لم تجد ما ترد به سحر على كلام منار رغم أن لسانها مشحون بعبارات رفض وشجب..ساخطة كارهة لهذا الموقف..لكن بنفس الوقت هي محقة..ما ذنبها أو ذنب البقية في موضوع لا يخص غيرها هي.. ضاعت في خضم افكارها حتى سمعتها..: سحر القرار لك أنت حرة فيما ستفعلين..لكن حبي لعائلتي حتم علي وضعك في صورة ما يحدث.. انهت كلامها وغادرت تاركة سحر تضيع في هياغب الحيرة والخوف.. جاءها ما كانت منه تحيد ولا مهرب منه الآن.. عليها المواجهة..الفلاشة من حقها وليست من حق الأكاديمية ولا من حق يمان...هي الوحيدة التي يجب أن تقرر مصيرها..فهي تركة والدها القاضي الموقر فاروق أوغلو...💀
تسلل القلق والخوف إلى ثنايا قلبها لكن ليس ككل مرة ..هذه المرة وطأتهما أشد.. عادت ادراجها بخطوات بطيئة كأنها تجرّ خلفها اوزارا ثقيلة.. تنظر أمامها بعينين فارغتين.. تعكسان الضياع الذي تشعر به.. حتى سمعت اصواتا منبعثة من زاوية أحد الممرات.. أصوات ضحكات مارسيلا ووشوشات لوكاس يحاول عبثا اسكاتها.."Maldita Marcela, baja la voz. ellos nos escucharan" اللعنة مارسيلا، إخفضي صوتك..سوف يسمعوننا...كانا كعصفوري كناري يتغزلان ببعضهما ويشاكسان بعضهما.. وجدت سحر نفسها تبتسم لمنظرهما وهما يسرقان لحظات شقاوة وسعادة بين جدران هذا القصر الكئيب.. يقبلان بعض بشغف ليهمس لها في اذنها بشيء غير مسموع فثارت مارسيلا كالمجانين..: "نعم!.... نتزوج حالا؟!!...سأكون أكبر غبية إن لم أقم حفل خطوبة ثم حفل زفاف ضخم وعلى أقل من مهلي أنا لست مستعجلة.. انتظرتك لسنوات ولن يضرني الإنتظار لأشهر أخرى..ليرد عليها..: ولماذا كل هذه التعقيدات.. ألا تريدين أن تكوني معي..دعينا لا نضيع الوقت..انظري ليمان وسحر اعلانا علاقتهما وتزوجا بعد اسبوع واحد..فقالت باستخفاف..: تتكلم على أساس أن سحر لم تكن تريد خطوبة ولا وقتا كافيا لتفرح بنفسها ككل الفتيات...لقد اخذها يمان على حين غرة ولم يمهلها أبداً... المسكينة كانت ترزح تحت ضغط التحضيرات دون اي استمتاع بالتفاصيل.. كأنها هدية غُلفت وزُينت على عجل لتقدم للزعيم وليست انسانة ذات مشاعر.. والحمد لله أنت لست الزعيم حتى لو حاولت أن تقلده.. فأنا لست سحر يا حبيبي..سوف نقيم حفل الخطوبة يعني سنقيمه... قالت ذلك وهي تربت على خده بلهجة آمرة ليبدي لوكاس استسلاما واضحة وهو يتنهد..
تراجعت سحر واكملت طريقها وفي عينيها فيض من الدموع لم تتوقع أن الجميع ينظر إليها على أنها من املاك الزعيم يحركها كيف شاء كدمية.. اللعنة كلام منار والان حديث مارسيلا ولوكاس..هذا حقاً كثير..
تمالكت اعصابها وهدأت قليلاً ثم اتجهت رأسا إلى مكتب زوجها في نفس الطابق لتطرق الباب ودون أن تنتظر إذنه.. دخلت وهي تعلم أن الأمر لن يعجبه بتاتا.. فليكن هي أيضًا لا تعجبها أمور كثيرة...
وعوض أن تفتح فمها لقول شيء ما.. فتحته من الصدمة حين رأت باولا تقف أمام مكتب الزعيم بانكسار وذل وحالتها مريعة شعرها الذهبي الطويل قد اختفى وحل محله شعر باهت..قصير ومتضرر كأنه قُطّع بآلة حادة.. وجهها شاحب وعليه كدمات زرقاء من اثر الضرب..الذي جعل قلبها ينتفض رعبا.. يدها المجبّسة التي ذكّرتها بأن الزعيم كاد يقطع يدها لولا تدخل أراس..
أنت تقرأ
the hell of your eyes (مكتملة)
Fanfictionترجلت عن سيارتها باتجاه باب المنزل فأثار وجود رجال ببدلات سوداء حفيظتها... أحست أن أمرا غريبا يحدث في الداخل.. لم تكن تلتفت أمامها وهي تتجه ناحية الباب حتى اصطدمت بجسد أشبه بحائط اسمنتي من شدة صلابته وطوله..يا إلهي كم بدت ضئيلة الحجم أمامه....كان يم...