الفصل العاشر
لا تستقر على وضع تذهب وتجيئ تفكر في مخرج لتخرج بأقل الخسائر من مصيبتها التي تسببت فيها بسبب غبائها وغرورها ومخاوفها ..
تعض على اصابعها ندما لتهورها .
كيف !!! كيف فكرت أن أمر كهذا سيمر بهدوء ... ما الحل اذن هل تسمع لنصيحة نعمة وتدعي المرض ... لم تفعلها وهي طفلة أو حتى مراهقة لتفعلها الآن .
تمددت على السرير تفكر هل ستنجح بادعاء المرض والأهم هل سيصدقها فاندام أم سيعلم من أول نظرة أنها تمثيلية رخيصة وهابطة .
هل تدعي الاغماء أم تكتفي بادعاء الدوار ليلتقطها حضنه الذي حرمت منه من عدة أيام ... أم تأكل الكثير من الشطة لترتفع حرارتها ... غبية الآن انتِ مسئولة عن كفل صغير ينمو داخلك لا مجال لأي تهور أو جنون ... الحل الوحيد ادعاء الدوار لأن الاغماء من السهل اكتشافه فتختار اسلم الحلول .
سمعت صوت باب الشقة يغلق بصوت عالي كالعادة فهو يتعمد اصدار ضوضاء طوال فترة وجوده بالمنزل ... قامت سريعا لتخرج له وتبدأ بادعاء المرض .
لكن ما لم تحسب له حساب أنها حامل واستلقائها وقيامها المفاجئ يتبعه حركة سريعة تسبب حقا في الدوار لتجد نفسها تترنح وتتمسك بباب الحجرة قبل أن تسقط وقبل أن تصل للأرض كان حودة يلتقطها وتهرب من وجهه جميع الالوان وهو يعنف نفسه ... هل عاقبها بشدة حتى خارت قواها ... هل مارس تهديداته وخوفها منه جعلها تسقط صريعة المرض ... هل اذت نفسها واهملت بصحتها لرفضه أن يصالحها .
نقلها بحرص على السرير والتقط الهاتف يكلم سلطان ويقول بقلق : سلطان عايز رقم الدكتورة اللي كانت بتابع معاها ام يحيى .
قال سلطان بقلق : خير يا حودة طمني ؟!!
قال بصوت مرتعش من الخوف والقلق : مش عارف رجعت لقيتها دايخه واغمى عليها يادوب لحقتها قبل ما توصل للأرض .
قال سلطان مهدئا : متقلقش أول الحمل كده ... بص النهاردة الدكتورة مش بتكون موجودة مش هتلاقي إلا الدكتور مدحت .
زمجر حودة قائلا : انا هاكشف مراتي على حد غريب يعني .
شرح سلطان : انت مضطر أو توديها لأي دكتورة منعرفهاش النهاردة الخميس والعيادات كلها قافلة ، مدحت هيجيلك لحد البيت واطلب معاه كريمة اهي ممرضة وتساعده وممكن اجيب نعمة ونيجي .
دلك جبهته وقال : لا لا هتيجو تعملوا ايه مش عايزين بهدله ليحيي
طيب تعرف تكلملي كريمة مش معايا نمرتها وأنا هاكلم مدحت وامري لله .
بعد نصف ساعة كان مدحت يخرج من حجرة النوم وهو يقول مداعبا لفاندام : ايه يا حودة انت بتاكل أكلها ولا ايه , المدام ضعفانة خالص والفترة الجاية هتبقى ترجيع ونفسها غامة عليها ... ثم اعطاه ورقتان وقال : دي حبة تحاليل لازم تعملها عشان واضح إن عندها أنميا وطبعا دي مش كويسة وخصوصا بأول الحمل ,,
ودي حبة ادوية مكتوب المواعيد والكمية ,
خليها تغير جو لان نفسيتها تعبانة والعياط مش كويس عشان الضغط , الستات طول الحمل بيكون فيه لخبطة بالهرمونات لازم تفهم إن حبة تلاقيها كويسة وحبة بتعيط وحبة بتتخانق على أي سبب وحبة بتضحك من غير سبب ... توقع أي حاجة وخدها بالراحة .
تناول منه الورقتان وقال : تسلم يا دكتور تعبناك معانا والله .
قال و هو يغادر : لا تعب ولا حاجة إحنا أهل يا فاندام .
دقائق وخرجت كريمة بوجه بشوش وقالت : الف مبروك احم , ابتسام فاقت جوه وعيزاك ... أنا هامشي بقى عشان متأخرش عن كده ... ثم اقتربت قائلة : أنا أسفة مش قصدي اتدخل بس فيه حاجة مضيقاها !!! اصلها من أول ما فاقت وعمالة تعيط , يعني حاول تهديها عشان الزعل وحش عليها ... تصبح على خير
وتركته وغادرت بينما هو يقف مكانه في صراع داخلي ... هل يدخل لها يحتويها بين يديه طالبا الغفران لذنب لم يرتكبه ... أم يمرر لها فعلتها ويتجاهل ما حدث ... أم يتحكم به جانبه الشرير فيدخل و يعنفها و يتوعدها و يهددها ...
لا يستطيع النسيان ولن يستطيع القسوة عليها بظروفها هذه ... كلا الأمران اصعب من بعضهما .
نفس عميق واتجه لحجرته داعيا الله أن يلهمه الصواب .
بمجرد دخوله اعتدلت ابتسام تحاول النهوض فأسرع لها يمنعها وهو يقول بقلق : براحة عشان متتعبيش وتدوخي من تاني .
قالت بلهفة : مش هتسامحني يا حودة ... مكنتش اعرف إنك قاسي كده , شوف اللي يرضيك واعمله بس سامحني .
نظر للأرض بهم وقال : مفيش حاجة هترضيني يا ابتسام ... فكرك أنا مبسوط أو مرتاح , أنا تعبان أكتر منك ... على الأقل انتِ غلطتي و عارفة إن عندي حق , لكن أنا مش عارف عملت ايه غلط عشان تعملي معايا كده !! قصرت معاكي ولا خيبت ظنك من ساعة جوزانا عشان متبقيش عايزة مني عيل !! هنت عليكي لدرجة تطعنيني في ضهري كده ... قام واقفا وقال : ازاي كنتي تبقي في حضني وانتِ بتخوني الأمانة !! ازاي تقوليلي انت حبيبي وسندي وضهري وانتِ رافضة أكون أب لعيالك ؟!!
كل ما افكر إني أنسى واسامح الاقي عملتك تقيله أوي أوي يا ابتسام ,
سيبيها للأيام يمكن تداوي الكسر اللي ما بينا أو الكسر يكبر لحد ما يبقاش نافع معاه إلا البعد .
تركها واتجه للباب وهي بحالة ذهول من كم الوجع بصوته وعيناه ... أي جنون تسببت به أي غباء جعلها تقدم على ما فعلت ... استيقظت من افكارها على صوته يقول بإرهاق : أنا رايح أجيب الأدوية وبكرة لما تكوني احسن ننزل نعمل التحاليل اللي طلبها الدكتور مدحت ... وتركها وذهب بينما هي لم تجد سوا القيام للصلاة ... نعم فثقتها بالله أنه سيلهمها الصواب وينير دربها .
أنت تقرأ
مصابيح فى حنايا الروح الجزء الثانى من سلسلة طعم البيوت
Romanceقالوا في الشدائد لا يبقى الا الرجال قالوا في الفرصة لا يقتنصها الا الاذكياء قالوا في المواجهة لا يدخلها الا الواثقون قالوا في الحب لا يخضع الا العشاق قالوا في الرغبة لا يصمد الا الأتقياء قالوا في المحنة لا يستمر الا الاقوياء وقالوا في الروح لا تظلم...