الفصل الاول

651 6 0
                                    

الفصل الاول

فتحت الفرن و تفحصت ما بداخله لتطمئن على إتمام عملية النضج ثم استقامت واقفة و اغلقته مرة اخرى.
لتنتفض على صوت ابتسام الحانق متخصرة عند باب المطبخ تقول بصوتها المميز : كان لازمته اية كل ده ... فيكِ صحة انتِ تعزمي كل الناس دي ... انتِ واقفة بالعافية و حرارة الفرن دي غلط على اللي في بطنك.
قالت بغضب : اخس عليكِ يا عسلية داخلة هجم كده مش تعملي صوت بدل الفزعة اللي عملتيها دي.
ضيقت الأخرى عينها و قالت : متغيريش الحوار يا نعنع ... هو سي المعلم بتاعك مش شايفك تعبانة و وشك اصفر و بطنك قدامك شبرين ... رايح يعزملي السوق كله.
حركت الاخرى يدها بعدم اكتراث و استأنفت تقطيع الخيار لعمل السلطة و قالت : انا اللي قلت لسلطان عايزة اقول للكل يجي يفطر معانا وقفة عرفة ... مرضتش اخليها اول يوم العيد الكل بيكون عند اهله فقلت نتجمع يوم الوقفة و نقضي اليوم سوا ... الحق يتقال مكنش موافق ثم ضحكت بخفوت و قالت : بس انا سوقت عليه الدلال لحد ما قال امين.
حركت ابتسام فمها يمين و شمال قائلة : اصدق موضوع الدلال ده من اي حد الا منك يا نعمة ده انتِ عاملة زي خفر السواحل و لا نسيتِ زمان لما كنا نحب نلحلحك شوية عشان معلمك ياخد باله كنتِ بتفضحينا يا بت.
تبرمت الأخرى و قالت : يوة انتِ هتفضلي تعايري فيا كده كتير .... يالا طلعي الاطباق برة بدل ما انتِ واقفة زي قلتك كده.
دقائق و عادت ابتسام لتسألها نعمة و هي تنظر لها بتدقيق : اية يا عسلية مش هنقول مبروك قريب و لا اية؟؟؟
قالت الاخرى بعدم فهم و هي تفتح الثلاجة لتخرج المخلل : الله يبارك فيكِ ... بس على اية!!
قالت نعمة بحنق : الخلفة يا هبلة ... حاسة و لا على بالك ... بقالك فوق ال8 شهور متجوزة اهو ... مش اتأخرتِ برضو.
تنفست بعمق و قالت : انا باخد حبوب يا نعمة.
تركت نعمة السكينة و ضربت على صدرها و قالت : يالهوي يا مجنونة .... و فاندام عارف و موافق بالهبل ده .... لية لسه صغيرين !!! و لا مش لاقيين تاكلوا !!! و لا يكنش لسه عايزين تعرفوا بعض !!!
تشاغلت الأخرى عنها بعمل وهمي حتى لا تواجهها و قالت بصوت منخفض : خايفة يا نعمة ... مش قد الخطوة دي دلوقتي ... و طبعاً حودة ميعرفش و لا كان دبحني بدل الخروف اللي هيدبحه بكرة ده.
قالت باقرار : له حق ده انا نفسي عايزة اعمل كده.
لية يا ابتسام تحرمي نفسك و تحرميه من نعمة زي دي !!! الف غيرك يتمناها و كمان من غير ما هو يعرف ...
يا بت كل ما حملتي و انتِ صغيرة تبقي بصحتك و تربيهم كويس و تراعيهم ... حرام عليكِ.
قالت بقلة حيلة : محتاجة يبقى ليا قرش اعتمد على نفسي و مبقاش محوجة لحد ... خايفة من غدر الزمان.
تخصرت الأخرى بشكل مضحك ببطنها البارزة و قالت : انتِ اتهبلتِ رسمي يا ابتسام ... غدر زمن اية اللي خايفة منه الراجل اسد وسط السوق و عندك بيقلب قطة بلدي ... قلتِ نأجل الجواز أجل عشانك ... قلتِ عايزة محل جابلك محل مفيش منه ... قلتِ تشتغل و تفتح ورشتك بقى من البيت للورشة و لا شلة مزاج و لا قعدة قهوة الا يوم الجمعة مع الرجالة ... عايزة اية تاني يا بت؟؟
قالت بتوهان : مش عارفة يا نعمة بس ... بس
قاطعتها بغضب : لا بس و لا هس اهو كده فعلاً هيغدر و لو عرف بمنع الحمل ده هيقلب على وش عمرك ما شوفتيه ووقتها بالعند ممكن يروح يجبلك بدل الضرة اتنين ... مفيش حاجة توجع الراجل قد ان مراته تستغفله و هو مأمن ليها.
اقتربت و ربتت على كتفها و قالت بهدوء : بلاش تخربي على نفسك و اوقفي القرف اللي بتبلعيه ده .
مفيش حاجة مضمونة يا عسلية و ياما ناس حياتهم زي الفل و يروح يخون و يتجوز و بيوت تانية فيها اللي فيها بس لو حد منهم قال اه التاني يتوجع قبله.
خليكي واثقة في ربنا انه مش هيعملك الا الخير و راعي ربنا في جوزك الي يتمنى ليكِ الرضا ... فهماني يا عسلية.

مصابيح فى حنايا الروح الجزء الثانى من سلسلة طعم البيوتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن