في طريقي للجحيم

131 7 19
                                    

"أُريد مقابلة المدير" نظر لها الشاب الذي يتولى أمور شئون الطلبة وهو مذهول بكونها هنا بل وتطلب مقابلة المدير مما يوحي بوجود مُشكلة، والمشاكل مع تلك الفتاة بالذات تعني كوارث لكل من بتلك المدرسة..

"و ماذا هناك يا سيرينا؟"

"لا شئ فقط أريد تقديم متطلبات المشاركة في البعثة" أجابت ببسمة هادئةمع إرتفاع التوتر غير المُفسر كعادته. نظر لها الشاب طويلاً يفكر ماليا حتى اومأ لها "تفضلى يا سيرينا" 

#بعد أسبوع

عادت لحيث تركت وقتها منذ أسبوع والقلق من الرفض يتصارع مع ثقتها في قبولها. وكالعادة كان يقف في سُترته الحمراء

"مساء الخير يا سيرينا" انحنت احتراما له فهذه عادات التحية فى اليابان موطنها.

"مساء النور... أريد معرفة إن قُبلت في البعثة" أصطحبها لمكتبه الملاصق لمكتب المدير قبل فتحه للدرج الأول ثم أخرج الملف الذي به أسمها. وضعه أعلى المكتب وفتحه على الصفحة الأولى حيث وجِد ختم (مقبول) ومع الملف ملف آخر به كل المعلومات عن البعثة لذلك اصطنع بسمة  

"مبارك عليكي يا سيرينا" برقت عين الفتاة وجهودها من تخطيط لكل تفصيلة في الأسبوع الماضي بداية من كذبتها على أختها وصولا إلى ما ترتدي يوم تجدها هادفة. سحبت الملف وبسعادة غامرة انحنت سريعًا لتتبعها بهرولة للخارج

"شكراً لك يا أندرو" أخذت تقفز في طرقات المدرسة  وتدندن كالأطفال جاذبة انتباه الكثيرين من الطلبة فمنهم من نظر لها بتعجب و منهم من نظر لها بتقذذ فالجميع هنا عدو لها و حُرِمَ عليهم الأقتراب منها بسبب شخص واحد لم تتخيل أبداً أنه السبب.

بينما خارج مكتب أندرو كانت متكأة على الحائط المجاور للباب ببسمة شيطانية بارزة. خرجت سيرينا من جانبها و لم تلحظها أو تلحظ عينها التى أخذت تراقبها بشئ من الانزعاج و إشمئزاز فكيف لها أن تكون فى مثل هذا العمر و بهذه السذاجة؟! دخلت المكتب بعد اختفاء المبتهجة من الرواق حتى تقابل نظرته غير المبالية

"أوه لا تنظر لي بهذا الجفاء. أنت من وافقت منذ البداية" اتجهت و جلست على المكتب حتى تُكمل "ثم دعني أذكرك بما سوف نجني مما نفعل" رفع نظره لها مع أحد حاجبيه ثم أخرج تنهيدة ساخرة و هو يعيد بصره للورق

"لن نجني سوى الخراب" أمسك ورقة و قام بالضغط عليها بيديه فأصبحت كالعجين قبل أن يلقي بها فى سلة المهملات "من المُفضل أخروجكِ  قبل حضور أحدهم"

"حسنا... لكن  أندرو، أنا لست العدو هنا"
.
.
بعد انتهاء اليوم الدراسي عاد الكل لمنزله عدى أن سيرافين اتجهت لإحدى صديقاتها طالبة شرح لدرس تغيبت عنه مع وعد سيرينا بالعودة في صباح الغد الباكر ظنّا منها أن الصغيرة حزنت لتركها وحدها.  إلا أن سيرينا لم تضيع دقيقة ثمينة فى دراستها بل في وضع اللمسات الأخيرة على خطتها متجاهلة نداء ضميرها المتكرر، مُبررة موقفها بكونها فرصة لن تكرر أبداً لأخذ حريتها واستقلاليتها

دمٌ فى غابة النازكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن