وصلت روز برفقة صديقاتها وجدّتها باكرًا قبيل شروق الشمس لمركز الإمتحان النهائي للسحرة المبتدئين. تحلت مونيكا وروز وفينا بفستان الساحرات الرسمي الأسود والقبعة، مع الحزام الفضي الذي حمل حقيبة صغيرة بنية وحافظة للصولجان. وحين دلفن، لاحظن ماكس وباسكال الذين وقفا بانتظارهم، بزي الأولاد الذي كان بنطالا أسود قاتمًا منيعًا ضد التعاويذ، قميص أبيض بسيط ومعطف أسود قصير ذو لمعة مضاد للمطر والماء والنار.
انشغلت روز بقراءة كتاب التعاويذ الحامية متمنية بألا تنسى شيئًا، وعضت شفتيها بخفة حين تذكرت حديث جد ماكس الذي جعل معدتها تؤلمها؛ قد تحتاج لتعويذة حماية قوية لحماية نفسها من الموت قريبًا. وقفت كاثرين بجوار باسكال الذي انهمك في قراءة تاريخ مذابح سيد الظلام، ودنا ماكس من مونيكا بابتسامة صغيرة لتحيتها، لتقابله بنظرة متجهمة غاضبة، وأشاحت وجهها ليتنهد ماكس منزعجًا، متسائلا عن مقدار المدة التي ستقاطعه فيها مونيكا.
وحدها لورا من بدت مسترخية بين أصدقائها، و قضمت من كيس رقائق البطاطس، وسألت الجدة بفم ممتلئ:
« هل هذا المكان آمن يا جدتي؟ هل ستكون روز ومونيكا والجميع بخير هنا؟»« المكان آمن يا صغيرتي، لا داع للقلق.
لقد قامت الشرطة بتمشيط العاصمة والتخلص من كل الأرواح السوداء والسحرة الأشرار في الأرجاء، كما أن منطقة الإمتحان ستكون معزولة ومحمية.»أجابت كايلين مطمئنة لورا، وأجالت بصرها بحثًا عن ماكس وباسكال، وحفيدها الذي لم يأت لمنزلهم منذ أسبوعين، ولم يتصل أو يرد على أي اتصال.
اخفضت كايلين بصرها حين جذبتها فينا من قميصها، وسألتها قلقة:
« هل سيأتي أخي للإمتحان؟»« بالتأكيد سيأتي. إنها فرصته الأخيرة لكي يحصل على شهادة ويتخرج من المدرسة.»
أجابت كايلين مؤكدة، وأجالت بصرها بين جموع الطلاب بجبين متجعد قلقًا.« الشيطان على ذكره يبان.»
علقت مونيكا ضاحكة، وأشارت بإصبعها لديو الذي دلف وحيدًا، وبدا شاذًا بين الطلاب بشعره المصبوغ بصباغ أخضر فاقع مصفف للأعلى، وبمعطفه الرمادي الداكن الطويل الذي ارتداه فوق زي المدرسة الرسمي الأسود.
دنا ديو حين أبصر أخته التي لوحت له بحرارة، وألقى التحية على جدته باقتضاب حين سألته عم فعله في الأيام السابقة.
« كنت أتدرب وحيدًا. لا أحب المكوث في منزل أحد، حتى لو كان منزلك يا جدتي، أنا آسف.»أشارت مونيكا لديو، وروت لكاثرين ولورا ضاحكة:
« صدقا أو لا تصدقا هذه هي هيئة ديو الشرير. في أول مرة رأيناه فيها في أول مرة جئنا فيها لهذه البلاد، كان يبدو هكذا كالمهرج، وقام بنهبنا وكاد يقتل روز، وكاد هو وماكس أن يقتلا بعضهما.
في السابق، كان ديو عدونا، كان مشعوذًا شريرًا.»« هذا رائع.» علقت كاثرين باهتمام، وأضافت لورا بحماسة:
« لا تستمع لها يا ديو؛ لا تبدو كمهرج بل صبغة شعرك الجديدة جريئة وعصرية، كما أنني أحب الأشرار التائبين.»
أنت تقرأ
لعنة دراغوس
Fantasyفي عيد ميلاده السادس عشر، كان ديو أصغر مشعوذ مطلوب لشرطة السحر، أصغر لص وناهب آثار، وأصغر متنكر ومحتال. كان يسير في ظلال مجتمع السحر متجنبًا أيدي العدالة، قاتلا كل من يتعقبه، هاربًا من أشباح أسرته التي هجرته وماضيه، حتى اليوم الذي كان نائمًا فيه تحت...