#هذا_أنا

7.8K 266 26
                                    


إلى أين تأخذني؟ امسك يدها بقوة كأنه يخاف أن يفقدها...رد بهدوء..:إلى إسبانيا مسقط رأس يمان..هناك ستقضين برفقته أسبوعا كما تمنيته وأكثر....❤️
ظلت تنظر إليه بصدمة..يتكلم بأريحية كأن شيئا لم يحصل وواثق بأنها لا زالت ترغب بمعرفة جانبه الآخر...أدخلت نفسها في عرين الأسد وهي مدركة للمخاطر.. ومستعدة للصمود حتى تنال قلبه..لجوؤه إليها في أزمته الأخيرة وعودته المبكرة من سفره.. غيرته..كل ذلك أعطاها ثقة كبيرة بأنها تستطيع صنع المعجزة.. وتكون أول امرأة تدكّ أسوار قلبه وتستولي على عرشه لتتربع عليه..لكن الثمن أغلى من أن تستطيع دفعه.. ولا تظن أنها تستطيع..في ظل ومضات حب باهتة من عينيه لا تسمن ولا تغني من جوع.. إن كان الحب المغلف بالقسوة والتعالي هو جائزتها التي ستفوز بها معه بعد الوصول إليه...فلا تريده أبدا..هي لن تضحي من أجل فتات يمنّ به عليها في لحظات شبقية عابرة على السرير..ويغذي الإگو الخاص به على حسابها.. هذا ليس حبا.. بل رغبة مميتة في التملك والسيطرة...
في خضم افكارها تذكرت قطتها التي كانت بين ذراعيها ثم اختفت..لتلتفت حولها مذعورة..: Snow.. أين قطتي snow؟..فرد وهو يعيد رأسه للخلف ومغمضا عينيه..: مسخك بين أيدي أمينة حتى عودتنا..لا داعي الذعر...أرادت أن تحتج عليه أو تصرخ في وجهه... أن تخبره كم تكره تصرفاته الأنانية ليضغط على يدها قائلا بنبرة محذرة..:لا داعي أن نتجادل فوق السحب أيضاً... أجّلي غضبك واحتجاجك وعتابك إلى وقت لاحق....أمامنا 3 ساعات للوصول استرخي قليلا..لتسأل باستنكار.. :وماذا عن عملي وعائلتي..ماذا سأقول لهم؟..كيف تتصرف من نفسك دون الرجوع لي..أنا لست لعبة بيدك تحركها كيف تشاء..ومن أخبرك أنني لازلت أهتم بمعرفة الجانب الآخر منك...ليقاطعها..: مشكلتك أنك تأخدين إتفاقنا على أنه لعبة وتريدين أن تخوضيها بطريقتك..لترضي غرورك فحسب..لكن السحر انقلب على الساحر يا صغيرتي..فلم تخلق بعد من تُركّعني..قلتي أنك تريدين أسبوعيا لعينا تتصرفين فيه على سجيتك وكما تشائين.. قبلت ذلك...طلبتي ألا ألمسك ووافقت شريطة ألا تستفزيني.. فلا تتراجعي الآن لأنني عاقبتك على اخلالك بالشرط..دخول الحمام ليس كخروجه..ألا تريدين معرفة حقيقتي اللعينة؟..ستعرفينها.. وبعدها إرحلي إن أردتي ولن أوقفك أبدا..فتح عينيه ونظر إليها..أقسم بأغلى ما أملك لن تري وجهي بعد هذا الأسبوع..نبرته المرتاحة وهو يقول عبارته الأخيرة كانت خنجرا آخر يُغرس في قلبها المريض بعشقه.. هزت رأسها بتفهم..: حسنا إنها مجرد أيام قليلة وستمضي..لأعود لحياتي وعائلتي...بابتسامة باهتة قال..:جيد.. استمتعي بها إذا...ثم أعاد رأسه للخلف مغمضا عينيه...
تحركت الطائره على مدرج المطار وارتفعت شيئًا فشيئا  لتكتفي هي بالصمت حابسة دموعها وغضبها.. لا فائدة من الكلام معه...فل تفعل ما يمليه عليها قلبها في آخر أسبوع معه...
وهي ترى اسطمبول تبتعد وتتوارى بين السحب.. تذكرت شيئًا لترمقه بنظرة جانبية..: جواز سفري..هو الغرض الذي أخذته من غرفتي..صحيح؟ ودون أن يغير وضعيته أو يفتح عينيه ابتسم كأنها ذكّرته بشيء مضحك..: لا...جواز سفرك اخدته في آخر مرة كنت عندك... لترفع حاجبيها من الدهشة..: أراك تترك اغراضك وتأخد آخرى كأن البيت ملك حضرتك..زفر بسخرية..: لو أردت لجعلته ملكي...لكن يكفيني أن صاحبته ملكي...تغاضت عن كلامه لتعود لطرح السؤال الملح في هذه اللحظة وهما فوق السحب..: ما الغرض الذي اخذته ولا أحاول البحث عنه؟.. ليرد بهدوء..: سأخبرك حين أرغب بذلك.. رؤية الفضول وهو يتآكلك يمنحني متعة لا أحب أن أفوتها على نفسي..
ليغمزها وهو يبتسم تلك الابتسامة الساحرة..ابتسامة الدوشين.. وهذا جعل قلبها يهوي بين قدميها.. لتناجي ربها أن يمنحها القوة والصمود أمام سحر غمّازاته...ابتلعت ريقها لتشيح عنها وتتكئ على مقعدها واضعة قناع النوم على عينيها..: لا توقظني حتى نصل...بسببك لم أنم ليلتين متتابعتين...

the hell of your eyes  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن