6_ليلة لن تُنسى

6.9K 472 132
                                    

قامت لِتَحجُبَ ضوءَ الشمس قامَتُها .. عن ناظري حُجَبت عن ناظرِ الغيرِ

عِلمًا لعمركَ مِنها أنها قمرٌ .. هل تكسفُ الشمسَ إلَّا صورَةُ القَمرِ ؟!

-بن وهبون.

أحيانًا يقف المرء مشدوهًا أمام من يهوى، قد تظنه غير مصدقًا لرؤية من أمامه، أو تراه غير آبهًا والأمر لا يعني له الكثير، ولكن في الواقع، هو لا يكترث إلا لعيني الذي يقابله، يستمع لصوت قلبه الذي يتراقص فرحًا لقدوم من تمنى رؤيته.

كان يقف تيام وعقله لا يصدق أن زينة هي التي أمامه الآن، ما زال تحت تأثير الصدمة وبأنه يتوهم بها أو يتخيلها داخل عقله، ولكن ما أخرجه من دوامة تفكيره هي، التي تقدمت خطوة منه وعلى وجهها الابتسامة الرقيقة التي لا تليق إلا بها وحدها، وكما عهدها، رقيقة كفراشات الربيع.

"إزيك يا تيام.."

بادلها الابتسام ووضع زجاجة المياه التي تجرع منها قبل مجيئها، ثم تحرك متوجهًا لغرفته وهو يشير لها بأن تجلس متمتمًا بإيجازٍ

"استني هنا لحظة."

ترجل لغرفته بسرعةٍ تحت نظرات زينة المتعجبة لسندس، عندما ولج لحجرته وجد حمزة يجلس على سريره ويمسك بروايةٍ، لاحظ دخول شقيقه نحو خزانة الملابس، فنظر له في حيرةٍ ولم يمنع فضوله من السؤال

"أنت بتعمل إيه؟"

بعثر تيام بين ملابسه وبمستلزماته، تأفف وهو يرى أن ما يفعله لا يجدي أي منفعة، فنظر للذي بيد حمزة وتقدم نحوه متأففًا

"هو أنت ليه بتاخد حاجتي من غير استئذان يا حمزة؟"

لم يفهم حمزة مقصد أخيه، فعقد جبينه وسأله مستفسرًا "قصدك على إيه؟"

أشار تيام للذي بيده وأجابه منزعجًا "قصدي على اللي في إيدك، أنا جايبها لزينة هدية عشان عيد ميلادها الليلة دي."

ضرب حمزة على رأسه متذكرًا وسرعان ما وضع الرواية على سريره ونهض "دا احنا ناسيين."

"اتكلم عن نفسك، أنا فاكر."

أجابه وهو يتحرك نحو الرواية يتفحصها هل هي بحالة جيدة أم حمزة قام بطي صفحاتها، اطمئن فؤاده حينما تأكد بأنها سليمة والصفحات جديدة كما ابتاعها.

"طب احنا نجيبلها جاتوه وشمعتين ولا هنعمل إيه؟"

اقترح عليه حمزة وهو يتحرك نحو الصندوق الصغير الذي يدخر به نقوده، فوافقه تيام الرأي وقد أعجبه اقتراحه وأضاف

"بص، هدفع أنا نص التمن، وأنت وسندس النص التاني."

"ماشي يلا بينا."

نادى حمزة على سندس التي تجلس برفقة زينة بالصالون تشاهدان التلفاز، فنظرت لزينة تستأذنها وتوجهت لغرفة شقيقيها، وبعدما شرح لها تيام ما سيجري وافقت وأعطتهما جزء من مصروفها الذي كانت تدخره لتبتاع فستانٍ.

قمر والميم دالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن