شَبيهَينِ كانا بِاِبنِ لَيلى وَمَن يَكُنْ .. شَبيهَ اِبنِ لَيلى يَمحُ ضَوءَ الكَواكِبِ
فَتىً كانَ أَهلُ المُلكِ لا يَحجِبونَهُ .. إِذا فَادَ يَوماً بَيْنَ بابٍ وَحاجِبِ
-الفرزدق.
بمجرد أن وطأت قدميها عتبات باب الشقة التي تقنط بها مع والدها وأصابتها قشعريرة مزرية، تباطأت ضربات قلبها وتقدمت خطوة للأمام بأنفاسٍ ضائعة.
وجدت فؤاد مستلقي على ظهره، فاردًا ذراعيه وآثار دماءٍ على الأرض بجانبه، شهقت بفزعٍ وتحركت تجاهه مسرعة وهي تمسك وجهه بين كفيها، بدأت تحركه ولكن لا يوجد أي استجابةٍ منه.
هذه هي المرة التالية التي ترى بها هذا المشهد، حدث أولًا مع والدتها، ويتكرر الآن أمامها مع والدها، وضعت إصبعها على أوردة يده لتتأكد من كونه حيًا، اطمئن قلبها عندما وجدت نبضٍ، ومن ثم هرولت نحو جارتها أم أبانوب لتنقذها من هذه الورطة.
بعد ساعتين، كانت تقف أمام غرفة الطوارئ ومعها جارتها، تربت عليها وتخبرها بأن كل شيء سيكون جيدًا، فنظرت لها زينة بعينين لامعة
"أنا لأول مرة أحس فعلًا إني خايفة عليه، مش حب .. أنا مش بحبه، بس في نفس الوقت مش بكرهه، أنا أصلًا مش عارفة أقول حاسة بإيه!"
ضمتها أم أبانوب لعناقها، أي كلمات المواساة التي ستفلح؟ فتاة تخبرها بأنها لا تحمل أي مشاعر لأبيها، لا حب ولا حتى بغض!
"بس لما شوفته على الأرض وجنبه دم، خوفت، لأنه لو راح مش هلاقي مكان أروحه، أنا آه مش مرتاحة هنا بس مافيش مكان تاني."
"خير يا بنتي خير."
استمعا لصوت باب الغرفة التي طل منها الطبيب بمعطفه الأبيض، هرولت نحوه زينة، فنزع عن وجهه القناع الطبي وهو يجيبها
"اشتباه في سرطان الرئة، احنا عملنا التحاليل اللازمة عشان نتأكد وبعدين نشوف العلاج المناسب، هل هيخضع لعملية جراحية ولا لأ."
جحظت عيني زينة بصدمةٍ، لم تصدق ما سمعته توًا، لقد غادرت والدتها الدنيا بالسرطان والآن والدها سيلحق بها بنفس المرض اللعين؟!
"طيب لو طلع فعلًا عنده السرطان، هنعمل إيه؟"
زم الطبيب شفتيه بتفكيرٍ ثم أجابها بعد صمتٍ لهنيهة "نتأكد الأول من التحاليل، بس بنسبة كبيرة هيدخل العمليات ونعمل استئصال للجزء اللي فيه الورم، قبل ما ينتشر لبطانة الرئة أو لمنطقة تانية في الجسم."
انتهى من حديثه تزامنًا مع ظهور الممرضة وهي تحمل بيدها نتيجة الآشعة والتحاليل، أمعن الطبيب النظر بها جيدًا ومن ثم نظر لزينة التي تطالعه وتنظر لاسمه المدون أعلى معطفه
"الدم اللي أنتِ شوفتيه كان نزيف في مجرى الهوا عنده، نتيجة التحاليل دلوقتي بتأكد شكوكي للأسف، كدا مافيش حل تاني، الحمدلله احنا لسه في أول الموضوع وفرصة التعافي كبيرة .. عن إذنكم."
أنت تقرأ
قمر والميم دال
Romantizmمِن خَيبَتي أَسمَيتُكَ أَمانًا .. وَنَسيتُ بأن الثِقةِ بَينَنا تَنعَدِمَا يَا سَببْ قَهرةِ فُؤادِي وحَسرَتي .. أُذرِفُ كُل يَومٍ بَدلِ الدِّمُوعِ دَمَا. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بدأت في ٢٥ مارس ٢٠٢٢ والنسخة ال...