14_يتخذ قراره

5.5K 398 204
                                    

كُلُّ حِلمٍ أَتىٰ بِغَيرِ اِقتِدارٍ .. حُجَّةٌ لاجِئٌ إِلَيها اللِئامُ

مَن يَهُنْ يَسهُلِ الهَوانُ عَلَيهِ .. ما لِجُرحٍ بِمَيِّتٍ إيلامُ.

-أبو الطيب المتنبي.

لاحظ تيام ابتعاد زينة عن الحضور وهي تمسك بهاتفها، فتبعها نحو الشرفة ليحدثها، لكن ما إن اقترب منها حتى تعجب من رؤيتها في تلك الحالة المزرية، كانت ترتجف، وعينيها ملأى بالخوف، بمجرد رؤيته تقدمت منه تطالبه بنبرةٍ مرتعشة

"الحقني يا تيام!"

اقترب منها، وحزن عميق يعتريه، وسألها بقلقٍ "مالك بس في إيه؟ اهدي."

وضعت كف يدها على قلبها، وصوت أنفاسها كان مسلوبًا، تحاول بشق الأنفس أن تأخذ شهيقًا واحدًا، بعد لحظات من الاضطراب، هدأت أخيرًا ثم ردت عليه

"بابا تعب جامد وشكله بيموت.. أنا خايفة."

"ماتخافيش، أنا معاكِ."

طمأنها بصوتٍ حنون كعادته، طلبت منه أن يحضر صديقتها جنى، فلبى طلبها دون تردد، جاءتها جنى تسألها بخوفٍ عن سبب ذعرها بهذه الطريقة.

مالت زينة نحو أذن جنى وهمست لها "احنا لازم نسافر إسكندرية دلوقتي حالًا!"

ارتسمت معالم الدهشة على وجه الأخرى، فعاودت سؤالها من جديد عن السبب، وأجابتها زينة بالهمس نفسه "دعاء كلمتني وقالتلي إنها نقلت بابا المستشفى."

وافقتها جنى على الفور، ربّتت على كتفها لتطمئنها قائلة "طيب، أنا هسبقك على تحت."

تحركت جنى نحو الأسفل، بينما نظرت زينة إلى تيام واعتذرت له "أنا آسفة يا تيام والله، غصب عني."

"أنتِ بتقولي إيه بس يا زينة، تعالي يلا هوصلك."

تذكرت فجأة أنه سيأخذها إلى منزلها القديم الذي غادرته منذ عامين تقريبًا، فنفت بسرعة بتلعثمٍ "لا مش لازم، خليك أنت مع سندس.. ماينفعش تمشي وتسيبها مهما كان."

صمم على رأيه، ولكن زينة أصرت على رفضها القاطع، استجاب لرغبتها في النهاية، وهرولت زينة نحو الأسفل في ركضٍ محموم.

***

"أنتِ ليه مش عايزة تعرفيهم إنك نقلتِ من القاهرة؟"

تساءلت جنى بفضولٍ، وهي تنظر إلى زينة التي وضعت رأسها على نافذة السيارة المتحركة نحو الأسكندرية، اعتدلت لها زينة، وردت بحيرةٍ "مش عارفة هتفهميني ولا لا، بس بلاش تحكمي عليا وتقولي إني أنانية."

أمسكت جنى بكف يدها، وابتسمت لها قائلة "أكيد مش هحكم عليكِ."

صمتت زينة لدقيقة قبل أن تصارحها بالحقيقة التي بجعبتها "مش عايزة خالتو تعرف حاجة عني.. هي حتى ماتعرفش أنا دخلت كلية إيه، ومش هعرف حد برضو."

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 02 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

قمر والميم دالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن