22- مصيدة الشيطان

120 17 17
                                    

فتحت روز عينيها حين شعرت بأنفاس شخص على وجهها، وجحظت عيناها حين أبصرت الغول الوردي بجانب سريرها، رافعًا سكينه العظيمة فوق وجهها.
لم تقو روز على الحراك، وبحركة سريعة، رفع الغول سكينه ثم هوى بها بكل ثقله، ليخترق لحم عنقها، ويكسر عظمها، وفصل رأسها عن جسدها.

حمل الغول رأسها المفصول وابتعد به نحو الجهة الأخرى من الحجرة، ولدهشتها ورعبها كان يمكنها النظر عبر رأسها المفصول وكأنها لم تمت بعد.
ناول الغول رأسها لشخص ملثم بالأسود، وبالمثل سلم الشخص الأسود رأسها مجددًا لشخص آخر، وتنقل رأسها بين أيادي الأشخاص المتشحين بعباءات سوداء، وفي النهاية تقدم الشخص الأسود الأخير برأسها نحو حائط حجري أضاءته شموع حمراء.

كان على الحائط رسم معين بحجم كبير كحجم الدوائر السحرية، بدا كنجمة خماسية أحاطتها دائرة وبضعة نقوش وكتابات أخرى، وكان ثمة شيء أو شخص مصلوب هناك بحيث تم تثبيت ذراعيه وساقيه لأربعة من أضلاع النجمة بسلاسل وأصفاد، وفي الضلع الخامس حيث كان يجب أن يكون رأسه، كانت ثمة لطخة كبيرة من الدم على الحائط، وبقايا رأس مدهوس وكأنه قد تم تهشيمه بمطرقة حطمت رأسه وناثرت دماغه ليبدو بمظهر جعل رأس روز يرغب في التقيؤ والبكاء.
رفعت الجثة رأسها المفتت ببطء، وكأنها كانت تحدق نحو رأس روز المفصول تمامًا.

فتحت روز عينيها لتحدق نحو ظلام حجرتها، وجاهدت للحراك ثم شعرت بأن كل جسدها مشلول ولا تستطيع حتى تحريك وجهها.
مكثت روز بضعة ثواني في رعبها ثم نهضت لاهثة حين استطاعت تحريك جسدها، وأسرعت لتتلمس عنقها لتتأكد من أن رأسها لا يزال متصلا بها.
تنفست روز الصعداء حين تأكدت بأنها لا تزال حية، وأجالت بصرها في الغرفة ثم شغلت المصباح الصغير قرب فراشها وهدأت قليلاً حين أبصرت غرفتها كما هي، بحوائطها الوردية وستائرها وخزانتها، خالية من أي شخص عداها.

مكثت روز قليلاً ساهمة في الكابوس الذي رأته، وأجالت بصرها في غرفتها التي ماتت فيها قبل قليل في كابوسها، ثم سحبت بطانيتها، وغادرت الغرفة متجهة نحو حجرة أمها.
طرقت روز باب حجرة أمها بضعة مرات، وفي الدقة الخامسة، كانت أوليفيا قد استيقظت وهرعت لتفتح الباب بشعر مبعثر ووجه ناعس قلق.
« ماذا جرى! هل أنتِ بخير؟ هل تتألمين في أي مكان؟»

« لا! أنا بخير.» أجابت روز بسرعة، وعضت شفتيها لائمة نفسها على إيقاظ أمها لإقلاقها معها.
شدت روز يديها على غطاء سريرها، وأضافت:
« رأيت كابوسًا. حلمت بأن أحدهم قد قطع رأسي في سريري لذلك غرفتي ...»

صمتت روز حين وضعت أوليفيا يدها على فمها لتمنعها من الحديث، وقاطعتها:
« لا تكملي.
حين ترين حلمًا سيئًا، لا يجب أن تخبري به أحدًا.
إنه مجرد كابوس، لا أحد سيقطع رأسك أو يقتلك في منزلنا.
تعالي، سوف أجلب لك بطانية أبيك.»

ابتسمت روز وأومأت بخفة، ودلفت لتجلس على طرف فراش أمها المزدوج، الذي بدا أنها لم ترغب ببيعه أو استبداله بعد وفاة أبيهم. لطالما تسائلت روز عن سبب عدم زواج أمها رغم أن أباهم قد مات باكرًا، وكانت لا تزال شابة يافعة جميلة ويمكنها العثور على زوج بسهولة كما أخبرتها مونيكا، وحين غلبها فضولها وسألتها ذات يوم، أجابتها أمها بأن أباهم ينتظرهم في الأعلى هناك حين يذهبون للجنة لذلك ستنتظر حتى تراه مجددًا هناك، وأنها لن تحب شخصًا بعده كما أحبته.

لعنة دراغوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن