ما أحدثته ليولولا ٢

6 0 0
                                    

هناك نقاش مصيري كان يدور بين الخال وأبن أخته، ورغم جديته كان هناك راحة بينهما لا تعمل في وجود الأذن المتجسسة.

"وبما أننا أنهينا كل ما يخص هؤلاء الفتية... أخبرني ما يجول بخاطرك منذ الصباح" نظر له ليو وردة فعله مندهشة فقهقه الخال بخفه قبل ضرب كتف الصغير بمزاح هُز جسد الأصغر بسببه "لا تنظر لي هكذا... عينك تخبرني أنك تنتظر فرصة للتحدث معي على إنفراد. هيا قل ما عندك"

"أريد الزواج من سيرينا" باحَ بما به بعد فترة صمت مترددة، وكان التردد في ذبذبة صوته وعينه التي لم تقابل خاله. أنصدم بولارو فتراجعت بسمته تدريجيا إلى أن استنبط جدية اليافع. أسند ظهره على ظهر الكرسي وأمعن التفكير قبل النطق

"أخشى أنه يجب عليّ الرفض" لم يعطِ ليو ردة فعل

"عَرِفتُ" نظر في عين خاله الذي لم يندهش للحظة ببديهية ليو في توقع ردوده. لكن بولارو لم يكن مُستعد للسؤال القادم "لِمَ وهي منا؟"

"ليست مِنا" أحتدت ملامحه وهو يدقق في قول ابن أخته "هي فقط تحمل قدرات قبيلتنا مما يوحي أن أحد والداها منا، لكنها تجهل أخلاقيتنا، وأصولنا، و-"

"خطأ" لم يفهم بولارو نهي ليو القاطع. ابتسم ليو برفع كتف واحد في محاولة لتبسيط النقاش "لقد طردتَ الخمسة وتُرِكَت هي لتحيا معنا. سوف تتعلم وتصبح منا"

"وكم من الوقت - في رأيك - سوف يستغرقها أن تكون فعلا واحدة مننا"

"عام على الأقل، وبالزواج تَقصُر المُدة. إلا إذا..." ابتسم لخاله بحاجب مرفوع "لم يكن هذا سيبك الوحيد"

"وهو كذلك" أنزل الرجل رأسه بتنهيدة طويلة. كيف يكون كتاب مفتوح دائمًا أمام ليو؟ "نحن لا نعرف أي چينات أوصلت لها هبتنا"

"زوجتك تكون أبنه عمتك" أغمض بولارو عينه ببسمة إرهاق من ذلك الذكي الذي لا يكف عن صفعه بالوقائع منذ بداية هذا النقاش. "وهي لا يُمكن أن تكون أختي لوجود لها أخت بنفس عمري"

"هل أنت متأكد؟" أومأ له ليو مبرر ثقته

"أرتني صورة لها... إنهما شديدتا التشابه" أومأ الرجل بعد فترة من الصمت. لكنه ورغم موافقته التالية، لقد أفسد كل شئ بزرع فضول - أراد دائما تجنبه - بداخل ليو.

"لكَ ما تريد إذًا"
.
.
.
أزاحت شعرها عن عينها... تثائبت بصوت قبل التحرك بخطوات خاملة إلى الحمام، بالطبع فتحت الباب بروية حتى لا توقظ النائم على الأريكة. سوف تنتقل اليوم للطابق العلوي حيث ستكون شقتها الخاصة. لقد مر يومان على تسميتها بسيرينا تليو، وكان ليو ونس لها في كل خطوة من زيارة الحيوانات وحتى التدرب مع ليولولا.

لكن اليوم، كل شئ سوف ينقلب رأس على عقب للأختين.
.
.
عبر باب المطعم وقد تأكد من تأخره ما لا يقل عن نصف ساعة على حمراء الشعر. إنها الإبنه الأصغر بين أبناء آل يوشيدا فكانت الأنوثة تطغى على أي صفة أخرى، رغم روحها المُغامرة المنطلقة التي عُرفِت بها بين أقرانها. تلك الروح لم تمنعها من الابتسام بتوسع عند ظهور طلته، حتى بوجهه العبس.

دمٌ فى غابة النازكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن