4_شريكته بالعمل المزيف

7.9K 558 171
                                    

‏سَتُبدي لكَ الأيّامُ ما كنتَ جاهلًا .. وَيَأتِيكَ بِالأخبارِ مَن لَم تُزَوِّدِ

وَيَأتِيكَ بِالأَخبارِ مَن لم تَبِع لهُ .. بَتاتًا وَلم تَضرِبْ لهُ وقتَ مَوعِدِ.

-طرفة بن العبد.

لم تفهم زينة مقصد أبيها، تُرى ما الذي يريده من أوراق والدتها؟ وما سبب السؤال عنه عندما أخبرته بأنها تريد مواصلة الدراسة ودخولها للامتحانات؟

"أيوة الورق معايا .. حضرتك عايزه ليه؟"

تساءلت علّها تجد إجابة ترضيها وترضي فضولها المميت، بينما فؤاد أطفأ سيجارته واعتدل ليجلس أمامها وهو يحك ذقنه التي نبتت قليلًا

"هاتي الورق بس."

أومأت وتحركت نحو حقيبتها، مرت دقيقتان حتى عادت له وهي تحمل ملفًا كاملًا من الأوراق ومن الخارج يحمل اسم والدتها،(إيمان حامد عاشور).

"اتفضل."

أمسك بالورق وارتسم على ثغره ابتسامة، تندرج شيئًا فشيء حتى توسعت ابتسامته وهو يقرأ المدون أمامه بالورق ونتائج التحاليل إيجابية الاستجابة للورم الخبيث، تذكرت زينة والدتها على الفور وجلست تمسح مقلتيها بحزنٍ وهي تفتقدها.

"جاتلي فكرة يا زوزو، بمليون جنيه!"

"فكرة إيه؟"

سألته وهي تعقد حاجبيها، بينما هو نهض عن الأريكة وأمسك بهاتفه وعلبة سجائره، وكاد يترجل نحو الخارج فأوقفته زينة

"رايح فين؟"

"مش هتأخر، خليكِ هنا واوعي تفتحي الباب لحد... نضفي الصالة لحد ما آجي يا زوزو."

أغلق الباب خلفه، بينما هي أسرعت لتوصد الباب كزيادة للأمان لما أنها ستقضي بعض الوقت بمفردها.

جذبت نحو غرفتها القديمة الممتلئة بالغبار وهي تسعل وتضع يدها على أنفها وفمها، نظفت خزانة ملابسها جيدًا ومسحتها ثم بدأت تضع ثيابها بها وأخيرًا قد انتهت بعد ساعة.

مرت ساعة أخرى انتهت بها من تنظيف غرفتها تمامًا، وبعدها توجهت نحو الصالة، أمسكت بسترة قديمة لها وبدأت تمسح النوافذ والمقاعد من التراب بجدارةٍ كما تعلمت من المدة التي قضتها بمنزل خالتها، كانت تنظف، تكنس، تمسح وأحيانًا كانت تعلمها خالتها كيف تغسل ملابسها وتعتمد على نفسها.

ورغم أنها صاحبة عشرة أعوام فقط، إلا أنها اكتسبت ما يجهله من هم أكبر منها؛ لكونها ذكية وتستجيب بسرعةٍ.

انتهت من التنظيف وجلست على الأريكة تلتقط أنفاسها الضائعة، كانت تتظر حولها بابتسامة خاصةً لضوء الشمس المار من النافذة أمامها قد جعلها تشعر ببعض السكينة، مرت دقائق حتى قاطع والدها خلوتها وهو ينظر حوله بإعجابٍ، أغلق الباب وتحرك ليجلس بالقرب منها وهو يضع بعض الأوراق أمامها.

قمر والميم دالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن