جاء صوت الزعيم من خلفهما وهو يدخل بوابة القصر..: لماذا عروسي الجميلة مستيقظة حتى هذا الوقت؟..هل تريد أن تفسد الهالات البشعة جمال وبريق زُمرّدتيَا يوم الزفاف..لتنفرج أسارير أراس دون أن ينطق بحرف مكتفيا بزفرة قوية أخرج بها كل ما عاشه اليوم من ضغط عصبي رهيب..بينما ارتمت سحر في أحضانه كطفلة صغيرة ناسية موضوع الفلاشة تماما..عانقته كأنه الحياة لمجرد أنه غاب عنها اليوم بطوله دون أن تعرف أين هو..دسّت أناملها الرقيقة بين خصلات شعره..الناعم داعب فروة رأسه وهي تعلم كل العلم أن حركتها هذه سيترجمها بلغته هو لا بلغتها هي ..لتبعد رأسها عن صدره بتساؤل..: وكيف يغمض للعروس جفن وهي لا تدري أين غاب عريسها طوال اليوم...وقبل أن يجيبها طرق سمعها وقع كعب عالي عند المدخل أتبعه صوت أفسد مزاجها كليا..: buenas noches novia.. Qué gusto verte de nuevo..felicitaciones
..(مساء الخير أيتها العروس..من الجيد أن أراك ثانية..تهانيَ لكِ...)
ظلت سحر متشبثة برقبة الزعيم وهي تكيل لباولا الشتائم في سرها..وبابتسامة صفراء تخفي بها انزعاجها من وجودها..: Bienvenida a Turquía, señorita Paula..تمالك الزعيم نفسه من الضحك على لكنة سحر وهي تحاول مجارة باولا بالاسبانية.. لكنه أحب ذلك من أعماق قلبه..وأحب الغيرة المتجسدة في نظرتها ونبرة صوتها وتشبثها به كأنها تخبر باولا أنه ملكها وحدها.. اكتفى بالصمت وهو يستمع لحوار الفتاتين...لتعقب باولا قائلة بابتسامة شماتة..: He estado aquí por 6 meses..نظرت سحر بعدم فهم لتعيد باولا التكلم باللغة التي تفهمها..: أنا هنا منذ 6 أشهر..ويسعدني أن أُشرف مع الزعيم على تحضيرات الزفاف..لهذا تأخرنا في العودة إلى القصر..ختمت كلامها بابتسامة مسمومة جعلت الدماء تغلي في عروق سحر.. هي هنا منذ 6 أشهر!!.. هذا يعني أنها قد جاءت مع الزعيم..حين تركته في إسبانيا.. تبا كم أزعجها معرفة الأمر وأشعل نار الغيرة في قلبها..في الوقت الذي كانت هي بعيدة عنه تتجرع مرارة الفراق.. هو كان يتسلى مع هذه الأفعى الرقطاء..حقا لا يضيع الوقت أبدا!!!..غلّفت ملامحها بالبرود ليسحبها الزعيم من يدها قائلا لباولا دون أن يلتفت إليها..: وزعي القوائم على أفراد العائلة ليملؤوها.. أريدها في مكتبي غدا صباحا...ثم غادر مع سحر إلى جناحه تاركا باولا واقفة كخرقة بالية في المدخل...ما إن وصلا إلى مدخل الجناح حتى توقفت قائلة..كنت أعتقد أن مسألة الفلاشة هي التي شغلتك عني طوال اليوم...تجاهل كلامها وهو يفتح باب جناحه.. مشيرا لها بالدخول لتمتنع قائلة بحزم..: لن أدخل معك إلى الجناح..رمقها بنظرة حادة...: ولماذا؟.. فأجابته بعد أخذها لنفس عميق..: لن أدخل جناحك إلاّ وأنا زوجتك.. هذه هي الأصول.. أسبوع واحد يفصلني عن دخوله كزوجية.. إلى ذلك الحين دعني أتدلل عليك كما أشاء..شهقت حين سحبها بحركة مباغثة لتقع في حضنه..مبتلعا إياها بظلام عينيه..وانفاسه الملتهبة تلفح وجهها..قال بنبرة مثيرة..: فاتورة دلالك علي بدأت ترتفع..من ترككِ لي في إسبانيا إلى كلامك على مائدة الفطور هذا الصباح.. أخشى أن يشقُ عليك سدادها فيما بعد يا صغيرتي.. ضغطت على أسنانها كاتمة غيضها وغيرتها..: حقاً.. وماذا كانت تفعل باولا هنا منذ 6 أشهر إذاً؟.. أليس لتسديد فاتورة تركي لك؟..أم أنها لم تفي بالغرض؟..اتبعتها بزفرة ساخرة لتواصل.. هذا إن استثنينا صف اللؤلؤ الخاص بك.. أحكم قبضته عليها وهو يدنو منها أكثر.. حتى همس لها بصوت بالكاد سمعته ليخفق قلبها بشدة وترتسم ابتسامة خجولة على شفتيها المرتجفتين..كان صادقا وهو يهمس لها بتلك العبارات.. أمام نظراته الجذابة كمغناطيس قوي شعرت بضرورة المغادرة قبل أن يسحبها إلى داخل جناحه..إلى عالمه الخاص وتفقد نفسها تحت تأثيره السحري.. تراجعت بخطوات إلى الوراء بعد أن أرخى قبضته حتى إبتعدت مسافة مترين لتصْطنِع نظرات جرو صغير.. وبنبرة ماكرة قالت..: تصبح على خير أيها الراهب.. ليستند بكتفه على الباب وهو يضع يديه في جيبه.. ينظر إليها برغبة حارقة..: يعني لا تريدين الدخول إلى جناحي..فحركت رأسها نافية مواصلة تراجعها وهي تودعه بإشارة من يدها..ليزفر ساخرا..: تبا لي..
أنت تقرأ
the hell of your eyes (مكتملة)
Fanficترجلت عن سيارتها باتجاه باب المنزل فأثار وجود رجال ببدلات سوداء حفيظتها... أحست أن أمرا غريبا يحدث في الداخل.. لم تكن تلتفت أمامها وهي تتجه ناحية الباب حتى اصطدمت بجسد أشبه بحائط اسمنتي من شدة صلابته وطوله..يا إلهي كم بدت ضئيلة الحجم أمامه....كان يم...