نزلت ممسكة يده وقلبها يخفق للحدث المفصلي وللقاء المرتقب بينها وبين عائلته التي يحيطها بهالة من القداسة والغموض..وفي قاعة الطعام كان الجميع جالسا على مائدة الفطور الذي ضم أكلات غير إعتيادية..خمنوا أنها أصناف جديدة لأجل ضيفة الزعيم الغامضة وهذا يعني أنها ضيفة مهمة ليخصص لها الزعيم مقعدا بجانبه.. ويضيف تلك الأصناف على قائمة الفطور...كانوا يتساءلون يدردشون قاعة الطعام كانت تضج بأحاديثهم ومشاكساتهم.. سرعان ما عم صمت وترقب ليقموا من اماكنهم فور دخول الزعيم وضيفته التي كانت فتاة جميلة ورقيقة..بملامح ناعمة وبريئة مفعمة بالحياة كلها أنفة وكبرياء بمشيتها ووقفتها وكل حركة تصدر منها.. نظر الجميع نحوها بإعجاب وتسألوا عن هويتها..فلم تتأخر إجابة الزعيم عن تسألهم النابع من أعينهم دون الافصاح عنه...: أقدم لكم سحر فاروق أوغلو... خطيبتي...
ماذا؟.. خطيبته؟!!... كأن كل واحد منهم تلقى صفعة على وجهه حتى لفت به الأرض..هذا كان صادما للبعض ومفاجئا للبعض الآخر فاغرين فاههم.. وأولهم مارسيلا التي عرفتها من أول نظرة..تلك الفتاة التي نقمت عليها وظنتها غريمتها الآن فقط اتضح لها أن لوكاس بريئ مما اتهمته به.. وأن الزعيم ذو الملامح الصارمة والمشاعر الباردة هو صاحب ذلك الشعر الماجن..إحتمال أن يكون هو المعني بذلك لم يخطر على بالها أبدا...سحقا كان الموقف حقا محرجا..لكن لحسن الحظ لم تصرح لها يوما بما يدور في عقلها الأخرق من شكوك..الدهشة لم تستثني ضيا..منار ويلتشن..ليهمس ضيا بصوت خافت لمنار..: كم كنت سأستمتع لو كانت سارة هنا😏..فردت منار بنفس النبرة المنخفضة..: لا أعتقد أنك ستفرح إن اجهضت جنينها أيها المختل😏..كان أراس يمرر بصره بين الثنائي المعجزة والإخوة المصدومين يراقب ملامحهم وردّات فعلهم في مشهد نادرا ما يتكرر..
تلك الفتاة تملك شيئا أقوى من الوجه الحسن والقوام الممشوق والانوثة الصارخة حتى تحولت من فريسة إلى صياد اصطاد الزعيم الصياد نفسه..نفث دخانه بسخرية لاعنا في سره مطرقة الهوى التي فتت قلبا متحجرا كقلب الزعيم... إلتفت إليهما ليرحب بهما ويهنئهما على هذه الخطوة المفاجئة لكن صوتا حنونا يبعث الراحة في النفوس جاء من مدخل قاعة الطعام كاسرا طوق الأعين عن سحر.. لتفتح ذراعيها بكل حب..:مرحبا بكنة آل كريملي المستقبلية بين عائلتها الجديدة..ما إن التقطت أذني سحر صوتها الدافئ استدارت كأنها تريد التأكد من صاحبة الصوت المألوف الذي طالما ترك في نفسها شعورا بالطمئنية والسكينة.. إنها انستازيا مديرتها في العمل السابق...للوهلة الأولى تفاجأت وارتبكت لكنها سرعان ما تماسكت لعدم وضوح صفتها أو موقعها في العائلة..لتشعر بيديها يربتان على ضهرها معانقة إياها بكل محبة..فما كان منها إلا أن بادبتها الحضن بينما ترمي بصرها باستغراب وحسرة على الزعيم بوجهه الخالي من أي تعبير وهو يشعل سيجاره بهدوء تام...وما إن سحبهه من فمه بعد أن أخد نترة قوية يملأ بها صدره أتبعها عبارات جعلت سحر تذوب تحت ثيابها من الإحراج والغضب في نفس الوقت..: هذه والدتي انستازيا.. أنستازيا لوبيز...صاح عقل سحر.. ماذا؟...كيف؟..يعني أنا كنت أعمل عند والدته طوال تلك الفترة ولم يخبرني؟..هل كانت تعلم بعلاقتي مع ابنها حينها أم لا؟..ربما فكرت أنني أحوم حولها لأجل التقرب منها..كرّت بكرة عقلها بأسئلة لا حصر لها والخجل قد غير لون وجنتيها إلى الحمار.. لترمق الزعيم بنظرة وعيد بالويل والثبور..ابتعدت عنها انستازيا لتنظر إليها وكأنها تطمئنها وأنّ لا حرج عليها..: جد سعيدة لرؤيتك يا سحر..تأبطت ذراعها لتتجه بها نحو أفراد العائلة قائلة بهدوء..: أعرف ما يدور في ذهنك.. سنتحدث لاحقاً يا عزيزتي.. الآن دعيني أعرفك على إخوة يمان بنفسي..فانصاعت بصمت لتقفا أمام ضيا..يلتشن ومنار فمدّت الاخيرة يدها للسلام وهي مندهشة مما سمعته.. خطيبته!.. متى وكيف؟ ولماذا هي دون غيرها؟...بغض النظر عن جمالها المميز.. أكيد هناك شيء آخر لفت انتباهه فيها وجذبه إليها..شقيقها الأكبر يعشق المغامرات والتحديات أتكون واحدة من تلك التحديات التي يخوضها؟.نظرت بانبهار إلى خاتم الخطوبة.. وإلى الألماسة النادرة والنفيسة التي تزين الخاتم بدقة وحرفية عالية..: مرحباً بك بيننا سحر..لتكتفي سحر بإيماءة صغيرة..: شكراً..
نفس الشيء حدث مع ضيا ويلتشن ليأتي دور مارسيلا..لتلقى منها سحر معاملة عكس ما تعودت عليه..معتقدة أن تغير صفتها من عاملة عندها إلى خطيبة الزعيم هو السبب في تغييرها الايجابي..
أنت تقرأ
the hell of your eyes (مكتملة)
Fanficترجلت عن سيارتها باتجاه باب المنزل فأثار وجود رجال ببدلات سوداء حفيظتها... أحست أن أمرا غريبا يحدث في الداخل.. لم تكن تلتفت أمامها وهي تتجه ناحية الباب حتى اصطدمت بجسد أشبه بحائط اسمنتي من شدة صلابته وطوله..يا إلهي كم بدت ضئيلة الحجم أمامه....كان يم...