في المساء صعدت إيلا لغرفة سحر لتناديها على العشاء فأجابتها سحر بالرفض كونها تناولت العشاء خارجا وأنها متعبة تريد النوم..كانت جالسة على كرسي أمام النافذة منكفئة على نفسها وقد تورمت عيونها واحمرت من البكاء...هذا ما فعلته منذ خروجها من المركز إلى هذه اللحظة..البكاء..كانت تضع ذقنها على ركبتيها وتطل على ذلك الوشم التابث في مكانه بأرقامه وحروفه اللاثينية..يذكرها بذلك اليوم المشؤوم..بتلك الطلقة..ذلك السجن المخملي وذلك الرجل القاسي.. وأخيراً صار يذكرها بجبنها وتراجعها في اللحظة الأخيرة عن إزالته..لماذا عجزت عن إزالته؟..لماذا يحتل تفكيرها لدرجة أنها لا تستطيع اخراجه من عقلها؟...ولا تستطيع محو ذلك المشهد مع تلك المرأة وهي ترزح تحته وتئن طلبا للمزيد وتأبى التوقف.. بهار كاليجالي عضوة بالمجلس العلمي هذا ما كان مكتوبا على باب مكتبها...كيف لشخصية مثلها أن تكون لعبة بيده؟ أي سطوة لهذا الرجل على النساء..حتى نظرته المصوبة تجاهها كأنها رصاصة قد اخترقت قلبها لا تستطيع نسيانها...تنهدت بألم ونهضت عن الكرسي تجر قدميها إلى السرير فتهوي عليه بتعب تنشد النوم..يجب أن تنام حتى يتوقف عقلها عن العمل لساعات وإلا سوف تُجن..كلما شعرت أنها محاصرة بأفكارها تهرب للنوم كحل ملائم.. بما أنها تكره الاعتراف حتى لنفسها بأنها تحب يمان كريملي..وأن النار التي استعرت في قلبها كانت نار الغيرة..
هي تعرف جيداً أنه صار من الماضي ولم يعد له وجود في حياتها.. لذلك تلوم نفسها لأنها إنساقت وراء فضولها وتصرفت بطيش مجددا.. والآن هي قد نالت عقابا قاسيا تتجرع مرارته في صمت مميت لا أحد يشعر بألمها ومعاناتها مع تضارب الأفكار والمشاعر...هل تحبه أم تكرهه؟ هل تريد نسيانه أم الاحتفاظ بذكراه في قلبها؟...هي حقا لا تدري..💔في صباح اليوم الموالي كانت تتناول افطارها مع عمها وإيلا ولحسن الحظ أن كرم لم يكن موجودا لانشغاله في عمله...فوجوده لا يريح سحر لأنها لا تستطيع مبادلته نفس المشاعر التي يكنها لها.. أصلا وجودها معهم يجعلها لا تتصرف على سجيتها وهذا يزعجها كثيراً..فأبلغت عمها عن رغبتها في العودة إلى بيتها للمرة الألف..دون أن يشكل رده فارقا بالنسبة لها فهي مصرة على ذلك وعثمان يدرك أن لا مفرّ من الموافقة هذه المرة عكس المرات السابقة...شعرت سحر بارتياح كبير لقبول عمها أخيراً..ليتحول ارتياحها لغبطة كبيرة بعد أن تلقت مكالمة من محل بيع الزهور يُِعلمونها بقبولها في العمل وأنهم ينتظرونها غدا..قالت إيلا باستغراب.."هل حقاً ستعملين بائعة زهور؟.. أنت لست بحاجة لهكذا عمل.."..لترد سحر بابتسامة عريضة.."من الناحية المادية..لا.. لكن من الناحية النفسية أنا بحاجة للعمل وفي أي مجال.. المهم أن أملأ وقتي وأندمج بين الناس..كما أن مجال الورود محبب إلى قلبي ولن أتعامل إلاّ مع العشاق والمحبين والمخلصين ذوي القلوب النقية والاحاسيس المرهفة.. يكفي ما رأيته في الفترة الأخيرة من غلاظ الطباع وقساة القلوب"..
"حظا موفقا يا ابنتي المهم أن تكوني مرتاحة في ذلك العمل" لتلتفت سحر إلى عمها بامتنان وحب.."شكراً عمي العزيز"....
أنت تقرأ
the hell of your eyes (مكتملة)
Fanfictionترجلت عن سيارتها باتجاه باب المنزل فأثار وجود رجال ببدلات سوداء حفيظتها... أحست أن أمرا غريبا يحدث في الداخل.. لم تكن تلتفت أمامها وهي تتجه ناحية الباب حتى اصطدمت بجسد أشبه بحائط اسمنتي من شدة صلابته وطوله..يا إلهي كم بدت ضئيلة الحجم أمامه....كان يم...