بين سقيع الليل وحركتهم المُتعمدة في الكُحل، وبين تلك الأشجار المتشابكة لم يُغذي ضوء القمر أبصارهم التي لم تحتج تلك التغذية أصلا، باستثناء عين الفتاة التي لجأت لحاسة اللمس. فرنسوا لاحظ ما بها لذا ظل حذِر بالقرب منها. هذا الأمر أزعج لايتو، لكن ضرورة تحركهم في الليل تم إعلانها منذ أقل من ساعتين بعدما تنبأ ديڤيد بشمس حارقة صباحًا من لون السماء. ظلت تتحرك ببطء وكلما زاد عدد خطواتهم أمتدت المسافة بينهم.
سمعوا صوت عواء مفاجئ وفزعها كان الأشد. دخلت أطراف أصابعها بين ثنايا جذع موازي للأرض متمرد، فانتفضت مفزوعة وفي محاولة سحب عظامها تعثرت فوقعت
"اااه" ركبتها اليسرى ارتطمت مباشرة بجذع الشجرة الذي كان به شوائب فكان ألمه حاد حتى إن كان سريع الزوال. غريزتها البشرية سحبت ركبتها ناحيتها لتفقد مصدر الألم والتعرف على حجمه، وبرفع البنطال أصدرت زفير راحة لكونه جرح مُدمي لا يتخطى قطر عقلة الاصبع. توقفت عن فرك قدمها وبرودة مريبة حاوطتها فرفعت بصرها حتى تبتلع ريقها بذعر وقد تذكرت كونهم جنس أخر يتغذى على دمائها. عيون قاتمة تحدق بها في دماء الليل أرعبها. نادت بتوتر وحذر"شباب؟"
"دعيني أساعدكِ" كان ديڤيد أول من تغلي على غريزته فيجثي لجانبها وأخرج من حقيبة الإسعافات الأولية - الخاصة بها - معقم ثم لاصق. أنشغل الباقون عنها حتى لا يزداد الأمر سوءا، وكان ذلك سهلًا بكونه جرح بسيط لم ينزف طويلا أو كثيرًا. لكنها لباقي الطريق ظلت تعرج استندت على فرنسوا.
.
.
تضاربت شرارات المقت النابعة من حدقات عينهم بين الترحيبات العديدة للملك المبجل، وهذه التحييات منعت ملاحظة - سوى قلة قليلة - الجو المتوتر بين صاحب الشعر الأحمر وصاحب الشعر الأسود"تاراوي"
"أياتو" مدا يدهما لمجاراة العادات وقرر تاراوي النطق "لا أرى لايتو"
"إنه يوم حظك" أكد أياتو غياب الأصغر بلهجة باردة. سحب يده وأكمل "إنه يؤدي أحد أدواره كأمير عكسك تتسكع مع متحولة"
"أرى أنك تتابع حياتي الخاصة" ابتسم أياتو باستهزاء وأنهى النقاش بجملته الأخيرة
"في انتظار فرصة تدميرك"
"وأنا الآخر"
.
.
الخيام كانت مأوى الذكور من الشمس الحارقة خارجًا، وبفعل جيناتهم كان قضاء النهار في الاسترخاء سهلًا على عكس الفتاة التي استيقظت قرب العصر بعد محاولات عديدة في استعادة نومها. خرجت ومعها حقيبة الظهر مُعبأة بملابس وأجهرت بذهابها للبحيرة القريبة للتحمم. بمجرد وصولها رأت رأس بيضاء تتوسط المياه."ليو؟" ألتف ليبرز بسمته المُرحبة
"سمِعتَكِ فحضرت" أمال رأسه قليلًا بتساؤل "هل أرحل؟"
"لا لا..." أجابت سريعًا. هز رأسه بالموافقة قبل الإشارة لها بالانضمام له، فأخذت لحظات تُدرك أنها إن انضمت له فسوف تُجبر على خلع ملابسها. هنا انتبهت لواقع أن ملابسه على الأرض أمامها، هل هو عاري؟! أحمر وجهها تدريجيا ولم تجرؤ حتى على النظر له "أظن أنني سأبقى خارجًا"
أنت تقرأ
دمٌ فى غابة النازك
Humorسيرينا بليزتسكي... بشرية أقحمت ذاتها في مغامرة محفوفة بالمخاطر مع مصاصي دماء خمس وحدها فى الغابة. الأول هو طوق نجاة أحد الخمسة الثاني ماضيه سبب حدث تلك البعثة الثالث يُراد التخلص منه فأُرسِل عنوة ده ظظ الرابع رأى الظلم بأم عينيه للبيع من ن الخامس ح...