"تريدين معرفة حقيقتنا؟ لا تلومي سوى نفسك إذًا" نبرته أثارت فيها بعض القلق، وحركته أثارت فيها توتر فأخذت تتراجع إلى أن ارتطم ظهرها بشجرة. نظرت للشجرة بتلقائية ثم للايتو فلم يحتج هو سوى رمشة منها حتى تجد يداها مُعلقة بين كفه الأيسر والأيمن أخذ طريقه نحو رقبتها.
"لايتو ابتعد عني!" صرخت فيه لكن لا حياة. لمن تنادي أو ستنادي عليه "فرنسوا... لوكاس... أي أحد أنجدون-"
لم تُكمل ولم يحتج أي منهم لتفسير، فقد داعبت رائحة دمائها أنفهم. أغمض فرنسوا عينه بقوة وهو يشعر بألمها وما بيده حيلة لينقذها. هي كانت تُدمع من الحريق الذي في عنقها، وعقلها تجمد فتجمدت حركتها معه وظلت مُعلقة بين يده. أخرج نابه ونظر في عينها التي تعتصر الدموع وأقترب من أذنها ليهمس
"هذه حقيقتنا... نحن مصاصي دماء" أنزل ذراع لها وغرز نابه بالقرب من رسغها. حتى خرت فاقدة للوعي.
حظى لايتو بشرف العضة الأولى والعلامة الأولى، لكنه في الواقع -و ما لا يعرفه أي منهم- أنه حظى على شئ أكبر من فقط دماء أو علامة وهو...
.
.
رمشت عدة مرات حتى تمحي الرؤية الضبابية. نور الشمس كان خافت دليل على اقتراب الغروب، مما ادهشها، هل ظلت نائمة كل هذا الوقت؟ حاولت تذكر سبب تواجدها هنا في هذا الوقت من اليوم، فلم يحضرها سوى الطيور الآكلة للحوم وحادثتها، ثم راودها ما فعل لايتو فضحكت."يا له من حلم غبي" بدأت تستعد للوقوف "عليَّ التوقف عن قراءة تلك القصص"
أصابها دوار سريع الاختفاء. خرجت من الخيمة لتجد فرنسوا جالس على جذع شجرة وباقي الخيام تحيطه. نظر لها وابتسم بسمة باهتة بها مشاعر صعُبَ على الصغيرة تفسيرها. انضمت له بسؤال
"أين الباقي؟"
"اتجهوا للاستكشاف" همهمت بفهم. كان يراقبها بحرص مُنتظر أي ردة فعل تنفي مخاوفه. لكنها أكدتهم بإندفاعها التالي في تحريك جسدها لمواجهته وبكل برائة
"دعني أقص عليكَ حلم غريب، لترى كم أن خيالي واسع"
ظل صامت يستمع وقلبه ينقبض مع إكمالها. ملامحه تزداد إنكماشًا مع استرجاع عراكه مع لايتو عندما رأى تلك المسكينة في يده فاقدة للوعي. كلماتها لم يجد لها رد. ظل كالصنم عينه لا تتحرك عن اوراق الشجر الميتة على الأرض، وعقله يحاول إدراك كيف فسره عقلها كحلم!
"سيرينا...." بدأ بحذر وعينه لا تنزل عن عينها "هذا لم يكن حلم بل واقع"
"لا تقنعني بالخرافات يا فرنسوا" قابلت عينه ليتهجم وجهها بسبب وجهه المكسو بالجد. كلماته التالية بدأت تعزل مرحها
"نحن لسنا بخيال يا سيرينا بل نعيش معكم في الخفاء. أغلب من كتبوا تلك القصص كانوا مصاصي دماء أو متعلقين بهم" لم تُبدي ردة فعل ومع رؤية بسمته تتعاود قرر حسم الأمر بسحب رسغها فجأة ونظر نحو الجرح "إذا كان حلم، كيف أتتك هذه؟"
أنت تقرأ
دمٌ فى غابة النازك
Humorسيرينا بليزتسكي... بشرية أقحمت ذاتها في مغامرة محفوفة بالمخاطر مع مصاصي دماء خمس وحدها فى الغابة. الأول هو طوق نجاة أحد الخمسة الثاني ماضيه سبب حدث تلك البعثة الثالث يُراد التخلص منه فأُرسِل عنوة ده ظظ الرابع رأى الظلم بأم عينيه للبيع من ن الخامس ح...