حياتها على المحك

52 3 21
                                    

ابتلعت أخر قطرات مياه في القنينة البلاستيكية. إنه الصباح الباكر وقد أستيقذت من أحلام غريبة تراودها، فهي ليست شخص صباحي غالبًا. تركت خيمتها فارغة وجلست بالقرب من رماد النيران.

"أليس من المفترض أنهم لا ينامون؟" همسات بضجر لم يرحم العُشب. كانت حائرة بين الخلود للنوم ثانية أم الصبر حتى ينضم لها أحدهم

"نحن لا ننام فعلا" أنفزعت من صوته وهيكله الذي ظهر على يمينها من العدم، وفي يده بسكويت. "لكننا نريح أجسادنا."

"لا تظهر هكذا فجأة، سوف توقف قلبي!" ردة فعلها كانت عنيفة بضربة على كتفه، لكن من يلومها وهو سيد فزع البشر؟

"أنا أفعل ما أريد وقتما أريد" بسمته المريبة دفعتها للمزاح بتحذير بسيط وإصبع السبابة مرفوع تجاهه.

"أنت حُر ما لم تضر. إنها مقولة شهيرة، أبحث عنها" أمسك سبابتها وقرّب رأسه قليلًا منها.

"لا تُملي علي ما أفعل" لعق أصبعها فأربكها. فتحت فمها مرتان في محاولة يائسة للرد عليه، لكن الكلمات علقت في حلقها. ترك يدها بعدما تمتع بمظهرها ذاك. لكنها فتاة لم تتعلم ابتلاع ريقها بعد موقف كهذا، لذا تصنعت القوة بالوقوف.

"أنا أحذرك من تكرار هذه الحركة" عصفت نحو خيمتها لتهوي. هو تركها ترحل بقصد الاستمتاع بمراقبتها، من قال أن يوي هي الوحيدة التي ترفع من شهوته؟ قاطع شروده ظهور ناجازاكي إلى جانبه ليعكر مزاجه

"هل الأمير يكون مشاعر؟" نظر له لايتو بطرف عينه

"ماذا تريد يا ناجازاكى؟" ابتسم بسمة صفراء وقد سدد هدف

"فقط أريد تذكيرك أن دمائها ملكنا جميعًا" ترك خلفه لايتو وعاد لخيمته. أميرنا كان يبغض ذلك الواقع المرير، وكان يتساءل عن سبب تعلقه بها هكذا وفي فترة وجيزة

خيمة المعنية كانت تشهد اندماجها في تدوين يومياتها. لقد خالت شهر في غابة سهلًا، لكن مع خمسة مصاصي دماء ومن دون إحراز أي تقدم ملموس في أسبوع... بدأت تفقد الأمل و تحن لبيتها. كذلك لم تنسى ذكر الصوت الذي ينادي بأسمها كلما نامت، وإن صحت عليه وجدت سراب.
.
.
وضعت آخر لمسات من المسكرا
ربط ربطة عنقه التي تتماشى مع لون فستانها
وضعت عطرها
وقف خلفها في يده عُلبة الحُلي مفتوحة. استدارت بكرسيها فالمرآة لم تعكس المحتوى، وكان المحتوى قرط وعقد من الذهب المرصع. أخذت عنه العُلبة بإشارة للموافقة. أخذ العقد وألبسها إياه، فأخذت وقتها في تأمل تلك القطعة المتوارثة في عائلته. ألبست ذاتها القرط قبل النظر له

"مستعدة؟" وقفت. نظرت لذاتها في المرآة من الأعلى للأسفل عدد من المرات. حاوط خصرها وبهدوء 

"أنتِ غاية الجمال ولا ينقصكِ شيء" اطمأن قلبها من جملته تلك. وقفت حتى تنظر في عينه وتلتمس فيه السند

دمٌ فى غابة النازكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن