13- نبوءة الغراب الأسود

116 12 11
                                    


دفعت لورا بقطعتي دونات بالشوكولاتة من طبقها لتضعهما على طبق باسكال، و أوصته بحرص:
« كل هاتين يا باسكال! يجب أن تزيد من حصص طعامك في كل شيء، لكيلا توبخك خالتك مجددًا! انظر! لا تزال عظام ذراعيك ظاهرتين مثل العيدان!»

لكزت روز صديقتها الثرثارة معاتبة، و أومأ لها باسكال بأن لا بأس بذلك و تناول ما قدمته له بصمت، و بعد أن غادر الرفقة مقهى القطط ذهب باسكال برفقة ماكس و مونيكا و روز متعللاً في رغبته في استعارة بعض الكتب من منزل ماكس.
توقفت لورا في منتصف الطريق، و نبشت في حقيبة ظهرها لتخرج الجزء الثالث من رواية هبوط الظلام الذي استعارتها من باسكال.
« كاثرين! لقد قلت بأنني سأعيدها له!»

« لا بد انهم ابتعدوا! أعطيها له غداً!»
أجابت كاثرين متجهمة، ثم تأففت من نظرات لورا المستعطفة و رجعتا أدراجهما نحو الدرب المعاكس لمنزليهما مهرولتين للحاق بالبقية.

« تعلمين يا كاثرين» قالت لورا لاهثة من مجهودها غير المعتاد في الركض. « أمي بدأت تسألني عن باسكال كثيرًا، لأنني أحضر له صندوق غداء معي، يبدو أنها تظنه خليلي أو صاحبي و تصر في كل مناسبة أن أدعوه معكم للمنزل لتراه.»

زمت كاثرين شفتيها قليلاً ثم قالت:
« هذا متوقع، يبدو للجميع بأنه يعجبك لذلك تحضرين له الطعام، حتى لو لم يكن الأمر كذلك. ذات يوم يمكننا الإجتماع في منزلك للدراسة، حين ترى أمك باسكال سوف تخيب آمالها كثيرًا و ستتوقف عن إزعاجك، خاصة حين تقارنه بماكس. إن باسكال ليس دميمًا، لكنه ليس وسيمًا و هزاله يجعله مثيرًا للشبهات.»

قهقهت لورا بخفة وخبطت كتف كاثرين معاتبة.
« لا تهينيه يا لورا! إن الهزال لا يعيب المرء! إذا زاد بضعة كيلوغرامات سوف تغيرين رأيك به! إذا اهتم بنفسه قليلاً فقط و توقف عن السهر الذي يجعل عينيه داكنتين مترهلتين بالهالات السوداء و استبدل النظارات بعدسات لاصقة سوف يصبح مثل دينيس؛ مشرقًا و وسيمًا.
آه كيف حال دينيس؟ لا بد أن أسأل روز عنه!»

ضاقت عينا كاثرين حين لمحت أصدقائهم الأربعة أمامهم على مد البصر، متجاوزين مطعم املأ كرشك حيث يعيش ماكس، و قبضت على يد لورا التي وقفت و رفعت ناظرها لها باستغراب.
« ألم يقل باسكال بأنه ذاهب لمنزل ماكس؟ انظري هناك.»

بحلقت لورا للأمام حيث عبر الأربعة التقاطع متجهين نحو جهات منزلي روز و مونيكا. رفعت كتيفها ثم قالت:
« ربما يقومان بتوصيل روز و مونيكا ثم يعودان، منزل روز قريب من هنا.»

« هيا بنا، و لا تصدري أي صوت.»
أمرت كاثرين بينما أمسكت بيد لورا بإحكام و كأنها ستهرب منها، و انتظرتا حتى ابتعد البقية ثم قطعتا الشارع و سارتا بمهل محتفظتين بمسافة بينهما و بين رفاقهما، ثم توقفتا حين دلف رفاقهما الأربعة لمحل صغير و غابوا فيه.
تقدمت كاثرين و لورا بهدوء و رفعتا رأسيهما لتطالعا لافتة المحل المكون من طابق واحد؛ متجر الأرنب السعيد.

لعنة دراغوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن