اليوم الأول

110 7 37
                                    

"أنتِ بشرية!" ما نطق به لوكاس كان بذرة بين ما يجول في خاطرك كل الحضور وربما كان عقل فرنسوا الأهدأ لتلقيه تلك الصدمة قبل.

"و ماذا قد أكون غير بشرية؟" استنكرت سيرينا و عقلها شعر بالخلل في الجملة فقام بوضعها تحت سياقين لا ثالث لهما، إما أن يكون مختل عقليًا إما هي مزحة سخيفة يبدأ بها رحلتهم. لقد انصبت النظرات نحو لايتو الذي لم شعر بغباءه لعدم تفقد ورقة الاسماء من قبل؛ بالتالي أخرجها اسم بطلتنا وبجانبه ملحوظة بكونها بشرية. أشار إلى الكرسي

"تفضلي يا سيرينا"

"تتفضل أين؟!"

"تتفضل فى السيارة يا أحمق" وغز ديڤيد لوكاس رغم صدمته الخاصة، لكنه تدراك أمر لايتو و لم يرى الحل الأنسب في مخالفة الأمير. نظر له لوكاس بإنزعاج لا يفهم سبب عنفه لكنه ارتمى على الكرسي متذمرا حتى في صمته. قطع فرنسوا حبل أفكار سيرينا الضال بخروجه نحو المقطورة حيث وضع حقيبتها مع اشباهها. قعدت سيرينا في المقعد الفارغ الوحيد و المواجه لهم جميعا حتى حضر فرنسوا ليشغل المِقعد المجاور لها.

"لحظة نحن الستة فقط؟" أندهشت مع حركة الحافلة

"ماذا هل أنتِ خائفة؟" سأل ناجازاكي بخبث مُستغِل ما تغفل هي. لعل أنه بسبب ما تغفل لم تفهم سبب تعبيره الخبيث، فلماذا قد تخاف فتاة من وجودها من خمسة ذكور سوف يحمونها. حتى تداركت مشكلة كونها الأنثى الوحيدة بين خمسة ذكور!

"أوه لا شئ فقط... فقط أتأكد" نظرت للايتو "إذًا هلا تعرفنا؟"

"حين نصل" قطع لايتو أي سبيل للنقاش بإشاحة وجهه والتأكد من حجز السفينة التي ستُقلهم إلى شاطئ الجزيرة الملتصقة بعدد جزر أخرى سكنية. رمشت الفتاة عدة مرات فلماذا هو حاد؟ لكن فرنسوا ابتسم وقرر الرأفة بها فمال عليها وبدأ يهمس في أذنها اسم و جنسية و مدرسة الجميع، و قد تعمّد الهمس حتى يسمع الباقي قوله مُستَغِل جهلها بقدراتهم مما طمئنها.

.
.
جاءه إذن من صاحب المكتب بالدخول، فدلف للغرفة لينظر لسيده الجالس يتابع بعض الأوراق. لم يبالي سيده برفع نظره بما أنه تعّرف على طاقته قبل حتى دخوله المكتب ولذلك بدأ بالحديث دون أي مقدمات.

"أخبرني أنك أنهيت التصارع على الحدود بين مصاصي دماء الجنوب و مستذئبينه" اتجه المعنى للثلاجة الخاصة بالمكتب و أخرج منها كيس دماء و صبه فى كأسين مع سؤال سيده، لكنه لم يجيب فعلاً حتى جلس عند مكتب سيده واضع كل كأس مكانه.

"نعم لقد أعطيت كل من الطرفين ما يرضيه تاركًا خلفي بين الأسرة أحد عملائنا لمتابعة تحركاتهم و حفاظهم على الحدود التى باتت ضفتي النهر"

"أحسنت ڤيكتور" رفع أخيراً نظره عن ورقه ليرتشف من الكأس. تفحص ڤيكتور ثم أعتلاه الفضول سائلًا مع خلع نظارته "ماذا بك؟"

دمٌ فى غابة النازكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن