2- القــــرار

8.5K 271 33
                                    

وقف أمام الواجهة الزجاجية لمكتبه الفاخر يشاهد اسطنبول على ارتفاع شاهق في برج السفير وسط المدينة في صمت تام مستغرقا في افكاره الغزيرة وهو يدخن سجارته...

رجل رغم مظهره البارد والجامد لا تتوقف رحى الأفكار عن الدوران في ذهنه كالحرب الطاحنة... وها هي جريمة قتل القاضي زادت من دوران الرحى.. من فعل ذلك؟ ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟ خاصة أنه قد اتصل به ليلة أمس ليخبره أنه سيسلم قضية يلتشن لقاض آخر ولن يتدخل فيها بعد الآن...من قتل القاضي أراد توريطه في شيء لعين...

انتشله طرق على الباب من دوامة الافكار تلك.. ليأذن للطارق بالدخول

"ادخل"

إنهما نديم ولوكاس متنافران يرمق كل منهما الاخر ببرود فبعد أن كشف نديم أمر اخبار لوكاس لسارة بموعد وصول الزعيم وفضحه...لم يغفر هذا الأخير لنديم ذلك.. فكانا يتناقران كالديكة قبل دخولهما للمكتب...

قال يمان موجها كلامه لنديم وهو متجه لمقعده خلف المكتب...

"Qué hay de nuevo?"(ما الأخبار؟)

وضع نديم ملف التحريات الأولية للشرطة على مكتبه..

"الشرطة توجهت لعين المكان وباشرت تحقيقاتها وتم نقل الرأس للمشرحة لكن باقي الجثة لم تظهر بعد... أما ابنته فقد تعرضت لانهيار عصبي ونقلوها إلى المستشفى...حتى الآن لم تُوجه أصابع الاتهام لأحد أو جهة ما... هناك غموض تام...لكننا على إطلاع بكل المستجدات أول بأول..."

وهو يطفئ عُقب سجارته بهدوء تام

"Y tú, Lucas?" (وأنت يا لوكاس)

رد لوكاس وهو يهز رأسه...

"حتى الآن.. nada..(لا شيء) لم نعرف من وراء ذلك.. مع أن الاوغاد يفتخرون بقتل القضاة لكن لا أحد من العصابات التي نعرفها قد أعلنت عن مسؤوليتها...الكل ينكر صلته بالحادث"

...أكمل بسخرية...

"ذلك القاضي لديه أعداء كثر.. لقد زج بعشرات المهربين والمجرمين في السجن... مصرعه كان متوقعا على أية حال..."

قال الزعيم وهو يتفحص التقرير باهتمام...

"مع ذلك ابقى وراء الموضوع... أريد أن أعرف من فعلها.. ولماذا بالتحديد في هذا التوقيت؟..لا شيء متروك للصدفة في عالمنا... وانت يا نديم اعرف من القاضي الجديد الذي سيتولى قضية أخي لقد ضقت ذرعا بهذا الهراء كله.. me pone furiosa perder mucho tiempo en nada (يغضبني ضياع كل هذا الوقت في لا شيء)

نديم متفهما.." حاضر أيها الزعيم.. أعدك لن يطول هذا أكثر..."

*******************************

فتحت عينيها بتثاقل وتعب لتحدق في مصباح الغرفة المضاء... رائحة المكان وبرودته جعلتها تشعر بالغرابة.. كانت لا تزال تحت تأثير المهدئ... وشيئا فشيئا بدأ ألم غريب يسري في جسدها كأنه يوقظ عقلها المخدر ليذكره بما حدث ولِما هي هنا...

the hell of your eyes  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن