الفصل الثامن

118 3 0
                                    

الفصل الثامن.

اكتر من ستة ساعات يلف ويدور من شارع لأخر ومن منطقة لأخرى ... لا يعلم كيف يتعامل مع ما حدث ... عقله في حالة شلل .
ضحك بسخرية عندما اكتشف ضعفه أمامها ... يده التي صفعتها تألمه وبشده ... دموعها تؤرقه ... واستعطافها يقتله.
لكنها جرحته في الصميم ... لن يستطيع المغفرة بسهولة فما فعلته صنع شرخ كبير بعلاقتهما لن يعود للثقة بها بسهولة .
يحتاج للكلام مع أحدهم وإلا سيجن حتما .
نظر بساعته وجدها شارفت منتصف الليل .
القى السيجارة من يده وهمس لنفسه : معلش يا صاحبي مليش غيرك اتكلم معاه حتى لو هاعملك قلق .
ترفع نعمه أطباق العشاء وهي تسأل سلطان عن أحوال العمل وتفكر كيف تبلغه أنها اليوم اغتسلت وصلت وتم فك الحصار ليقطع تفكيرها رنين جرس الباب .
قالت نعمة بغضب : ياختاااااي مين اللي بيرن الجرس مش عارفين إن يحيى ممكن يصحى .
نظر لها سلطان : الوقت أتأخر فعلا أكيد فيه مشكلة ... استر يا رب ... ادخلي جوه .
دخلت نعمة حجرتها واغلقت الباب لكنها عادت وفتحت جزء صغير للغاية لتعلم من بالخارج .
في حين اتجه سلطان للباب ليفاجئ بوجود فاندام أمامه بهيئة غير طبيعية بالمرة .
فتح الباب على أخره وقال بقلق : خير يا حودة فيه ايه ... أختك ومراتك بخير ... أبوك كويس !!!
أومأ بتوهان وقال : سلطان ... أنا قررت أتجوز ... عندك عروسة ؟
بالداخل شهقت نعمة ولطمت على خدها وقالت بهمس : يبقى عرف ... أكيد عرف ... ودي أخر غبائك يا ابتسام .
ارتد وجه سلطان وهو يقول : تتجوز مين وليه ؟؟ إنت في وعيك !!!
ثم مد يده يجذبه للداخل واغلق الباب وقال : فهمني ايه اللي حصل وايه الجنان اللي بتقوله ده ؟
دلك جبهته وأخرج سيجارة وهم بإشعالها ... ثم تذكر وجود يحيى فأعادها مكانها متأففا وقال : مش لازم تفاصيل مش هتقدم ولا هتأخر .. المهم إني نويت أتجوز وقلت يمكن تعرف حد مناسب .
صب له كوب من الماء وقال : اهدى وفكر شوية ... ومش عايز تفاصيل كل بيت و فيه مشاكل لكن متوصلش للجواز .
نظر له وقال : اللي عملته مش شوية وأقل عقاب ليها أتجوز عليها ... عشان تعرف إنها متجوزة راجل مش رجل كرسي .
ضرب سلطان كفا بكف وقال : لا حول ولا قوة إلا بالله وهو جوازك عليها هيعرفها إنك راجل .
طيب بس فهمني ما أنت عندك حلول كتير .
وقف منفعلا وقال : لا مفيش حل غير الجواز ... الشرع حلل ليا حتى من غير خناق ولا عقاب ... يحق ليا اتجوز اتنين وتلاتة طالما قادر .
إلى هنا وكفى وضعت نعمة على شعرها إيشارب كبير وخرجت منفعلة وقالت : شرع ايه يا حودة ... هو انتو بتلككوا ... غلطت في حقك أدبها ... خاصمها ... أقولك اضربها ... هي غبية و تستاهل الضرب ... لكن تكسرها وتتجوز عليها .
ليه فاكر ملهاش أهل ولو أهلها مفرقش معاهم سي المعلم سلطان هيقف في وشك ويمنعك من الجنان ده .
نظر حودة متفاجئ من هجومها وهم بالرد لكن صمت ووضع عينيه في الأرض بينما سلطان يقترب منها وينظر لها بتحذير وقال : انتِ اتهبلتي !! ايه اللي طلعك تدخلي في كلام الرجالة !!!
نظرت له بخوف مدركة فعلتها الحمقاء لكن تذكرت الموقف وقالت باستعطاف : يعني يرضيك يا معلم يتجوز عليها ... البت غلبانة وتطب ساكته فيها ... دي بتموت فيه لو عمل كده تتجلط .
قال الأخر بسخرية : اه بتحبني أوي الصراحة وعارفة قيمتي متخطيش خطوة إلا لما تستأذن مني .
قالت بغباء : غلطانة يا اخويا ... أنا قلتلها إنها غبية وعملتها السودة دي مش هتعدي على خير ...وهي سمعت الكلام وعقلت و ده المهم .
قال بتهكم : ما شاء الله يعني قالت لك عملتها الهباب ومقلتش لصاحب الشأن و لولا كلامك معاها كان زمانها مكملة .
همت بالرد لكن قاطعها زمجرة سلطان وقال بغضب وتهديد : ايه مش عجبك !!! واقف بنظم إشارة المرور ... قلتلك تدخلي جوة وإلا مش هتبقى جوازه واحدة نخليهم اتنين يا نعمة .
شهقت نعمة ثم وضعت يدها بخصرها وقالت بغضب وجرأة لا تعلم مصدرها : نعم نعم نعم جوازتين مين يا معلم ... اه ما كلكو زي بعض مستنين أول غلطة وتجروا تتجوزوا تاني وتالت ولما تتزنقوا تقولوا الشرع حلل .....
لا يا اخويا لو هو فاكر إنها مورهاش رجالة فأنا بقى مش محتاجة رجالة أنا أخد حقي بدراعي ... لو بس واحدة فكرت تبصلك نص بصة أكون جايبة كرشها قدامك يا سلطان ثم اضافت بتهديد : ومحدش عارف هيبقى كرشها وحدها ولا كرش حد تاني معاها يا معلم .
نظر حودة لهما بينما سلطان مصعوق من تحول نعمة الغير متوقع لا يقوى على اي رد فعل حتى لا يندم ... أما حودة نظر لهما فهي صغيرة ضئيلة الحجم لا تقوى على ضرب قطة بينما سلطان يقف أمامها بطوله وعرضه يكاد يبتلعها ثم فجأة انفجر ضاحكا على جنون نعمة وهدوء سلطان وهو يضرب كفا بكف ويقول : أنا جاي الاقي حل لمشكلتي خليتكو تمسكوا في خناق بعض .
عدة ثواني تعالى فيها تنفس نعمة وبدأت في إدراك ما حدث والجنون الذي تلبسها فوضعت يدها على خدها تضربه بهدوء وهي تتهرب من نظرات سلطان القاتلة الذي اكتفى بالقول الهادئ بتحذير قاتل : ادخلي شوفي أبنك و متطلعيش إلا لو ندهت عليكي ... فهماني .
أومأت عدة مرات وقالت تطبطب على صدرها كأنها تسترضيه : فاهمة يا اخويا فاهمة ... أنت تؤمر يا معلم وفرت هاربة تسب غباءها وتسب ابتسام على ما تسببت به .
بينما سلطان يجاهد لكتم ابتسامة ملحة على جنون زوجته .
ثم نظر لحودة بتركيز وجذبه يجلس جانبه وقال : اقعد يا فاندام وصل على النبي واهدى ....
أي كانت المشكلة جوازك عليها مش حل .
زي ما نعمة قالت عاقبها ... خاصمها ... هددها لكن تتجوز هتظلم نفسك و تظلم بنت الناس اللي هتتجوزها وتظلم مراتك .
فقال بهم : عملتها صعبة أوي يا سلطان ... استغفلتني و علّمت عليا .
ربت على ركبته وقال بصوت خفيض : خلاص فهمها إنك هتتجوز عليها وأكيد وكالة الأنباء اللي هنا هتبلغها بكل اللي حصل دلوقتي ... وأنت مثل إنك بتختار بنت الحلال ... ثم أضاف بمزاح : بس متزودش عن تلات ايام إلا الستات ردود أفعالهم مش مضمونة ... و بعدين هو فيه راجل عاقل يتجوز مرتين ... اديك شايف اهو جوازة واحدة و هتفتح كرشي ... محدش عارف مراتك تعمل اية دي ممكن تحميك ببراد الشاي المغلي ....
روح بيتك واستعيذ بالله من الشيطان ... وخاصمها ولو سألتك لا تأكد ولا تنفي كام يوم وبعدها كلمها بالعقل وفهمها غلطها .
قام واقفا وهو يقول : شكرا يا سلطان مش عارف من غيرك كنت هاعمل ايه !!
ثم ابتسم وقال : عايز افرحك مع إني ملحقتش افرح ... ابتسام حامل وكلها كام شهر وهتلاقيني ماشي بالبامبرز في قلب الشارع .
حضنه سلطان مباركا وهو يضحك لمجرد تخيل الصورة التي رسمها حودة وقال : مبروك يا فاندام ربنا يتمها على خير ... اعقل بقى ومتزعلهاش الزعل في الحمل وحش ... متتغباش عليها عشان مترجعش تندم يا حودة .
أومأ موافقا وقال بهدوء تسرب له من كلامه مع سلطان : ربنا يعمل الخير يا رب .

مصابيح فى حنايا الروح الجزء الثانى من سلسلة طعم البيوتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن