الفصل الثانى عشر

116 2 0
                                    



الفصل الثاني عشر

قبل بعض الوقت

دفعها بغضب وقال : اتفضلي يا ست هدهد ده انتِ هتتروقي دلوقتي.
قالت بتوتر بعدما فقدت ثقتها وقوتها بمجرد دخولها المنزل : ملكش دعوة بيا سامع .
قال صارخا : اومال مين اللي له دعوة ان شاء الله ها ... انا هاربيكي من اول وجديد .
صرخت : انا متربية غصب عنك ومحدش له حق يكلمني إلا بابا .
قال : لا ليا حق اكلمك واضربك واكسر دماغك كمان لو لزم الأمر .
خرج على صراخهما والدهما ووالدتهما بينما هشام يتابع : لما اعرف إنك بتضحكي علينا ومفهمانا إنك بتشتغلي وانتِ رايحة تدربي عند هادي على الغنا ومش بس كده مفهماه إنك هربانة من البودي جارد وابوكي وزير ولا راجل اعمال يبقى لازم اكسر دماغك .
قالت بغضب : مش انت اللي اضطرتني اكدب وانت بتحلل لنفسك اللي محرموا عليا .
قال بنفاذ صبر : انتِ غبية يا بت انتِ ولا ايه هافضل اكرر نفس الكلام ... انتِ بنت مقدرش اكون مطمن وانتِ داخلة وسط زي ده مش هتعرفي تحافظي على نفسك فيه .
قالت بتهكم : وانت اللي هتعرف تحافظ على نفسك يعني ولا فاكر اني مش عارفة بالبوس والأحضان ... زينه حكتلي على كل حاجة يا نجم .
هم بجذبها من شعرها لكن اوقفه صوت والده الصارم : الله الله ده اللي ناقص انت تضربها و هي تفرشلك الملاية ولا كأن انا وامكوا واقفين ....
خلاص عشان كبرتوا واشتغلتوا وبتصرفوا على نفسكو هتخرجوا عن طوعي ....
مفيش احترام لينا خالص اومال لما نموت هتعملوا ايه .
هرولت هدية تجاهه وقبلت يده وقالت وهي تبكي : بعد الشر عليك يا حبيبي ... شفت هشام عايز يضربني يا بابا !!!
ضيق هشام عينيه ونظر لها بنظرة فهمت معناها جيدا(فاهم حركاتك كويس) لكنه قال بتهكم : ماشاء الله موهبة التمثيل متقلش عن الغنا عندك في حاجة ... انا بقول تمثلي بالمرة .
اشرق وجهها وقالت باندفاع متناسية الموقف : بجد والله !!! هادي برضو قالي تنفعي في التمثيل وعرض عليا التمثيل في مسـ ... لـ ..سـ ..ل
ضاع صوتها عندما ادركت مدى غباءها ونظرت باضطراب حولها بينما هشام يبتسم بتشفي لاعترافها وابوها ينظر لها بعتاب شديد وغضب وقال : اتفضلو احكولي واحنا قاعدين تعبت من الوقفة .
جلس على الأريكة الخشبية وقال موجها حواره لهدية : انتِ بقي كل يوم بتنزلي على اساس رايحة الشغل بتتمرني قبل ما يثبتوكي وانتِ رايحة مكان منعرفوش ومع ناس الله اعلم باخلاقهم .
سارعت قائلة : ماهو نفس المكان اللي هشام بيتدرب فيه ... انا قلت اروح اشوف صوتي ينفع ولو نفع اجي اكلم حضرتك ونقنع بعض ....
بدل ما ترفض وافضل اقنعك وبالنهاية اروح يقولي صوتك وحش .
قال بحزم : كلامك ده تضحكي بيه على حد غيري لأنك حتى بعد ما قالك صوتك ينفع استمريتي في كدبك عليا وكان مفروض تقولي من الأول ... انا عمري رفضت حاجة من غير نقاش ... اخوكي الكببر قال عايز اكمل دراسات بعد الكلية قلت براحتك ... هشام قال مليش في العلام هادرس صنايع واشوف صنعة واشوف موضوع الغنا قلتله براحتك ... انتِ قلتي مش هاكمل بعد اربع سنين كلية قلت زي ما تحبي ....
لكن تروحي من ورايا وكأن ملكيش اب واخوات رجالة وتتصرفي من دماغك دي قلة ادب وقلة احترام .
طأطات راسها وقالت : انا اسفة يا بابا خفت هشام يأثر علي رأيك ويخليك ترفض .
صرخ معنفا : تقومي تنزلي من ورانا ... وافرضي بعدها قلنا لا هتنطي من الشباك ولا هتهربي وتعيشي بعيد عننا .
اقرت بتهورها وغباءها الذي جعلها تتصرف بقلة عقل فقالت : انا مفكرتش ... العند والغباء هما اللي حركوني .
قال بتهكم : كويس إنك عارفة إنك غبية وعندية ....
حاليا مفيش نزول من البيت لحد ما افكر واشوف هاعمل ايه معاكي ....
وانت يا نجم بوس واحضان ايه اللي اختك وزينه بتحكي عنهم .
ارسل لها نظرة تسببت في رعبها بينما يتوعد داخله لزينه التي سوف تلقى منه عقاب شديد .
تنحنح وقال : مفيش يا بابا دول بنات فاضية ومورهمش غير الرغي .
نظر له نظرة صارمة وقال : اخلص يا هشام وفهمني بدل ما اقوم اكلم زينة وشكلك وقتها هيبقى وحش .
قال متهربا من نظرة والده : اصلي خرجت مع زينه من فترة كده واحنا في المطعم جات بنت اعرفها عن طريق هادي وسلمت عليا ويعني ... احم احم السلام كان بضمير شوية فاباست وحضنت بس كنا في مكان عام يعني يا بابا هي دي طريقتها في السلام .
قال بتهكم : اه طبعا هي باست وحضنت وانت وقفت زي الصنم لا بوست ولا حضنت ... اخلاق يا واد ... وزينة واقفة تتفرج على المسخرة دي وموافقة .
قال بضيق : موافقة ايه بس من يومها قافشة عليا ومش راضية تكلمني وتقولي اومال لما تتشهر هتعمل ايه !!
لمعت عينيه باعجاب وقال : جدعة انا لو مكانها هارمي الدبلة في وشك ... شكلي معرفتش اربي مفيش حد فيكو نافع غير اخوكوا الكبير مريح قلبي .
ابتسم هشام بسخرية وقال : بلاش الثقة دي بس يا حاج .
ضيق عينيه وقال بتساؤل : انت تعرف حاجة عن اخوك معرفهاش .
اقترب هشام وقال بصوت منخفض : عيب يا حاج عايزيني افتن على اخويا ... اهو عندك ابقى اسأله لما يجي .
رفع ابوه حاحبه وقال : ولا يا هشام انت بتتوه على مصيبتك و تلهيني عن الهباب اللي بتهببه .
استغفر وقال : يا حاج هببت ايه بس ... انا قاعد في امان الله لقيت اللي جاية تسلم وتاخدني بالحضن حد يرفس النعمة .
قال الأخر بحزم وهو يلكمه بكتفه : نعامة تبقى ترفسك يا نجم ... اظبط نفسك يا هشام ولو الغنى هينسيك دينك واخلاقك هتتحبس في اوضتك زيك زي هدية ... تمام و لا اقول تاني ... و لا فاكر نفسك كبرت عليا يا زفت انت.
أومأ الأخر بطاعة فكله إلا غضب والده ... سيكون أكثر حزماً بالفترة القادمة حتى لا ينساق وراء التجاوزات والمغريات المحيطة به .
لكن هذا لم ينسيه زينه فبمجرد دخوله لحجرته اتصل عليها تجاهلت الاتصال فبعث لها رسالة صوتية على الواتس قائلا بغضب : ردي يا زينة بدل ما اجي اعمل معاكي مشكلة قدام أهلك .
اتصل مرة اخرى لترد بعدم فهم قائلة : فيه ايه يا هشام مالك بتتكلم كده ليه ؟!!!
قال بغضب : من أول يوم متفقين مشاكلنا محدش يعرفها ... رايحة حضرتك تحكي لهدية عشان تسيح ليا قدام ابويا ... ماشي يا زينة خليكي فاكرة ....
انتِ فاكرة كده بتلوي دراعي يعني ... انا مبحبش النظام ده ومفهمك كده من أول يوم ...
عضت على شفتيها من غباءها ولسان هدية المنفلت وتوعدتها بسرها ستعضها وتقطع شعرها عندما تراها ... قالت سريعا : أسفة يا هشام والله ما كان قصدي ....
المهم عمو عمل معاك ايه طمني .
قال بغضب : ملكيش دعوة لا بعمك ولا بخالتك انتِ رايحة تحكي لللي مش بيتبل في بوقها فولة وراجعة تعملي نفسك قلقانة .
قالت تسترضيه : والله ما كان قصدي يا هشام هي جاتلي من كام يوم وكنت بعيط وزعلانة عشان بقالنا كام يوم مش بنتكلم فضلت ورايا لحد ما وقعت بلساني ... أنا اسفة ياحبيبي .
ابتسم على ساذجتها واستغل الفرصة فها هي تعتذر بعدما كانت غاضبة منه فقال : وأنا اعمل ايه بأسفك بعد ما ابويا زعل مني .
قالت باندفاع : أنا هاجي واقوله إنها هي اللي رمت نفسها عليك وانت معرفتش تتصرف .
اتسعت ابتسامته لكنه قال بغضب مصطنع : ولما حضرتك عارفة إنها هي اللي رمت نفسها عليا كبرتي الحوار ليه وزعلانة ومش بتردي عليا .
قالت بعتاب : بغير عليك يا اتش ... إن مكنتش اغير عليك اغير على مين البت كانت هتاكلك بعينها ....ثم بكت و قالت : انت وحشتني اوي يا هشام .
قال بصوت محمل بشوقه إليها : بتعيطي عشاني يا زوزو .
قالت سريعا : طبعا يا هشام أول مرة نفضل المدة دي كلها منتكلمش .
جلس على سريره واستند بظهره قائلا : وانتِ وحشاني اوي اوي واليومين اللي فاتوا ملهمش طعم عشان مكلمتكيش فيهم .
قالت وابتسامتها تنير وجهها : بجد يا حبيبي يعني غيابي كان مزعلك .
قال بتأكيد : طبعا يا حبي انتِ مش عارفة قيمتك عندي ولا ايه .
ثم أجلى حنجرته وقال : والله زينة والله تشتيهها العين
لولا خوفي من الله لاقطف الخدين .
و هكذا نسيت زينة خصامها وغضبها منه واستطاع هو قلب الأمور لجعلها هي من تعتذر له .

مصابيح فى حنايا الروح الجزء الثانى من سلسلة طعم البيوتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن