بكل شئ في أرضه منذ صباح اليوم. كانت ملامحها تصف كل ما بصدرها فلا يحتاج لسماعها حتى يفهم كيف أندمجت مع غروب الشمس عند الحافة، وكيف أعجبها تصميم البيوت، وكيف إنجذب إلى ورود عند جذع شجرة الليمون. كان يُلاحظ ويُسجل على غير عادته وبغريزة تامة.

"لدي العديد من الأسئلة!" نطقت بمجرد غلق باب شقته الضيقة عليهما. حماستها المُفرطة أخرجت منها صوت مرتفع مقارنة بالسكون المحيط بهما؛ وبالتالي وضعت يدها على فمها ونظرت له بأسف. ابتسم فضحكت

"لكن علينا النوم" مطت شفتها كالأطفال وبترجي بل أنها حتى هزت قدمها معها

"أرجوك!" تطلع فيها للحظات ثم اتجه ليسحب يدها ويدخل بها غرفة نومه وأجلسها على السرير حتى يقعد هو مواجه لها. أنصت لها وكان أول سؤال "لا أعرف هل هو إحساس أم أنه فعلا كان الجميع يحدق بي"

"كان واقع" أجاب ببساطة حتي يباشر الشرح "لم نعتد الغرباء منذ عشرون عام بعد الحريق الأعظم للغابة. نحن قليلون لذا نعرف بعضنا بالاسماء والدخيل معروف"
.
.
بين ما به من حنق وعقارب الساعة التي تأبى الحركة وصولًا إلى موعد دوامه اليومي قرر أن يغرز أنيابه في أي من الأجساد التي تسكن بيته. أستغل ذهاب أخته للتسوق حتى يعود لمسكنه المطلي بالرمادي مشعر صاحبه. قرر إبقاء وجوده خفي حتى يصل للغرفة المنشودة ومر على عدد من الغرف حتى استوقفته جملة مريبة والمكان حيث صدرت منه جعلها أشد غرابة

دمٌ فى غابة النازكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن