#إشارة

5.9K 279 175
                                    

مرت دقائق قليلة لكنها كالدهر كادت فيه أعصاب الزعيم تنفلت ليتجه إلى غرفة الإنعاش وقبل أن يدفع الباب ويدخل خرج إليه الطبيب بملامح مصدومة ولسان مربوط.. لكن صوت جهاز قياس النبضات الصادر من الداخل أخبره بما عجز الطبيب المذعور عن النطق به خوفا على حياته... دفعه بساعده ليتقدم داخل غرفة الإنعاش حتى وقف على ملاك شاحب وبارد بلا روح وطنين تلك الآلة اللعينة يخترق آذانه كالهلاوس الجنونية...ماتت ماتت ماتت ماتت مات...ما...ت..ت.

لثوان ظل يحدق بها فاقدا الإحساس بالزمان والمكان.. فاقدا الإحساس بأطرافه.. حتى صعقه صوت الطبيب..: مع الأسف أيها الزعيم لقد قمنا بكل ما نستطيعه.. لكن إرادة الله هي الأقوى.. زوجتك انتقلت لدار البقاء ..تعازي الحارة لكم..
اظلامت عيناه بظلام مميت رأى فيه الطبيب وفريقه الطبي نهايتهم وكيف لا والرجل قد تلقى صدمة عمره في فقدان زوجته التي لم يمر شهر على زواجهما.. تراجع الطبيب للخلف والذعر قد منعه من الهرب كما فعل طاقمه.. في ثانية كان الزعيم يخطو نحوه بخطوات ثقيلة وفي الثانية الأخرى اطبق على رقبته جاعلا قدميه تتأرجح في الهواء بينما سقطت نظاراته الطبية.. فتح الطبيب فمه جاهدا لأخذ قليل من الأكسجين بلا فائدة لقد قطع عنه التنفس حتى زاغت عيناه وكاد يفقد الوعي حتى افلته ليقع أرضا بين قدميه.. تبا..رأى الموت بعينيه في هيأة يدين كالكماشات وعينيه يتطاير منهما الشرار..
طنين أذنيه وزغللة عينيه منعتاه من إدراك ما حوله.. فقط فتح فمه إلى أقصى حد ساحبا أكبر قدر من الهواء علّ رئتيه تستجيب لتضخ الأكسجين إلى أطرافه التي تيبست..

جلس الزعيم القرقصاء أمامه وأمسك ياقة مريوله بين يديه ليسحبه إليه..: كرر ما قلته لم أسمع جيداً.. في من تعزيني يا هذا؟.. بالكاد استطاع النطق قائلا بعد لحظات وهو ينهج..: حين احضرت السيدة كريملي.. كانت مؤشراتها الحيوية جد ضعيفة لقد كانت تحتضر أيها الزعيم.. أرجوك ارحمنا لقد فعلنا كل ما بوسعنا لإنعاش قلبها ولم نفلح..

كلامه نزل كالصاعقة على رأسه كان يتنفس بغضب ويزفر انفاسه الحارة كاللهيب..وهو يهز رأسه رافضا للأمر الواقع.. رفعه مرة واحدة وجره خلفه بكل قوة حتى رماه عند حافة السرير الذي ترقد فيه سحر بلا حراك ليخرج مسدسه من خصره ويصوبه إلى جمجمته..: حياتك الرخيصة مقابل حياتها.. اجعلها تستعيد وعيها.. كان كمجنون يهرطق أو سكران يهذي..: اجعلها تفتح عينيها وإلا فجرت جمجمتك اللعينة وألحقتك بها.. رفع الطبيب المسكين رأسه وغطى وجه سحر بيدين ترتعشان قائلا..: عندما تغادر الروح من الجسد لا تعود إليه في هذه الدنيا.. أنا آسف أيها الزعيم.. إن كنت تملك قتل النفس فلا تملك إحياءها مهما أردت ذلك.. لم يتأخر رد الزعيم ليضع المسدس على وضعية الإطلاق.. فأغمض الطبيب عينيه وهو يتمتم أدعية خفية.. لتنطلق الرصاصة محدثة دويا في المكان تلاه صراخ نديم..: لا تفعل ذلك هل جننت ؟!!..

أخطات الرصاصة هدفها..ليتنفس الطبيب الصعداء بعد رؤيته لنديم وهو يمسك يد يمان مانعا إياه من ارتكاب حماقة قتل أقدم طبيب للعائلة..بينما يقتاده لوكاس خارج غرفة الإنعاش ليسلمه للحراس حتى يتم التحقيق معه... كانت انستازيا تقف عند المدخل بجمود.. لا تصدق عيناها..

the hell of your eyes  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن