34- نزهة صيفية

122 10 30
                                    

بعد نهاية دوام يوم الخميس عصرًا، تكدست الممرات بالطلاب الذين حزموا حقائب ظهر صغيرة واتجهوا لقضاء عطلة نهاية الأسبوع برفقة ذويهم.
اتجه دينيس للحافلة مبتهجًا برفقة ستيلا بعدما تعافى من جروحه، ووافقت ستيلا على المبيت في منزله للتعرف على والدته وجدته بصورة أقرب، بينما تأخرت روز في القاعة برفقة أصدقائها لإلقاء نظرة على ديو الذي كان من القلائل الذين لن يغادروا بسبب عقوبته. لكن قريبها لم يبد بخير أيضًا؛ وضع كمامة على وجهه منذ الصباح، وكان وجهه ذابلاً.

مال ماكس معاينًا إياه، وربت له على كتفه وأوصاه:
«اذهب للعيادة؛ هذا ليس زكامًا فجسدك يغلي أيضًا، وهذه بداية الصيف، فلا نزلات برد تصيب الناس. خذ علاجًا من الممرضة، وأغلق التكييف. يمكنك أن ترتاح بما أن ليسيوس أيضًا ذاهب لأهله، فستكون الحجرة لك وحدك.»

أومأ ديو بصمت وحدق محزونًا نحو كعكة الشوكولاتة التي كانت أمامه ولم يملك شهية لأكلها؛ سيبحث عن وصفة تعالجه.
رفع رأسه موجهًا اهتمامه نحو روز حين اقتربت من كرسيه، وسألته قلقة:
«هل تشعر بتحسن؟ لقد بدوت بخير بالأمس، فحاول الذهاب للعيادة قبل أن تسوء حالك.
سوف أخبر جدتي لتتصل بك فور أن أصل للمنزل، وسأجلب لك طعامًا من هناك عند عودتي. هل ثمة شيء تريده؟»

أنزل ديو الكمامة عن وجهه بسبابته، ليتغضن جبين روز حين أبصرت أنفه الأحمر، وأجابها بصوت خافت:
«خذي حذرك، فأحلامك هذه غالبًا ما تعقبها مصائب، كما كاد الشيطان يقتلك بعد حلمك ذاك.
أريد شوكولاتة وينكا وصدور دجاج مقلية بالكاتشب من طبخ عمتي وبسكويت شوكولاتة من جدتي، وأيضًا...»

رفع ديو الحيوان الأزرق البدين عن كتفه، وناوله لها مضيفًا:
«أعطه لجدتي لتراه؛ لقد انجزت هذا الأسبوع ولم اخسر سوى سبع عملات ذهبية، لكنني أريد أن ارتاح منه في العطلة.»

أومأت روز وتناولت بيكسي الصغير ووضعته على كتفها، وابتسم ديو ليخاطب مونيكا:
«أيتها المهرجة الصفراء، تبدين مريعة بلون شفاهك المقززة.»

«من هي المهرجة وما شأنك بأحمر شفاهي أيها المختل؟»
صاحت مونيكا واتجه ماكس ليعترض طريقها، واسترخى ديو على كرسيه مرتاحًا حين لم يعد مضطرا للقلق من شتم أحد وخسارة ماله.

غادرت روز برفقة كوني وباسكال، وسحب ماكس مونيكا معه بينما لوح لديو موصيًا إياه بالاهتمام بنفسه. أجال ديو بصره في القاعة التي صارت شبه خالية، وخمن أن المؤسسة ستكون هادئة ومريحة وجذابة. سيذهب للعيادة أولاً للحصول على دواء، ثم سيعرج للمكتبة ويمكث هناك حتى العصر، وسينام بعد ذلك في غرفته، بعد أن يمزق وسادة ليسيوس ويقطع له لحافه.

جلس ديو باعتدال ورفع بصره، نحو طالب لا يعرفه دنا ليقف جواره.
«أنت ديو ألابايوس؟ المدير جينيس يطلب رؤيتك في مكتبه. هل تعرف الطريق؟»

لعنة دراغوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن