9_يدعى فرغلي

5.8K 428 143
                                    

‏تَبَسَّمَ عَن أقَاحِ فِي لُجَينِ .. وَأسفَرَ عَن هِلاَلٍ فِي جَبِينِ

وَقَابَلَ خَدَّهُ بِشُعَاعِ رَاحٍ .. فَخِلنَا الجمعَ بين النَيِّرَينِ

-شهاب الدين الخلوف.

ارتبكت زينة ووقع الهاتف من يدها على صوت من يناديها، التفتت بهدوءٍ في محاولةٍ منها أن تخفي الهاتف بقدمها أسفل السرير وهي تنظر للواقفة أمامها مجيبة إياها بنبرةٍ مهتزة

"مافيش حاجة .. أنتِ إيه اللي جابك من المستشفى؟"

طالعتها أم أبانوب بشكٍ وعدم اطمئنان لملامح وجهها المصفرة ورجفتها عندما استمعت لصوتها، فقالت لها بينما تشبك يديها أمام صدرها

"قلقت عليكِ، جيت أشوف مالك كل شوية تغيبي عني وترجعي تاني."

ازدردت لعابها بتوترٍ وابتسمت بتخبطٍ، ومن ثم اقتربت منها وهي تمسك بيدها "مافيش حاجة والله أنا كويسة وزي الفل، أنا بس جيت عشان أجيب هدوم لبابا وكدا .. وليا كمان عشان هبات معاه."

لم تقتنع أم أبانوب بكلمةٍ واحدة من التي قالتها لها زينة، فتنهدت بعدم ارتياح وتمتمت "أنا هسبقك على المستشفى يا زينة .. خلي بالك على نفسك."

"حاضر." قالت وهي تصطحبها لباب الشقة، وبعد مغادرتها تنفست أخيرًا براحةٍ وأوصدت الباب خلفها، ثم تحركت لغرفتها حتى تخفي هاتفها بعيدًا عن الأنظار.

أمسكت بحقيبتها المدرسية، فرغت منها كتبها ودفاتيرها ووضعت بها بعض ملابس فؤاد التي ربما قد يحتاجها؛ ولتثبت أيضًا لجارتها بأنها لم تكن تكذب عليها.

عادت للمشفى وقابلت رامي بوجهها، فسألته باستفسارٍ "هو دخل العمليات؟"

أجابها بينما يشيح بيده منزعجًا "لسه حالًا، يارب نخلص بقى."

"حضرتك تقدر تروح على فكرة، وشكرًا جدًا لحد كدا."

قالت له وهي تطالعه بضيقٍ ومن ثم ابتعدت عنه تمامًا، بينما هو رمقها بازدراء وبدأ يتأفف مغتاظًا من كل شيء.

***

كان يجلس تيام مع عمر بالشقة خاصته، بعد رفض حمزة أن تقام له أي حفلاتٍ وظل جالسًا بغرفته ممتنعًا عن الحديث، لا يعلم أي شخص بالبيت سبب تغيره المفاجئ.

"بس كان ماتش لذيذ بصراحة."

قال عمر وهو يقدم لتيام طبقٍ كبير من التسالي والفواكه، والآخر كان يطالع المكان حوله في انبهارٍ مرددًا ما شاء الله، ثم عاد بعينيه لعمر يسأله بتعجبٍ

"عمر أنت كنت بتذاكر هنا لوحدك؟!"

حرك الآخر رأسه موافقًا وأجابه بينما يفتح شاشة التلفاز الكبيرة "آه، عارف إن الوحدة حاجة مملة وكئيبة."

قمر والميم دالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن