5- حديقة الأزهار البيضاء

163 12 3
                                    

دلفت روز برفقة عائلتها لمطعم الجوهرة الزرقاء حيث أخذوا مجلسًا حول طاولة مريحة ذات خمسة كراسي، و راقبت عبر الواجهة الزجاجية المارة بمعاطفهم الطويلة و قلنسواتهم الملونة بألوان خضراء و زرقاء و أرجوانية زاهية، و أخرى داكنة باهتة و كأنهم حرصوا على ألا يلفتوا إنتباه أحد.

شبكت روز أناملها في حجرها، و أنصتت لحوار والدتها و جدتها التين سألتا دينيس لمعرفة أخباره. شعرت ببعض السكينة لاجتماعها مع عائلتها مجددًا، و شردت مبتسمة حين فكرت بأن والدتها تعرف كل شخص هنا.
« أمي، لماذا تعرفين كثيرًا من الناس هنا مع أنك لا تمكثين في هذه المكان؟ ذلك الرجل في المحل، و الشرطي، و المعلم.»

إلتفتت أوليفيا لابنتها متفاجئة، ثم أجابت ضاحكة:
« إنني لا أعرف كل شخص! فقط هؤلاء كانوا من معارفي، و معارف أخي.
بيليزييه كان صديقًا مقربًا لدريموند، كانا أصدقاء منذ كانا في السابعة عشرة، لذلك صار و كأنه فرد من العائلة.
كالايس و كاشيرو كانا من أصدقائي منذ أيام المدرسة، و ريفالي ... كان يعمل مع أبيك في السابق.»

«و لماذا لا أتذكرهم أو أتذكر هذا المكان أبداً؟ هل كان أبي شرطيًا هنا؟ لقد قلت لي بأنه كان جنديًا...»

سألت روز ملحة، و لم تلحظ اللمعة التي غزت عيني والدتها، و لا الرجفة الخفيفة في صوتها.
« لقد كنتِ صغيرة جدًا في ذلك الوقت يا روز.
و أجل، كان أبوك يعمل في كثير من الأشياء... كان يعمل في الشرطة أيضًا، كان يدير وقتها قسم الآثار. يعمل على حمايتها من اللصوص و ترميمها ليتمكن الصغار من رؤيتها و معرفة تاريخهم.»

أجابت أوليفيا بابتسامة ضئيلة كافحت لصنعها، و أنقذتها النادلة التي حضرت لتأخذ طلباتهم.

ربت دينيس على كتف أخته لجذب انتباهها، و سأل بحماس:
«روز! هل تريدين تخربة دماغ الخروف المقلي أم كرات اللحم مع صلصة البركان؟ »

«ماذا؟ »

استدارت روز بحدة لتسأل مستنكرة، و ضحك دينيس من تعابير وجهها بينما خاطبتها الجدة مطمئنة:
« أسماء بعض الأطباق غريبة قليلاً هنا، لكن طعمها لذيذ لاستخدام مكونات محلية تنمو هنا فقط.
لا تترددي في تجربة أي طبق تريدين.»

ناول دينيس قائمة الطعام لروز، لتمرر بصرها على أسماء الأطباق التي بدت لها كنقوش بلغة غريبة لم تفهم معناها، لتعيد له القائمة مجيبة:
« سآخذ مثل جدتي!»

أعادت الجدة القائمة للنادلة، و خاطبتها بود:
«طبقان من طائر الليل مع العشبة الزرقاء، و طبق من كرات اللحم مع صلصة البركان. »

ولت النادلة مبتعدة، و سألت روز والدتها:
« ألا تريدين شيئاً يا أمي؟ »

أعادت أوليفيا نظراتها القلقة من النافذة، و صنعت ابتسامة صغيرة لتجيب برقة:
« لا لست جائعة، رؤيتكم مجتمعين معي هكذا تغنيني عن أي شيء.»

لعنة دراغوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن