هل ولي أمرك يعرف؟

76 7 27
                                    

"ديڤيد ألا ترى أنه من الجيد مشاركة بعض من معرفتك معنا؟!" لقد ظلوا فوق الخمس دقائق هكذا وبمجرد فتح ديڤيد فمه ليرد على لايتو المتوتر سمعوا جميعًا صوت غريب مرتفع يسري صداه بين الأشجار
كان كالصريخ، لكنه أفتقر للنغمة.
كان كالصقير، لكنه أخشن صوتًا.
كان كالموسيقى، لكنه أقل تنوعًا.
كان جاذب للإنتباه... كان بلا مصدر
لكنه كان مُجدي حيث توقفت أنامل صاحب القدم الكبير عن فرك رأس سيرينا وبعد قليل من السكون باستثناء الصوت، حاول الجميع عدم الركض لإنقاذ المسكينة. ضمّ ذلك الكائن سيرينا من خلفها، وإحمرار وجهها كان دليل كافي أنها تختنق.

لحسن حظ الجميع وهي على رأسهم لم يطل العناق وفي حركة ثابتة تحت أنظار الجميع أبتعد الكائنان. كذلك تراجع الصوت، ليعم الهدوء النسبي. ثانية والأخرى قبل أن تخر سيرينا أرضًا من الخوف وأول الواصلون لها كان فرنسوا ثم لايتو. أسندها فرنسوا ليراقب أنفاسها غير الثابتة مع إعطائها إرشادات لضبط نفسها. لايتو ظل يراقب في صمت.

.
.
على نفس الجزيرة لكن بمكان آخر تجد عَدَاء في ممر من صور أجداده، فلا تنتهي الصور حتى يجد ذاته أمام باب مرصع بالأحجار، ويتوسطه مقبض الباب الفضي المتوسَط بألماسة عتيقة. دخل الغرفة الواسعة المختبئة خلف الباب. كانت غرفة مُزينة بتواضع عكس ما يوحي بابها، وكان تواضعها في تفردها بقطع اثاث خشبية إستثنائية النقوش بداية من الكرسي صاحب الظهر المرتفع أمام الباب مباشرة وصولاً إلى المزهرية الفخارية على طاولة الإجتماعات. لكن مبتغى العدَاء كان يقف ظهره للكرسي

"أبي إن-" قاطعه ذلك الرجل، صاحب الشعر الرمادي الطويل برفع يده. استدار ليبرز ملامحه المرسومة بحرافية فزيَّفت عمره الحقيقي ليبدو في الثلاثين من عمره وليس أواخر الاربعين.

"خمسة ذكور من مصاصي الدماء... علِمتُ" نظر لابنه بشئ من الحدة وأمر "داموا بعيد عن حدودنا فنحن بُعاد عنهم. أبلغ الحيوانات: القتل غير مُباح والاعتداء مُباح"

"و ماذا عن البشرية؟"

"لا يصيبها أذى" زجر قبل التحرك نحو خريطة ضخمة معلقة على جانبه الأيمن تأخذ عرض الحائط، باستثناء ما يقارب المتر "أرسل ليو لها على ألا يكتشفه سواها"

"ليو!!" باغته أمر والده ولم يكترث لتغطية هذا "من بين الجميع تُرسِل ليو!"

"أعرف سبب رفضك لكنه أفضل خيار لنا" هدوء الوالد كان دليل على توقعه ردة الفعل تلك. كذلك توقع الاعتراض التالي ورأى كيف سينهي نقاشه بحزم

"لكن أبي-"

"هذا أمر" ابتلع الفتى ريقه وبخضوع

"أعتذر" أغلق الباب خلفه و ظل يحدق في المقبض ويده الضاغطة عليه بغضب ورفض

"مِن بين الجميع يُرسِل ليو!" همس بسخط قبل التحرك لتلبية أمر والده. في بلد آخر حيث دخلت شقتها وهو خلفها يجر خلفه حقيبة سفرها الصغيرة. راقبها تجلس على الأريكة ليتبعنا بعد إغلاق باب الشقة. وضع يده فوق يدها مما آثار إنتباهها فنظرت إلى يدهما حتى ترى الخاتم الذي أهداه لها في منزلهما وابتسمت بسؤال

دمٌ فى غابة النازكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن