فضاء النفس

17 0 0
                                    

في هذا السقيع وبين هذه الأمطار الغزيرة أبى لوكاس والحراك. لقد أدت تلك الأمطار مع كثافة الشجر إلى تكون طين في الأرض فتحولت إلى أرض زلقة مما كان خطير، مع رؤية غير واضحة بسبب ضعف النور والضباب المُنتشر في الهواء. بات إقناعه بالإنضمام لهما مستحيل.

'هل أنا مُختل عقليا برغبات إنتحارية مثلكما!' هكذا قال وهكذا أتخذ كلاهما طريق منفصل عنه بعد التأكد من رفعه لخيمته وتعليم الأرض المحيطة به بالرائحة حتى يعودا لها. هذا الحدث كان منذ ربع ساعة وقد ابتعدا بسرعتهما كثيرًا. لايتو يتقدم الآخر

"لابد من وجود نقطة وسط لهذه الجزيرة"

"كل الأشجار متشابهة حتى الآن!" رد عليه فرنسوا. لقد صدق فلا شيء مميز أو مختلف عن ما قبله في تلك المسافة الطويلة. هذا اثار لديهما شكوك أنهما علقا في متاهة، أو يدورون في قطر واحد منذ فترة. هذا الشك مع جملة فرنسوا المؤكدة جعلت لايتو يقف مكانه فتبعه رودي الشعر بفضول.

"لنضع علامة مميزة." أقترب لايتو من إحدى الأشجار وقام بأنيابه بالكز على اللحم في كفه حتى نزف. مسح القطرات على الشجرة ثم أشار لفرنسوا وأنطلقا ثانية. مرت فترة مشابهة للتي قبلها ولا ظهور لتلك الشجرة المُعلمة فاطمئنا وأكملا ركض.

"لايتو" همهم لايتو للرد "ماذا تعرف عن فِلوس؟"

توقف لايتو مكانه واستدار يواجه ذلك الفرنسي لفترة وقد بدى عليه شيء من الإنزعاج.

"ما بال هوسك بهم؟"

"لقد سلبوني كل شيء. حتى المرأة التي أحببت." تصنع لايتو الشفقة على ذلك المغتاظ والغاضب فكانت قبضتاه مغلولة وكيف كز على أسنانه كان دليل على شدة ألمه.

"يا للأسف. كم حالتك صعبة." أوسع بسمته الصفراء وعرض عرضه بكل سخاء "هل تحتاج نصيحة في البحث عن غيرها؟"

"أيا-" قاطعه لايتو بحزم.

"إن لم يكن هذا فما عندي ما أقوله لكَ. فأنا لا أعرف الكثير شخصيًا."

"أي مما تعرف سوف يكون مفيد."
.
.
"إياك يا تاراوي!" عزلت بين خطيبها وبين ذلك الجار. كلب الجار أخذ ينبح على تاراوي الذي مَثَل تهديد صريح بقبضته المثبتة في الهواء بسبب يد سيرافين التي حاوطت رسغه. جحظ بها تاراوي غضبًا وهي كررت بحزم أشد "لن أسمح لكَ بأذيته لأنه لم يُخطيء"

ظلا على وضعهما لثواني والجار قد شعر بتوتر من الموقف لذا تراجع ساحب معه غصب كلبه عائدين لغرفته. هذا خير ما استطاع فعله وما كان بيده حيلة سوى الاستماع للعراك التالي. رغم ما مرا به سابقًا هذا لم يقارن بما سوف تشهد تلك الجدران الآن.

"تدافعين عنه؟" أصدر تنهيدة ساخرة "يالكِ من ماكرة."

"مكر؟ أي مكر؟!" أشارت نحو باب غرفة الشاب وأجابت "لقد نسيت مفتاح البيت في المدرسة فآواني الجار لليلة واحدة."

دمٌ فى غابة النازكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن