الخاتمة

217 4 1
                                    

الخاتمة
بعد عدة شهور

حوقل سلطان وضرب كفا بكف وقال بغضب : انتِ اتجننتي رسمي يا نعمة اقسم بالله !!
قالت بغضب موازي : اتجننت عشان خايفة عليك يا معلم !!
رد : خايفة عليا من ايه يا ولية ... هو أنا عيل صغير هتخطف .
وضعت يدها بخصرها وقالت : ما هو الخوف مش بيكون غير على الرجالة اللي بشنبات يا اخويا .
ضحكت أمه وهي تهدهد الصغير وهي بكامل تركيزها مع زوج المجانين أمامها فسمعت ابنها يقول : مش بقولك اتجننتي ... بقولك ست غلبانة وراها كوم لحم وجاية تسترزق ... اقطع رزقها عشان الهانم ترضى !!
قالت بتهكم : والسوق كله مفيهوش مكان للرزق إلا قدام محلك يا معلم ... تروح قدام ناصر ولا المعلم عطية ولا حتى عند الحاج عبد السلام .
قال يفهمها : يمكن طمعانة في حمايتي يا نعنع .
حركت شفتيها يمين وشمال وقالت : هي فعلا شكلها طمعانة ... بص يا معلم عشان نقصر الكلام لو نزلت ولقيت البت دي قدام محلك هجيبها من شعرها وتاني يوم هتلاقيني نازلة أنا وابنك نسترزق إحنا كمان ... ولا إحنا ملناش نفس يعني ... أهو برضو مكاني وأنا أحق بيه .
قال بغضب : انتِ بتهدديني طب وريني هتنزلي إزاي من البيت انتِ والمحروس ابنك .
قالت بمسكنة مصطنعة : ما هو ابنك انت كمان ولا انت خلاص نسيتني أنا والواد أول ما شفت البت الملونة دي .
نظر لها لثواني ثم انفجر ضاحكا وقال : يا مثبت العقل في النفوخ يا رب .
تدخلت أمه وقالت : هتفضلوا تتخانقوا كده كتير ... صدعت والواد اتسرع من صوتكوا ... روحي يا نعمة حطي الاكل على ما اكلم سلطان كلمتين .
ذهبت وهي تبرطم ببعض الكلمات الغير مفهومة ... تقدم سلطان يجلس جوار أمه التي قالت : متبقاش غشيم الستات بتيجي بالمحايلة مش بالعند ... وفيها ايه لما تخاف عليك وتغير .
جادلها : تخاف من ايه بس هو أنا اتجننت اتجوز عليها !!!
قالت : القلب ملوش أحكام ... منحطش الكبريت جمب النار ونرجع نندم ... يمكن البت دي تشاغلك ويمكن فعلا أخلاقها كويسة بس وجودها طول الوقت قدامك يشغلك ... يبقى ليه ... نبعدها من الأول ونقصر الشر .
أومأ وقال ضاحكا : انتِ ونعنع عملتوا اتفاقية عليا بقيت حاسس إن هي اللي بنتك مش أنا !!
ضحكت وقالت : والله غلاوتها من غلاوة حبيبة طول ماهي بتخاف عليك وتحبك وتتمنالك الرضا ترضى ازعل منها ليه .
قبل يدها وقال : ربنا ميجبش زعل أبداً يا اماه .
طبطبت على رأسه بحنو وقالت : طب قوم راضي مراتك دي مجنونة وممكن تصحى تلاقيها نزلت السوق بالواد قبل ما انت تصحى اصلا .
انطلقت ضحكاته وهو متأكد من صحة كلام والدته ليدخل المطبخ ويستمع لهزرها وهي تقول : بيضحك والضحكة مسمعة للسوق تحت ... فايق ورايق أوي ... شاطر بس يحرق دمي ... ماشي يا معلم إن ما علمت على البت الصايصة بتاعتك دي .
دارى ضحكته بصعوبة وقال متصنع الغضب : بتكلمي نفسك يا نعمة !!! أنا قلت اتجننتي محدش صدق .
شهقت وقالت : هو مزاج عندك يا راجل انت تخضني ... اتجننت آه يا اخويا وبكرة لما انزل أجيبها من شعرها تشوف الجنان على اصوله .
قال وهو يمد يده يلفها حول خصرها ويجذبها نحوه : أحلى مجنونة شوفتها في حياتي ... يا بت بقى تفكري إني ممكن أبص لغيرك ... ده لو ليلى علوي بذات نفسها ولا اعبرها .
ابتسمت وقالت بلهفة : بجد يا معلم ..
أكد لها قائلا : بجد يا روح المعلم .

مصابيح فى حنايا الروح الجزء الثانى من سلسلة طعم البيوتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن