"هل قابلتَ ناري الليلة؟" صُدم بالسؤال لكنه سُرعان ما استعاد تركيزه وأزاح تساؤلاته عن كيفية معرفتها بالأمر حتى يجيب
"نعم"
"ظننتُ أنك كنتَ سترفض وأننا سنعارض والدكَ معًا"
"هكذا سار الأمر" أشاح بيده وهو ينزعج من استجوابها وعينها التي تُبرز الكثير من الألم. رفعت حاجبها باستنكار
"وهل 'هكذا سار الأمر' وصرت هنا؟" ضيق عينه مع هزة رأس بعدم فهم "لماذا جئت الآن يا تاراوي؟ لماذا أخترتَ معاشرتي الليلة؟"
"هل يجب أن يكون هناك سبب لرغبتي في مضاجعتك؟" هزت رأسها بسخرية متألمة من رده. "ثم هل تُهم الإجابة أصلا وقد كنتِ مستمتعة بما حدث؟"
لا تعرف إن كان يتهرب أم كان فعلا لا يُدرك ما تريد قوله، ولا تعرف إن نسى تنقيح الكلمات أم أنه قصد كل كلمة قالها. لكن سؤاله السابق كان القشه التي كسرت ظهر البعير وزادت من حِدة الحُرقة التي بصدرها، فلم تجد أي وسيلة لإطفاءها سوى الصراخ في حسرة. كردة فعل، إنزلقت دموعها على أمل في تهدأة ما في جوفها من مشاعر.
"لم أعرف أنني بهذا الرُخص" اندهش من جملتها وقد أثارت فيه انزعاج
"ماذا؟" بدأت تصرخ فيه
"لما الإندهاش؟ ألا تعي كم تجعلني أشعر بالوضاعة والرُخص بالنسبة لك الآن؟! ألا تعي ما أشعر به؟!" أنخفض صوتها لترتفع معه حسرتها "ينقصك فقط إلقاء بعض الأموال لي لإرضاء رجولتك مثله تمامًا!"
"هل أنتِ حمقاء؟" استنكر والغضب بدأ يتسرب له هو الآخر وبالذات بعد ذكر ذلك الذكر الآخر "هل حقًا تظنين أنني لم أرغب بذلك طوال وقتنا سويًا؟ في كل مرة يا سيرافين كُنتُ أسعى للمسكِ صددتني في البداية كان ذعرًا ثم قلتِ انكِ لا ترغبين بتكرار مأساة والدتك مع والد سيرينا"
"هذا كان منذ أربعة سنين!" احتجت بقوة. "ونعم يا تاراوي لم تُشفى آلامي حينها، ولم أثق بكَ حينها، ولم أرغب في أن أتحمل مسؤولية طفل غير سيرينا."
"وأنا أحترمت ذلك و-"
"بل حولته لقاعدة!" صححته بزعيق. صوتها لا يخون ما بها من كآبة وخذلان "كم من مرة يا تاراوي... أخبرني كم من مرة سعيتُ في الأمر سواء بلباسي أو تدللي عليك. كم من مرة حاولت كسر-"
"كيف كان لي فهم سعيك ذاك وأنتِ ترفضين مشاركتي غرفة واحدة في الليل في المصايف."
"ألستَ انتَ من حذرني من إمكانية انتشار عننا إشاعات بالحمل منك وبالرغبة في أخذ ثروتك؟"
"هذا لأنكِ تخافين من تصرفات الجميع حولكِ." صُدمت سيرافين فلم يستطع عقلها ترجمة الجُملة سوى باتهام
"هذا كله خطأي؟" صمت... صمت بنظرة مُذبهلة لم تفهمها ولكنه لم ينف أيضا قولها فقادها للشعور بأن ما كانا به ليس إلا خِدعة. أنصدمت فعجز عقلها عن التفكير وعن رؤية الرجل الذي تحبه، بل رأى رجل سلبها كل شيء وداهمها بصفعة على الوجه عند انتهاء حاجته منها. دوت آثار الصفعة لإحمرار في وجهها وعينها ذرفت الدموع وحُرقة بدأت تأكل قفصها الصدري. علِمت أن الكلمات لن تفيد فأمرت بفراغ
أنت تقرأ
دمٌ فى غابة النازك
Humorسيرينا بليزتسكي... بشرية أقحمت ذاتها في مغامرة محفوفة بالمخاطر مع مصاصي دماء خمس وحدها فى الغابة. الأول هو طوق نجاة أحد الخمسة الثاني ماضيه سبب حدث تلك البعثة الثالث يُراد التخلص منه فأُرسِل عنوة ده ظظ الرابع رأى الظلم بأم عينيه للبيع من ن الخامس ح...