35- نزال بين سيفين

122 12 43
                                    

استوى ديو جالساً على فراشه متدثراً ببطانيته الخضراء الناعمة، وطفق ينبش محتويات الحقيبة التي جلبتها له روز من الجدة كايلين، وأعطتها لماكس ليوصلها له في سكن الطلاب؛ إناء محكم الإغلاق من الصلب للتر من حساء لحم العجل المركز، حافظة بلاستيكية حملت ثمان حبات من المولتن كيك، بسكويت شوكولا و بسكويت زنجبيل في كيس ورقي، صحن مغلف حمل أفخاذ وصدور دجاج مقلية ومتبلة بصلصة الكاتشب، فطائر محشوة بالجبن، قمصان قطنية خفيفة لينة، قنينة صغيرة صفراء لوصفة أنفاس التنين لعلاج الزكام، وعشرة ألواح من شوكولا وينكا.

حمل ديو طعامه بإجلال، و ردد بتأثر:
«أحبك يا جدتي، أحبك.»

قهقه ماكس وباسكال، وسأله ماكس بعطف:
«الجدة كايلين لطيفة، أليس كذلك؟ لقد أحضرت لك كل هذا حين علمت أنك متوعك.»

«و تعتبره طفلا. لماذا كلها طعام؟ جدي لا يعطيني طعامًا كهذا! أريد البعض!»

أضاف باسكال و حملق نحو المأكولات بأسى، ليصفعه ماكس على ظهره، وأضاف موصيًا ديو:
«روز قالت بأنها تريد رؤيتك في القاعة لتعطيك شيئًا مهماً وخاصًا، اذهب لها قبل أن يحل الليل؛ فغداً من الصباح تبدأ الدروس وستكون بحاجة للراحة.»

أومأ ديو ووضع طعامه جانبًا، ونزل من سريره واتجه هابطًا السلالم متسائلا بفضول عم تريد أن تعطيه إياه بسرية لكيلا تعطيه لماكس، وغادر سكن الطلاب ثم اتجه صوب القاعة الرئيسية التي كانت مكتظة بعد عودة الطلاب في الثامنة مساءًا للمؤسسة واستعدادهم لأسبوع دارسي جديد حتى عطلة نهاية الأسبوع القادمة.
عثر ديو على روز وحيدة في طاولة السنة الأولى بفستانها الأخضر وثياب الخروج التي لم تبدلها بعد عودتها، وأقبلت نحوه متلهفة لتعطيه الوصفة.
سحب ديو كرسيًا ليجلس جوارها، واسند خده ليسراه وسألها معقود الحاجبين:
«منذ متى الخصوصية لكي تخفي شيئًا عن ماكس؟»

ابتسمت روز وبحثت في حقيبتها، وناولته كيس الحرير الأزرق المغلق، وأجابته:
«لقد اعتقدت بأنه أمر يخصك وحدك، لذلك أردت التحدث معك على انفراد.
جدتي وأمي تسلمان عليك، وقالت جدتي أنك أبليت حسنًا فستترك بيكسي معك لبعض الوقت.»

تجهم ديو حين وضعت روز الحيوان السمين الأزرق على كتفه، وأضافت بينما بحثت في حقيبتها:
«وكنت أريد إعطائك هذا؛ إنها وصفة من إحدى معارفي التي أثق بها؛ قالت أن هذه الوصفة قادرة على شفاء الكدمات التي تغطي جسدك؛ لقد رأيتها من قبل حين كنا معك في العيادة، وسألت قريبتي لكنها قالت أنها قابلة للعلاج.»

فتح ديو كيسه مقطب الجبين، وسحب الزجاجة الصغيرة ذات القطارة، التي حملت سائلا بنفسجيًا فاتحًا ثقيلاً.
«قالت أن تضع نقطتين على كل كدمة وتفركها عليها، صباح مساءًا، وستزول خلال بضعة أيام.»

حدق ديو نحوها مقطب الجبين، وسألها:
«هل تظنين أنني لم أبحث عن علاج من قبل؟ ربما تكون قريبتك هذه دجالة، وربما يكون هذا سمًا.»

لعنة دراغوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن